الجزء الأول

حول جذورنا الإسلاميّة

(2 - 2)

 

أكرم أنطاكي

 

9

في السيرة من مكة إلى المدينة...

ونستعيد معاً – للذكرى – مسيرة الدعوة المحمدية، منذ بدء التنزيل حتى الهجرة. بحسب السيرة كانت خديجة، زوج رسول الله (ص)، "... أول من آمن بالله ورسوله، وصدَّق بما جاء منه...". وخديجة كانت قبل هدايتها، كما سبق وبينَّا، قد استشارت عمَّها القس ورقة بن نوفل الذي كان قد أخبرها "... أن محمداً نبي هذه الأمَّة..."[1]. وبدأ محمد دعوته التي كانت سرية في بادىء الأمر.

ثم "... لم يلبث ورقة أن توفي، وفتر الوحي..."[2]؛ "... فالرسول (ص) قد حزن على القس، وظل متأثراً لفقده، حتى جاءه جبريل بسورة الضحى..."[3] تقول أنْ "... والضحى والليل إذا سجى، ما ودمك ربك وما قلى..."[4].

هذا و"... كان أول ذَكَرٍ آمن برسول الله..." علي بن أبي طالب، "... وهو يومئذٍ ابن عشر سنين..."؛ ثم أسلم زيد ابن حارثة، "... وكان ابنه بالتبنِّي..."؛ ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة، واسمه عتيق؛ وبدعائه "... أسلم عثمان بن عفان... والزبير بن العوَّام... وعبد الرحمن بن عوف... وسعد بن أبي وقَّاص..." إلخ، و "... دخل الناس في الإسلام أرسالاً من الرجال والنساء، حتى فشى ذكر الإسلام بمكة وتحدث به...". وقد أمر الله رسوله، حين آن الأوان، بإظهار دعواه.

"... فلما بادى رسول الله (ص) قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعد منه قومه ولم يردُّوا عليه، حتى ذكر آلهتهم وعابها. فلما فعلوا ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام – وهم قليلون مستخفون. وحدب على رسول الله عمُّه أبو طالب، ومنعه وقام دونه، ومضى رسول الله (ص) إلى أمر الله مظهِراً لأمره، لا يردُّه عنه شيء..."[5].

والنتيجة أن قريشاً وقد "اشتدَّ أمرهم للشقاء الذي أصابهم في عداوة رسول الله (ص) ومن أسلم معه منهم، أغروا برسول الله (ص) سفهاءهم، فكذَّبوه وآذوه ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون، ورسول الله مظهِر لا يستخفى به، مبادٍ لهم بما يكرهون من عيب دينهم، واعتزال أوثانهم، وفراقه إيَّاهم على كفرهم...".

ولكن السيرة التي تحدثنا عن بدايات الإسلام، وعما كان الرسول وأتباعه يلقون من قومهم، تؤكد بشكل ملفت للنظر أنه "... لما انتشر أمر رسول الله (ص) في العرب وبلغ البلدان، ذكر في المدينة، لم يكن حيٌّ من العرب أعلم بأمر رسول الله (ص) حين ذكر وقبل أن يذكر من هذا الحيِّ من الأوس والخزرج، وذلك بما كانوا يسمعون من أحبار اليهود، وكانوا لهم حلفاء ومعهم في بلادهم..."، عن كيف بعث معارضو محمد من قريش آنذاك "النضر بن الحارث و... عقبة بن معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة... (مستفسرين)... من محمد... وصفاته... وقوله. [لـ]أنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم [ليس عند القرشيين] من علم الأنبياء...". فطلب أحبار اليهود من رسل قريش أن يسألوا الرسول "... عن ثلاث نأمركم بهنَّ. فإن أخبركم بهنَّ فهو نبي مرسل؛ وإن لم يفعل، فهو نبيٌّ منقول... سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول وما كان من أمرهم، فإنه كان لهم حديث عجب. وسلوه عن رجل طوَّاف قد بلغ مشرق الأرض ومغاربها، وما كان نبؤه. وسلوه عن الروح وما هي...". وكان جواب رسول الله (ص) عند سؤاله، بعد "... خمس عشر ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا... "، يقول، من خلال سورة الكهف، في شأن الفتية، "... إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربَّنا آتنا من لدنك رحمة وهيِّئ لنا من أمرنا رشدا. فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا. ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا..."[6]. وعن الرجل الطوَّاف الذي بلغ مشارق الأرض ومغاربها قال: "... ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنَّا مكنَّا له في الأرض و آتيناه من كل شيء سببا..."[7]. وعن الروح أجاب "... ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربِّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا..."[8]. والأسئلة من أحبار اليهود كانت، ربما، لامتحان الرسول والتأكد من دعواه وأبعادها المعرفية والسرَّانية. والأجوبة كانت، كما أوحي بها، صائبة تماماً. ولئن لم تقنع سائليها لأنهم ما كانوا يبغون إلا الجدل، حيث، كما جاء على لسان رسول الله: "... لقد صرَّفنا في هذا القرآن للناس من كلِّ مثل وكان الإنسان أكثرهم جدلاً..."[9]. والرسول – لشدة إنسانيته – كان متأثراً جداً بما يجابهُه به الآخرون من أهل الكتاب من تشكيك بدعواه، لأنه "... بشر مثلكم يوحى إليـ(ـه) إنما إلهكم واحد..."[10].

ونتابع مؤكدين، من خلال عرضنا، على ما لفت انتباهنا من خصوصية في علاقة رسول الله بأهل الكتاب، من نصارى ويهود، ظلَّت الدعوة المحمدية تطلب ودَّهم حتى الهجرة إلى يثرب، حيث جاء، فيما يتعلق بالتعامل معهم، أن "... لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنَّا بالذي أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون..."[11].

وهجرة المسلمين إلى يثرب كانت الهجرة الثانية. أما الهجرة الأولى فقد كانت مع ازدياد المسلمين في قريش، هجرة قسم منهم بأمر من رسول الله هرباً من غيِّها إلى أرض الحبشة (النصرانية) "... لأن بها ملكاً [نصرانياً] لا يظلم أحداً، وهي أرض صدق...". وكان على رأس من خرج من المسلمين في تلك الهجرة الأولى "...عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، معه امرأته رُقيَّة بنت رسول الله..."[12]. هذا وقد حاولت قريش، تمادياً في غيِّها آنذاك، أن تطلب من ملك الحبشة تسليمها من هاجر إلى بلاده من أصحاب الرسول؛ لكن هذا الأخير رفض...

في تلك الأيام، كما يجتهد اليوم الأب درة الحداد، كانت الدعوة أقرب إلى إحدى نِحَل النصرانية. وفي تلك الأيام، كما تقول السيرة، كان إسلام عمر بن الخطاب فاتحة خير وكسباً للدعوة الإسلامية بين القبائل. والسيرة تحدثنا، في حينه، عن الصحيفة بين قريش وبني هشام لمحاربة الرسول ودعواه؛ وعما لقي رسول الله من قومه من الأذى؛ وعن عودة من هاجر من الحبشة، وقد بلغهم ما بلغهم عن إسلام أهل مكة وعن الصحيفة؛ وأيضاً... عن وفد النصارى الذين أسلموا – وخاصة عن تلك الرؤيا المقدسة ليلة الإسراء والمعراج التي بلغت فيها الدعوة ذروة روحانيتها؛ وعن وفاة أبي طالب، عم الرسول، وخديجة زوجه. والسيرة تحدثنا أيضاً في تلك المرحلة عن كيفية طلب رسول الله نصرة ثقيف من أهل الطائف الذين ردُّوه خائباً. وكلُّ قارىء للتنزيل في تلك المرحلة يلاحظ، من خلال تعاقب سوره، مدى تأثر الرسول في حينه بذلك الرفض من قوم هم غالباً من النصارى أو اليهود الذين كان يأمل بنصرتهم.

ونتابع مع السيرة التي تحدثنا عن لقاء الرسول العربي برهط من أهل الخزرج... فـ"لما لقيهم رسول الله (ص) قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج. قال: أمن موالي اليهود؟ قالوا: نعم. قال: أفلا تجلسون أكلِّمكم؟ قالوا: بلى. فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عزَّ وجلَّ، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن... وكان مما صنع بهم الله في الإسلام أن يهوداً كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا من أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم في بلادهم... فكانوا إذا بينهم شيء قالوا لهم: أن نبياً مبعوث الآن، قد أطلَّ زمانُه، نتبعه فنقتلكم معه قتل عادٍ وإرم. فلما كلَّم رسول الله (ص) أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: تعلمون – والله – إنه النبي الذي توعَّدكم به اليهود؛ فلا تسبقنهم إليه. فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدَّقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام...". وهؤلاء، حين عادوا إلى قومهم في يثرب، "... ذكروا لهم رسول الله (ص) ودعوهم إلى الإسلام حتى فشى فيهم، فلم تبقَ من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله (ص)...".

وتحدِّثنا السيرة أيضاً أنه في غضون عام كانت العقبة الأولى. وفي العام الثاني، كانت الثانية ومبايعة النقباء الإثني عشر من الخزرج والأوس لرسول الله بيعة النساء. ثم كانت البيعة الثانية "... بيعة الحرب حين أذِن "الله" لرسوله في القتال شروطاً سوى شرطه عليهم في العقبة الأولى..."، "... وكان رسول الله (ص) قبل بيعة العقبة لم يؤذَن له في الحرب ولم تُحلَّل له الدماء، إنما يؤمَر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى... فلما عتت قريش على الله عزَّ وجلَّ وردُّوا عليه ما أرادهم به من الكرامة، وكذَّبوا نبيَّه (ص) وعذَّبوه..."، تقول السيرة أن الله عزَّ وجلَّ "أذِنَ لرسوله في القتال والانتصار ممَّن ظلمهم وبغى عليهم...".

"... فلما أذِنَ الله تعالى له في الحرب، وبايعه هذا الحيُّ من الأنصار على الإسلام والنصرة له ولمن اتَّبعه، وأوى إليهم من المسلمين، أمر رسول الله (ص) أصحابه من المهاجرين من قومه، ومن معه بمكة من المسلمين، بالخروج إلى يثرب وااللحوق بإخوانهم الأنصار... وأقام رسول الله (ص) بمكة ينتظر أن يأذن له ربُّه في الخروج من مكة والهجرة إلى المدينة..."[13].

وأتوقف هنا قليلاً قبل التطرق إلى المزيد، وعقلي المشكِّك، مقروناً بحبِّي لصاحب الرسالة العربية وإعجابي به، يدفعني إلى محاولة تفهُّم ظروف ذلك التحوُّل الذي طرأ؛ وقد كان تحولاً فعلاً، دفع برسول الله إلى الانتقال من محاولة نشر دعواه سِلماً (المرحلة الأقرب إلى النصرانية)، إلى الهجرة والسعي، من خلال موقعه الجديد، لنشرها حرباً (المرحلة التي تبدو أقرب إلى اليهودية قبل أن تتطور فتصبح إسلامية صرفة). وأفكر...

10

في جدلية استقلالية وتمايز الإسلام عما سبقه...

وتلك الجدلية تقول:

أ‌.       أن الظروف كانت تغيرت في حينه عما كانت عليه لدى بدء الدعوة. فالقس (ورقة بن نوفل) كان قد مات، وكذلك ابنة أخيه خديجة بنت خويلد، زوج الرسول الأولى (والوحيدة حتى وفاتها)؛ وأيضاً كان رسول الله قد فقد حاميه عمَّه أبا طالب...

ب‌.  والدعوة كانت قد انتشرت في أوساط واسعة، وخاصة بين القبائل (الميَّالة بطبيعتها إلى القتال)، وتحديداً، بين أولئك الذين كانوا في يثرب من موالي اليهود؛ وخاصة لأن...

ت‌.  صاحب الدعوة "... إنما [هو] بشر مثلـ[ـنا] يوحى إليـ[ـه]، [وإن كان] إلهـ[ـنا] واحد..."[14].

وتلك الأسباب هي الأساس من وجهة نظري؛ وعندها تفصيلاً يجدر التوقف ملياً.

أ‌.       فكل دعوة – أجل، كل دعوة – تنبع من سواها؛ وهذا طبيعي جداً، وإنساني جداً. فأصول أية دعوة لا يمكن إخفاؤها؛ وأصول الإسلام كانت قطعاً التوراة والإنجيل؛ وربما – والله أعلم – التوراة قبل الإنجيل. وتلك الصحف كانت الألوهة قد أوحت بها في حينه إلى أمة اختارتها، وإلى الأمم من بعدُ، كما أوحت بالقرآن. وأيضاً...

ب‌.  كلُّ دعوة تنبع من سواها لا تلبث – وكأنه قدر إلهي – أن تتمايز فتستقل عن أصولها. والإسلام الذي كان دعوة بـ"لسان عربي مبين" لأمة إسماعيل كان لابدَّ أن يتمايز عن أصوله الإسرائيلية، وخاصة النصرانية–الإسرائيلية. وأيضاً وخاصةً...

ت‌.  لأن الأنبياء – كلَّ الأنبياء – هم في النهاية بشر، وإن ميَّزتهم الألوهة عن سواهم... لأن كلَّ دعوة هي في النهاية ابنة ظروفها وناسها وبيئتها.

فالإسلام كان في حينه، كسواه أيضاً في وقته، دعوة من الإله إلى أمَّة من الأعماق. وأستزيد في توضيح هذه الفكرة التي سبق وأشرت إليها في بدايات هذا البحث.

حين تاه بنو إسرائيل وراء موسى في سيناء، بعد خروجهم من مصر، لم يكن في العمق شيء يميِّزهم آنذاك عن أبناء إسماعيل (إن قبلنا لغايات غير الرمز بوجود سلالتين لإبراهيم عليه السلام). فقد كان بنو إسحق في حينه، كأبناء عمِّهم أيضاً (فيما بعد)، أمَّة اختارتها الألوهة لتنقل إليها، على يد موسى، من مصر، ما حملتْه من عمق روحي سرَّاني. فالسُّنَّة الإلهية شاءت أن تنتقل معارفُها دائماً إلى من يحميها من أعماق إنسانية لاحقة، وقد فسق السابقون. وتلك الأعماق كانت زمن موسى ممثلة ببني إسحق. الذين...

لم يكن شيء في حينه يميِّزهم عن أبناء عمِّهم من بني إسماعيل. فموسى كان قبل بدء دعوته قد لجأ إلى هؤلاء الذين كانت زوجُه صفُّورة من ربعهم. لكن العوام تبقى عواماً؛ والبرهان على ذلك، من خلال كتابهم، أنهم – لجهلهم – تاهوا أربعين عاماً في الصحراء، كما شاءت الألوهة... ولم يتعلَّموا؛ حيث لم تفقه غالبيتهم – حتى الساعة – العمقَ السرَّاني لنبيِّهم. وكان هذا طبيعياً لأناس من الأعماق؛ فكانت الشريعة من خلال "التثنية" هي الناظم المقبول في حينه لجمهرة عوامهم، وهي الحامية في الوقت نفسه لتلك الحقيقة التي احتجبت في باطنها. ثم كان ما حلَّ بهم من بعدُ من إرادة ربِّهم؛ إذ حين شاءت إرادة الخالق، من خلال جدلية الحياة ومادية الإنسان، ألا يعود في وسع بني إسرائيل الحفاظ وحدهم على ما أخفوه من معرفة إلهية... فكان أن تسرَّبت تلك المعرفة متشعبة، وكانت المسيحية وسواها...

لقد كانت المسيحية، النابعة من أعماق اليهودية، قفزة نوعية تحمل في ثناياها ما تيسَّر من أبعاد سرَّانية، حملها بولس الرسول إلى من كانوا يلقَّبون بـ"القلف"؛ وكانت القبالة التي قدَّمها شمعون بن يوشع لأبنائها المسحوقين؛ وأخيراً – فتلك هي جدلية الحياة – قُيِّض لدعواها، من خلال عوامها، أن تستمرَّ مشوهة، كسواها، حتى زمن محمد، وحتى يومنا هذا...

وهكذا أيضاً قُيِّض للمسيحية، وقد لبست لبوس روما وأضحت مؤسَّسة، أن تفشل كسابقتها، مع ترسُّخ شريعتها الكنسية، في تلبية التطلعات الروحانية لأعماقها الإنسانية التواقة إلى الألوهة الحقَّة، حتى زمن محمد، وحتى يومنا هذا...

وهكذا أيضاً قُيِّض لمحمد بعد هجرته، وقُيِّض للإسلام تأكيداً وتحديداً، أن يحمل، من خلال اختياره خطَّ القتال وتحوُّله إلى شريعة تنظِّم من أُرسِلَ إليهم من أعماق إنسانية، بذور احتجاب حقيقته عن غير العارفين، وبذور مآسيه اللاحقة...

خاصة لأن الأنبياء هم بشر في النهاية، ولأن وعاء دعوتهم الأول والأخير هو ذلك الإنسان "... منَّاع الخير المعتد الأثيم..."[15]. فقد كان محتَّماً لدعوتهم الطاهرة أن تحمل في ثناياها، من خلال أناسها وحتى أنبيائها، بذور مستقبلها، إن لم نقل بذور فشلها في تغيير طبيعة ذلك الإنسان، حتى هذه الساعة...

إذن، من خلال الهجرة وقرار القتال، كان الإسلام يحمل بذور انتصاره على مكة وانتشاره اللاحق بين العرب وبين الأمم كدين سامي ثالث. لكنه، من خلال تحوُّله إلى شريعة مستقلة، كان يحمل بذور صدامه اللاحق مع الآخرين. وأيضاً، كسنَّة إلهية، من خلال هذا التمايز وتفاعلاته، كان يحمل بذور انشقاقاته ومآسيه اللاحقة.

ونتابع متأمِّلين عرضنا المختصر للسيرة الشريفة...

11

من الهجرة إلى حَجَّة الوداع...

فقد "... جاءت الهجرة فاتحة دور جديد من أدوار النبي. فهي آخر الحقبة المكية وأول الحقبة المدنية. هجر محمد بلدته التي نشأ فيها مهاناً مرفوضاً وقدم إلى يثرب زعيماً مكرَّماً. وهنا أخذ يصرف عنايته إلى الوصول بيثرب إلى وحدة سياسية نظامية وأخذ يلتفت إلى أمور السياسة وما تقتضيه من توحيد صفوف المسلمين..."[16] فيما بينهم ومع من كان المسلمون يعيشون معهم. فقد "... كتب رسول الله (ص) كتاباً بين المهاجرين والأنصار، وَادَعَ فيه اليهود وعاهدهم، وأقرَّهم على دينهم وأموالهم، وشرط لهم، واشترط عليهم..."[17].

ولكن كان السيف، على ما يبدو، قد سبق العذل. فالتمايز مع اليهود وسواهم كان قد حصل، والصدام معهم، قبل سواهم، كان قادماً لا محالة. ففي هذا العهد المدني، كما يقول د. فيليب حتِّي، تمَّ تنظيم الإسلام وحدة عربية قومية – وإن كان ما جاء في قرآنه، من خلال سورة البقرة، يؤكد تبنِّيه ميثاق بني إسرائيل: يقول أنْ "... لا تعبدوا إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلوات وآتوا الزكاة [...] وأن [...] لا يسفكون دماء[هـ]ـم ولا يخرجون أنفسهم..."[18]؛ ويؤكد بلا لبس على ما ميَّز النبي العربي من تسامح، موضحاً أنْ "... لا إكراه في الدِّين قد تبيَّن الرشد من الغيِّ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم..."[19] – خاصة و"... أن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ومن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون..."[20]. فإن ما حصل، كما سبق وأشرنا، كان أن...

في هذا العهد "... قطع النبي الجديد صلته باليهودية والنصرانية، وعيَّن يوم الجمعة للصلاة الجامعة, واعتاض بالأذان عن النفخ والبوق وقرع الأجراس، وجعل رمضان شهراً للصوم، وحُوِّلت القبلة من بيت المقدس إلى مكة..."[21].

والتاريخ يقول أنْ في رمضان من سنة 624 كانت غزوة بدر، "... وهي على بعد عشرين ميلاً إلى الجنوب الغربي من المدينة... وبفضل النبيِّ وقيادته الملهمة للحماسة وللشجاعة، استطاع ثلاثمائة من المسلمين أن يغلبوا ألفاً من أهل مكة..."[22]. وقد جاء عن تلك الغزوة في الكتاب الكريم أن "... لقد نصركم الله في بدر وأنتم أذِلَّة فاتَّقوا الله لعلَّكم تشكرون..."[23].

ثم بعدها، عام 625، كانت معركة أحد حيث دارت الدائرة على المسلمين.

وفي عام 627، "... إذا الأحزاب وهي تتألَّف من المكِّيين وأعوانهم من البدو ومرتزقة الأحباش وعسكرت بمقربة من المسلمين تريد اقتحام مواطنهم وخرجت الوثنية لحرب الله. فعمل محمد بنصيحة سلمان الفارسي. وكان هذا الأخير – يقال – قد أشار عليه بحفر خندق حول المدينة...". ولم تتمكَّن قريش من تحقيق أهدافها فانسحبت. وكان منذ ذلك التاريخ، تحديداً، أن بدأ صدام الإسلام مع يهود يثرب، خصوصاً، واليهود بين ظهرانيه في الجزيرة العربية، عموماً، لأنه، كما جاء في القرآن الكريم، "... عهدت معهم ثم ينفقون عهدهم في كلِّ مرة وهم لا يتَّقون..."[24].

"وفي سنة 628، سار محمد بصحبة ألف وأربعمائة من المؤمنين إلى مكة مسقط رأسه، فجرت بينه وبين قريش مفاوضات انتهت بصلح الحديبية الذي وضع المسلمين على قدم المساواة مع المكِّيين... وتمَّ فتح مكَّة بعد انقضاء سنتين على صلح الحديبية (في أواخر كانون الثاني سنة 630 م/8 هـ)، فدخل محمد الكعبة وأمر بأصنامها فحُطِّمت وطهَّر البيت الحرام منها..."، وكان حقن للدماء. وقد مكَّن الله رسوله "... من قريش التي كانت تأتمر عليه. إلا أن محمداً قدر فعفا. وقلَّما نجد في التاريخ القديم [والحديث] مثلاً للعفو عند المقدرة..."[25].

"... والراجح [كما يقول الدكتور فيليب حتِّي نقلاً عن البلاذري] أن محمداً في هذه المدة أقرَّ المسجد الحرام، أي الكعبة، أرضاً حراماً لا يجوز للمشركين أن يقربوه..."؛ فكانت "... الآية 28 من سورة التوبة [تقول أنْ]: "يا أيها الذين آمنوا إنما المشركين نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء الله إن الله عليكم حكيم" التي انتهج المفسِّرون منها طريقاً للقول في أن الله قد حرَّم على غير المسلمين الاقتراب منها..."[26].

ثم كانت السنة التاسعة للهجرة (630–631 م) "سنة الوفود لأن الوفود كانت فيها تَرِدُ إلى المدينة لتنضم إلى الدين الجديد ولتعلن الطاعة للنبيِّ الأمير..."[27].

أما في السنة العاشرة للهجرة فقد "دخل محمد ظافراً على رأس موكب الحجِّ السنوي إلى مكة عاصمته الدينية الجديدة. وكانت هذه آخر مرة يحج فيها النبي، فسُمِّيَت بحجَّة الوداع. وبعد ثلاثة أشهر مرض النبي فجأة فمات وهو يشكو من صداع شديد، وقد كان ذلك في الـ8 من حزيران سنة 632..."[28]

... ونكتفي بهذا القدر.

لم يكن ما أوردناه عرضاً جديداً لسيرة مقدسة بمقدار ما هو مجرَّد محاولة متواضعة لتلمُّس الأعماق الروحية لدين حجبتْها عن عوامه، كسواه من الأديان الساميَّة، شريعتُه التي تعكس مستوى أبنائه. والعمق الروحي للإسلام هو نفسه العمق الروحي للمسيحية ولليهودية – وهو حقيقته التي استشهد من أجلها الحلاج والسهروردي وغيرهما من أهل الباطن والروح...

أكتفي، إذن، بهذا القدر متأملاً بصمت بعض ما جاء في الفتوحات المكية على لسان الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي...

12

"في فواتح بعض السور..."

أنْ "هذا أوان الكلام على هذه الحروف المجهولة المختصة: على عدِّ حروفها بالتكرار، وعلى عدد حروفها بغير تكرار، وعلى جملتها في السور، وعلى إفرادها في "ص" و"ق" و"ن" وتثنيتها في "طس" و"طه" وأخواتها، وجمعها من ثلاث فصاعداً حتى بلغت خمسة حروف، متصلة منفصلة، ولم تبلغ أكثر؛ ولم وُصِلَ بعضها وقُطِّع بعضها؟ ولما جُهِلَ معنى هذه الحروف عند علماء الظاهر، وكُشِفَ عند أهل الأحوال..."[29]. فـ...

"اعلم أن مبادىء هذه السور المجهولة، لا يعرف حقيقتها إلا أهل الصور المعقولة. ثم جعل [الشارع] سور القرآن بالسين، وهو العبد الشرعي. وهو ظاهر "السور الذي فيه عذاب"، وفيه يقع الجهل بها؛ و"باطنه" بالصاد "وهو مقام الرحمة"؛ وليس [هو] إلا العلم بحقائقها وهو التوحيد..."[30]. فقد...

"جعلها – تبارك وتعالى – تسعاً وعشرين سورة [28 + 1 – والملاحظة هنا لكاتب هذا البحث]، وهو كمال الصورة – "والقمر قدَّرناه منازل". والتاسع والعشرون هو القطب الذي به كمال الفلك، وهو علَّة وجوده. وهو سورة "آل عمران": "ألم، الله". ولولا ذلك لما ثبتت الثمانية والعشرون..."[31]. ويتابع شيخنا الأكبر قائلاً:

"أن تفرُّد القديم – سبحانه – بصفاته الأزلية؛ فأرسلها [أي الحروف المجهولة] في قرآنه أربعة عشر حرفاً مفردة، مبهمة. فجعل الثمانية لمعرفة الذات، والسبع الصفات منَّا. وجعل الأربع للطبائع المؤلَّفة، التي هي الدم والسوداء والصفراء والبلغم. فجاءت اثنتي عشرة موجودة. وهذا هو الإنسان من هذا الفلك. ومن فلك آخر يتركب [الإنسان] من أحد عشر، ومن عشرة، ومن تسعة، ومن ثمانية، حتى فلك الإثنين. ولا يتحلل [الإنسان] إلى الأحادية أبداً؛ فإنها مما انفرد به الحق: فلا تكون لموجود الإله..."[32].

"ثم إنه – سبحانه – جعل أوَّلها [أي الحروف المجهولة في القرآن] الألف في الخط، والهمزة في اللفظ، وآخرها النون. فالألف [رمز] لوجود الذات على كمالها، لأنها غير مفتقرة إلى حركة. والنون [رمز] لوجود الشطر في العالم، وهو عالم التركيب؛ وذلك نصف دائرة الظاهر لنا في الفلك. والنصف الآخر [من الدائرة هو] النون المعقولة [المدلول] عليها [بالنقطة الحسِّية]، التي لو ظهرت وانتقلت من عالم الروح، لكانت دائرة محيطة. ولكن أخفيت هذه النون الروحانية، التي بها كمال الوجود، وجُعِلَتْ كمال النون المحسوسة دالة عليها..."[33].

"الألف من "ألم" إشارة إلى التوحيد. والميم، للمُلك الذي لا يهلك. واللام بينهما واسطة، لتكون رابطة بينهما؛ – فانظر إلى السطر، الذي يقع عليه خط اللام، فتجد الألف عليه ينتهي أصلها، وتجد الميم منه يبتدئ نشوؤها. ثم تنزل [اللام] من "أحسن تقويم" – وهو السطر – إلى "أسفل سافلين" – منتهى تعريف الميم – قال تعالى: "خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين"..."[34].

"فحروف "ألم"، رقماً، ثلاثة: وهو جماع عالمها. الهمزة، وهي من العالم الأعلى؛ واللام، وهي من العالم الأوسط؛ والميم وهي من العالم الأسفل. فقد جمع "ألم" البرزخ والدارين، والرابطة والحقيقتين. وهو على النصف من حروف لفظه، من غير تكرار؛ وعلى الثلث بالتكرار. وكل واحد منها ثلث كلَّ ثلاث. وهذه كلها أسرار..."[35].

وأكتفي من كلام الشيخ الأكبر بهذا القدر...

فالقدر قد شاء أن تبقى الأسرار أسراراً حتى يؤذَنَ بكشفها – وهذا لا يبدو في غدٍ منظور. إنما هو مرتبط بمدى التحقق الواعي والحتمي للألوهة في ذلك الذي كان – وما زال حتى الساعة – "... منَّاع خير معتدٍّ أثيم..."[36]، والذي فضَّله الربُّ، رغم هذا، على العالمين، لـ"[أنه] عرضَـ[...] الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا..."[37].

*** *** ***

 المراجع

-        تاريخ العرب، د. فيليب حتِّي.

-        السيرة النبوية، لابن هشام.

-        الفتوحات المكية، محي الدين بن عربي، تحقيق عثمان يحيى.

-        القرآن الكريم (راجع الملحق 2، فهرس القرآن الكريم بحسب تسلسل النزول).

-        القرآن دعوة نصرانية، للأستاذ درة الحداد.

-        القرآن والكتاب، للأستاذ درة الحداد.

-        الكتاب المقدس، العهد القديم والعهد الجديد.

-        الكتاب والقرآن، د. محمد شحرور.

-          McGregor Mathers, The Cabbalah Unveiled.

-          Emile Dermenghem, Mahomet et la tradition islamique.

***

 

ملحق 2

فهرس القرآن الكريم بحسب تسلسل النزول

 

ملاحظات

التصنيف

الترقيم بحسب الوحي

السورة

الترقيم بحسب التسلسل

 

مكية

5

بعد المدثر

الفاتحة

7 آيات

1

الآية 281 نزلت بمنى في حَجَّة الوداع

أولى المدنيات

87

البقرة

286 آية

2

ألم

 

مدنية

89

بعد الأنفال

آل عمران

200 آية

3

ألم

 

مدنية

92

بعد الممتحنة

النساء

176 آية

4

الآية 3 نزلت بعرفات في حَجَّة الوداع

مدنية

112

بعد الفتح

المائدة

120 آية

5

الآيات 20، 23، 91، 93، 114، 151، 152، 153 مدنيات

مكية

55

بعد الحج

الأنعام

153 آية

6

الآيات من 163 إلى 170 مدنيات

مكية

39

بعد ص

الأعراف

206 آية

7

ألمص

الآيات من 30 إلى 36 مكيات

مدنية

88

بعد البقرة

الأنفال

75 آية

8

الآيتان الأخيرتان مكيتان

مدنية

113

بعد المائدة

التوبة

129 آية

9

الآيات 40، 94، 95، 96 مدنية والآية 109 نزلت بعد الإسراء

مكية

51

بعد الإسراء

يونس

109 آية

10

ألر

الآيات 12، 17، 114 مدنية

 

مكية

52

بعد يونس

هود

123 آية

11

ألر

الآيات 1، 2، 3، 7 مدنية

 

مكية

53

بعد هود

يوسف

111 آية

12

ألر

 

 

مدنية

96

بعد محمد

الرعد

43 آية

13

ألمر

الآيات 28 و29 مدنيات

مكية

73

بعد نوح

إبراهيم

52 آية

14

ألر

الآية 87 مدنية

مكية

54

بعد يوسف

الحجر 99 آية

15

ألر

الآيات الثلاث الأخيرات مدنيات

مكية

70

بعد الكهف

النحل

128 آية

16

الآيات 26، 32، 33، 57 ومن 73 حتى 80 مدنية

مكية

50

بعد القصص

الإسراء

110 آية

17

الآيات 28 ومن 83 إلى 101 مدنية

مكية

69

بعد الغاشية

الكهف

110 آية

18

الآيات 58 و71 مدنية

مكية

44

بعد فاطر

مريم

98 آية

19

كهيعص

الآيات 130 و131 مدنية

مكية

45

بعد مريم

طه

135 آية

20

طه

 

مكية

73

بعد إبراهيم

الأنبياء

112 آية

21

الآيات 52، 53، 54، 55 بين مكة والمدينة

مدنية

103

بعد النور

الحج

78 آية

22

 

مكية

74

بعد الأنبياء

المؤمنون

118 آية

23

 

مدنية

102

بعد الحشر

النور

64 آية

24

الآيات 68، 69، 70 مدنية

مكية

42

بعد يس

الفرقان

77 آية

25

الآيات 197 ومن 224 حتى النهاية مدنية

مكية

47

بعد الواقعة

الشعراء

227 آية

26

طسم

 

مكية

48

بعد الشعراء

النمل

93 آية

27

طس

الآيات من 52 إلى 55 مدنية والآية 85 نزلت بالجحفة أثناء الهجرة

مكية

49

بعد النمل

القصص

88 آية

28

طسم

الآيات من 1 إلى 11 مدنية

مكية

85

بعد الروم

العنكبوت

69 آية

29

ألم

الآية 17 مدنية

مكية

84

بعد الانشقاق

الروم

60 آية

30

ألم

الآيات 27، 28، 29 مدنية

مكية

57

بعد الصافات

لقمان

34 آية

31

ألم

الآيات من 16 إلى 20 مدنية

مكية

75

بعد المؤمنون

السجدة

30 آية

32

ألم

 

مدنية

90

بعد آل عمران

الأحزاب

73 آية

33

الآية 6 مدنية

مكية

58

بعد لقمان

سبأ

54 آية

34

 

مكية

43

بعد الفرقان

فاطر

45 آية

35

الآية 45 مدنية

مكية

41

بعد الجن

يس

83 آية

36

يس

 

مكية

56

بعد الإنعام

الصافَّات

182 آية

37

 

مكية

38

بعد القمر

ص

88 آية

38

ص

الآيات 52، 53، 54 مدنية

مكية

59

بعد سبأ

الزمر

75 آية

39

الآيات 56، 57 مدنية

مكية

60

بعد الزمر

غافر

85 آية

40

حم

 

مكية

61

بعد غافر

فُصِّلت

54 آية

41

حم

الآيات 23، 24، 25، 27 مدنية

مكية

62

بعد فُصِّلت

الشورى

53 آية

42

حم

الآية 54 مدنية

مكية

63

بعد الشورى

الزخرف

89 آية

43

حم

 

مكية

64

بعد الزخرف

الدخان

59 آية

44

حم

الآية 14 (أو 24) مدنية

مكية

65

بعد الدخان

الجاثية

37 آية

45

حم

الآيات 10، 15، 35 مدنية

مكية

66

بعد الجاثية

الأحقاف

35 آية

46

حم

الآية 13 نزلت في الطريق أثناء الهجرة

مدنية

95

بعد الحديد

محمد

38 آية

47

نزلت عند الانصراف من الحديبية

مدنية

111

بعد الجمعة

الفتح

29 آية

48

 

مدنية

106

بعد المجادلة

الحجرات

18 آية

49

الآية 38 مدنية

مكية

34

بعد المراسلات

ق

45 آية

50

ق

 

مكية

65

بعد الأحقاف

الذاريات

60 آية

51

 

مكية

76

بعد السجدة

الطور

49 آية

52

الآية 32 مدنية

مكية

23

بعد الإخلاص

النجم

62 آية

53

الآيات 44، 45، 46 مدنية

مكية

37

بعد الطارق

القمر

55 آية

54

 

مدنية

97

بعد الرعد

الرحمن

78 آية

55

الآيات 81، 82 مدنية

مكية

46

بعد طه

الواقعة

96 آية

56

 

مدنية

94

بعد الزلزلة

الحديد

29 آية

57

 

مدنية

205

بعد المنافقون

المجادلة

22 آية

58

 

مدنية

101

بعد البيِّنة

الحشر

24 آية

59

 

مدنية

91

بعد الأحزاب

الممتحنة

13 آية

60

 

مدنية

109

بعد التغابن

الصف

14 آية

61

 

مدنية

110

بعد الصف

الجمعة

11 آية

62

 

مدنية

104

بعد الحج

المنافقون

11 آية

63

 

مدنية

108

بعد التحريم

التغابن

18 آية

64

 

مدنية

99

بعد الإنسان

الطلاق

12 آية

65

 

مدنية

107

بعد الحجرات

التحريم

12 آية

66

 

مكية

77

بعد الطور

الملك

30 آية

67

الآيات من 17 إلى 33 ومن 48 إلى 50 مدنية

مكية

2

بعد العلق

القلم

52 آية

68

ن

 

مكية

78

بعد الملك

الحاقة

52 آية

69

 

مكية

79

بعد الحاقة

المعارج

44 آية

70

 

مكية

71

بعد النحل

نوح

28 آية

71

 

مكية

40

بعد الأعراف

الجنّ

28 آية

72

الآيات 10، 11، 20 مدنية

مكية

3

بعد القلم

المزمّل

20 آية

73

 

مكية

4

بعد المزمِّل

المدثِّر

56 آية

74

 

مكية

31

بعد القارعة

القيامة

40 آية

75

 

مدنية

98

بعد الرحمن

الإنسان

31 آية

76

الآية 48 مدنية

مكية

33

بعد الهمزة

المرسلات

50 آية

77

 

مكية

80

بعد المعارج

النبأ

40 آية

78

 

مكية

81

بعد النبأ

النازعات

46 آية

79

 

مكية

24

بعد النجم

عبس

42 آية

80

 

مكية

7

بعد المسد

التكوير

29 آية

81

 

مكية

82

بعد النازعات

الانفطار

19 آية

82

آخر السور المكية

مكية

86

بعد العنكبوت

المطفِّفون

36 آية

83

 

مكية

83

بعد الانفطار

الانشقاق

25 آية

84

 

مكية

27

بعد الشمس

البروج

22 آية

85

 

مكية

36

بعد البلد

البلد

17 آية

86

 

مكية

8

بعد التكوير

الأعلى

19 آية

87

 

مكية

68

بعد الذاريات

الغاشية

26 آية

88

 

مكية

10

بعد الليل

الفجر

30 آية

89

 

مكية

35

بعد ق

البلد

20 آية

90

 

مكية

26

بعد القدر

الشمس

15 آية

91

 

مكية

9

بعد الأعلى

الليل

21 آية

92

 

مكية

11

بعد الفجر

الضحى

11 آية

93

 

مكية

12

بعد الضحى

الشَّرح

8 آيات

94

 

مكية

28

بعد الخروج

التِّين

8 آيات

95

 

مكية

1

العلق

19 آية

96

 

مكية

25

بعد يس

القدر

5 آيات

97

 

مدنية

100

بعد الطلاق

البيّنة

8 آيات

98

 

مدنية

93

بعد النساء

الزلزلة

8 آيات

99

 

مكية

14

بعد العمر

العاديات

11 آية

100

 

مكية

30

بعد قريش

القارعة

11 آية

101

 

مكية

16

بعد الكوثر

التكاثر

8 آيات

102

 

مكية

13

بعد الشرح

العصر

3 آيات

103

 

مكية

32

بعد القيامة

الهمزة

9 آيات

104

 

مكية

19

بعد الكافرون

الفيل

5 آيات

105

 

مكية

29

بعد التين

قريث

4 آيات

106

الآيات الثلاث الأول مكية والباقي مدنية

مكية ومدنية

17

بعد التكاثر

الماعون

7 آيات

107

 

مكية

15

بعد العاديات

الكوثر

3 آيات

108

 

مكية

18

بعد الماعون

الكافرون

6 آيات

109

آخر السور، نزلت بمنى في حجَّة الوداع

مدنية

114

بعد التوبة

النصر

3 آيات

110

 

مكية

6

بعد الفاتحة

المسد

5 آيات

111

 

مكية

22

بعد الناس

الإخلاص

4 آيات

112

 

مكية

20

بعد الفيل

الفلق

5 آيات

113

 

مكية

21

بعد الفلق

الناس

6 آيات

114

*** *** ***


[1] سيرة ابن هشام.

[2] الصحيحين.

[3] سيرة ابن هشام.

[4] سورة الضحى 2-3.

[5] سيرة ابن هشام.

[6] سورة الكهف 10 – 12.

[7] سورة الكهف 83 – 84.

[8] سورة الإسراء 85.

[9] سورة الكهف 54.

[10] سورة الكهف 110.

[11] سورة العنكبوت 46.

[12] سيرة ابن هشام.

[13] سيرة ابن هشام.

[14] سورة الكهف 11.

[15] سورة القلم 12.

[16] فيليب حتِّي، تاريخ العرب.

[17] سيرة ابن هشام.

[18] سورة البقرة 83–84.

[19] سورة البقرة 256.

[20] سورة البقرة 62.

[21] فيليب حتِّي، تاريخ العرب.

[22] المرجع نفسه.

[23] سورة آل عمران 119.

[24] سورة الأنفال 97.

[25] فيليب حتِّي، تاريخ العرب.

[26] المرجع نفسه.

[27] المرجع نفسه.

[28] فيليب حتِّي، تاريخ العرب.

[29] الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، الفتوحات المكية، فقرة 469.

[30] الفتوحات المكية، فقرة 470.

[31] المصدر نفسه، فقرة 471.

[32] المصدر نفسه، فقرة 477.

[33] المصدر نفسه، فقرة 478.

[34] المصدر نفسه، فقرة 486.

[35] المصدر نفسه، فقرة 535.

[36] سورة القلم 12.

[37] سورة الأحزاب 72.

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود