أطهر
ما يعتمل في قلب الإنسان حبُّ المعرفة، وأقدس
ما يملأ قلبه محبة الحقيقة. لذا فإن أعظم ما
يسمو بالإنسان هو الإخلاص في حبه والانصراف
إلى الحقيقة دون أي شيء سواها. كذا فإن أي
منهج، أو فكر، أو علم، أو عقيدة، أو مذهب، لا
يسمو إلا بقدر إخلاصه للحقيقة. فإذا ادَّعى
منهج ما أنه مالك الحقيقة وحده، أو أنه
يستطيع، دون غيره، إيصالنا إليها، فمعنى ذلك
أن إخلاصه للحقيقة إخلاص ظاهري، بل إخلاص
كاذب! ومثل هذا الإدعاء هو النخر الأولي الذي
سيسبب تفتت المركب وغرقه، إنْ عاجلاً أو
آجلاً. ذلك أن الحقيقة لا تُقيَّد ولا تُشرَط.
والإخلاص لها يعني المقدرة على الانفتاح على
كل الأفكار والتواصل مع كل المناهج.
هل
نحن، إذ نستكشف الوعي، نفتش عن الحقيقة أم عن
الحكمة؟ هل نحن نبحث عن وقائع حاسمة عن
الوعي أم عن الخبرة المنوِّرة المعيشة؟
لقد
ثبت علمياً بأن هناك علاقة واضحة بين تغيرات
طبيعة الإنسان ومواقع الأجرام السماوية
وتأثيراتها (وخاصة القريبة منها)، وكذلك مع
الأشعة والظواهر الكونية. وقد بيَّن التنجيم
وجود ارتباط بين أوضاع الكواكب وطبيعة
الوليد ومهنته في المستقبل. لذلك فإن دراسة
أوضاع وحركة الأجرام السماوية في لحظة ولادة
الإنسان تيتيح الوصول إلى نوع من التنبؤ حول
مستقبل الوليد وخصائص طبعه وسلوكه
الاجتماعي. فقوى الجاذبية للأجرام السماوية
القريبة من الأرض والأشعة الكهرمغناطيسية
وطاقة الرياح والانفجارات الشمسية لها
تأثير كبير وواضح على الظروف الفيزيائية
للأرض، وبالتالي على طبيعة الإنسان
والحيوان وحتى النبات.
|