|
الاعتصام قعودًا الاعتصام
قعودًا sit-in
(يعني هذا التعبير الإنكليزي
حرفيًّا: "القعود في الداخل") طريقةُ
تدخُّل مباشر عبارة عن احتلال مكان رمزيٍّ
بالقعود جماعةً على الأرض. فبدلاً من البقاء
وقوفًا، بدلاً من القيام بـ"اعتصام وقوفًا"
stand-in
("وقوف في الداخل")، يتميز
القعود بإضفائه على المظاهرة استقرارًا أكبر
وصلابةً أشد بمنحها بالدقة "أساسات"
أفضل تمكِّن من مقاومةٍ أفضل لتدخُّل محتمَل
للشرطة. ومن التنويعات على الاعتصام قعودًا
"التماوت" die-in
(حرفيًّا: "الموت في الداخل"):
والمقصود هو "التظاهر بالموت" باتخاذ
وضعية التمدد على الأرض رأسًا. يهدف
تنظيمُ مظاهرة قعود عمومًا إلى استنهاض الرأي
العام والسلطات العامة على وضع جائر. ويمكن
للمشاركين "إنطاق" المظاهرة بلبس أثواب
بلا أكمام وحمل لافتات أو رايات لإعلام
المارة؛ كما يمكن إقرار توزيع منشورات يقوم
به متظاهرون آخرون. كذلك يمكن للاعتصام أن
يكون طريقةً لاحتلال القائمين به أماكنَ تعود
ملكيتها للخصم لفرض أنفسهم عليه كمحاورين
ضروريين؛ كما يمكن له أن يكون طريقةَ عرقلة
تهدف إلى منع أي مرور على طريق عام، أو عند
مدخل مبنى عام أو مؤسسة خاصة. ويمكن لعمال
مضربين القيام باعتصام قعودًا على مداخل
معملهم أو داخله بغية منع أشخاص آخرين من
التحرك البدني، خاصةً غير المضربين أو ملاك
الإدارة. كما
يمكن للمشاركين في موكب أو مسيرة استخدامُ
هذه الطريقة عندما يصطدمون بحاجز شرطة: إذ لا
يعلن المتظاهرون، بهذه الوضعية البدنية
الجماعية، إعلانًا صريحًا عن إرادتهم رفض أية
مجابهة مع الشرطة وحسب، بل وعن عزمهم على
الاستمرار في مظاهرتهم أيضًا. بذلك توضع
السلطاتُ العامة أمام مسؤولياتها، ويعود لها
وحدها قرارُ المبادرة بالعنف أو عدمه. يرمي
الاعتصامُ إلى احتلال الأماكن أطول فترة
ممكنة وإلى التصدي لتدخُّل قوى الشرطة
المكلَّفة "تنظيف" المكان بأكبر مقاومة
ممكنة. وأمام موقف كهذا، من الممكن لقوات
الشرطة أن تتورع عن الإغارة على المتظاهرين
السِّلميين بضربات الهراوات أو برشاشات
الماء أو بقنابل مسيلة للدموع. عندئذٍ، قد
يُعطى الأمرُ بـ"تفكيك" المظاهرة بإزالة
المتظاهرين واحدًا تلو الآخر. إذ ذاك يمكن
لهؤلاء أن يرفضوا أي تعاون مع قوات الأمن بـ"التراخي"،
أي بأن يرفضوا القيام والمشي ويذعنوا في هدوء
لـ"معالجة" عناصر الشرطة الذين ينقلونهم
حملاً إلى الشاحنات المخصصة لاستقبالهم. وقد
يحصل ألا تتم عملية الحمل هذه من غير شيء من
القسوة. غير أن "تفكيكًا" كهذا غير ممكن
بتاتًا إذا كان عدد المتظاهرين غفيرًا. إذ
ذاك يُحتمَل أن يتلقى عناصرُ الشرطة أمرًا بـ"تنظيف
الميدان" بالإغارة على المعتصمين. لذا
ينبغي للصفوفُ الأولى من المتظاهرين أن تتألف
من مناضلين مؤهَّلين، إنْ نفسيًّا أو فنيًّا،
لمواجهة مواقف خطيرة. وفي هذا الصدد، قد تكون
ممارسة لعب الأدوار مفيدةً للغاية. ينبغي
عليهم بالأخص معرفة التدابير الأولية
للحماية التي ينبغي اتخاذها في هذه اللحظة (ولاسيما
حماية قذال العنق باليدين). قلما يكون في
الإمكان الصمود طويلاً في مواجهة غارة للشرطة. لذا يعود
إلى مسؤولي المظاهرة إعطاء الأمر بالانسحاب
في اللحظة الأنسب. وينبغي، ما أمكن، تجنبُ أن
يأخذ الانتشار شكلَ الفلول. إذ يهم، في مرأى
من الرأي العام، أن تقع مسؤوليةُ العنف في
وضوح على السلطات العامة. ترجمة: محمد
علي عبد الجليل
|
|
|