|
التكتيك إذا
كانت الإستراتيجية تتعلق بوضع تصوُّر لخطة
تنظِّم مختلفَ أعمال كفاح لاعنفي وتنسق بينها
وبتنفيذ تلك الخطة، فإن التكتيك يتعلق بوضع
تصور لكلِّ عمل من هذه الأعمال على حدة
وبتنفيذه. إذ تتيح المهارة التكتيكية أو الحس
التكتيكي أفضلَ استفادة من عمل بعينه عبر
التطوير الأمثل للوسائل التي تساهم في تنفيذه.
يطبَّق التكتيكُ في مجال معيَّن ومحدود
ومعروف ومستقر نسبيًّا، بينما تطبَّق
الإستراتيجيةُ في مجال أوسع وأعقد بكثير،
تصعب الإحاطة به لأنه في تطور مستمر. بكلام
ملموس أكثر، تشتمل الإستراتيجية في الكفاح
اللاعنفي على عمليات إقرارٍ وتخطيطٍ وتنسيقٍ
لمختلف التظاهرات العامة القادرة على إعلام
الرأي العام واستنهاضه وتعبئته، لأعمال
اللاتعاون الأنسب إضعافًا للطرف الخصم،
لأعمال العصيان المدني الأجدى تحديًّا
للسلطات العامة، للإنجازات التي ستتيح تنفيذ
البرنامج البَنَّاء المقابل لبرنامج
اللاتعاون، ولجميع المبادرات التي من شأنها
تغيير توازُن القوى وضعضعة الخصم وإرغامه على
الاستسلام. أما التكتيك فعبارة عن تنظيم كلِّ
مظاهرة من المظاهرات العامة، وكلِّ عمل من
أعمال اللاتعاون والعصيان المدني، وكلِّ
إنجاز من إنجازات البرنامج البَنَّاء، وذلك
بأكبر فعالية ممكنة. بذا تترابط الإستراتيجية
والتكتيك وتتضافران للمساهمة معًا في نجاح
الكفاح. لكي
تكون إستراتيجية العمل اللاعنفي فعالةً
تمامًا، ينبغي ألا يعطِّلها أيُّ عمل عنيف.
لذا فإن اختيار هذه الإستراتيجية يستبعد لا
محالة مبدأ "تنوع التكتيكات" الذي
يَحسُن وفقًا له التوفيقُ في الكفاح الواحد
بين الأعمال اللاعنفية والأعمال العنفية. كل
عمل عنيف يعيق لا محالة الدينامية الخاصة
لإستراتيجية العمل اللاعنفي. ضمن إطار معركة
مسلحة، تعزز الأعمال اللاعنفية لا محالة
الفعالية الإجمالية للكفاح؛ ولكن في إطار
مواجهة لاعنفية، تعاكس الأعمالُ العنفية
الفعاليةَ الإجمالية لا محالة. ترجمة: محمد
علي عبد الجليل
|
|
|