english arabic

ج. كريشنامورتي

الرائي الذي يمشي وحده[*]

 

بوبول جاياكار

 

توفي ج. كريشنامورتي – الفيلسوف الحكيم، صاحب الماضي الأسطوريِّ – عن واحد وتسعين عامًا. وقد ظل حتى وفاته في العام 1986 فتيَّ الذهن، منتصب القامة، جليلاً وجميلاً جلال أرزة هملايا عريقة وجمالها، طائفًا حول العالم، معلِّمًا وشافيًا أذهان الأعداد الغفيرة من البشر – شبانًا وشيبًا، مثقفين وبسطاء – ممَّن أتوا إليه ينوءون بعبء النزاع والتَّرَح.

ولد كريشنامورتي في مدنبلِّي (بلدة صغيرة من أعمال أندهرا برَديش)، ثامن مواليد موظف حكومي برهمني صغير ناطق بلغة التلُغو. ظهرت علاماتُ طبيعته الصوفية باديةً عليه منذ طفولته الباكرة. ماتت أمه وهو بعدُ طفل صغير. ومع أنه كان كثير الشرود، غير مهتم بدروسه، مما عرَّضه مرارًا للضرب في المدرسة، لحظ والدُه مقدرةَ الطفل غير العادية على الصمت والرصد والانتباه؛ وهو يصف الصبيَّ كريشنامورتي واقفًا لساعات يراقب الغيوم تتشكل في السماء، يحدِّق في النباتات، أو يجلس متربعًا يرصد سلوك النمل. والأغرب أنه كان شديد الاهتمام بالأجهزة الآلية، بإصلاح الساعات، وفي سنوات لاحقة، بالعمل على محركات السيارات. كان ناريانياه، والد كريشنامورتي، ثيوصوفيًّا؛ وقد سعى بعد تقاعده للحصول على وظيفة في المقرِّ العالمي للجمعية الثيوصوفية في أديار.

صورة لكريشنامورتي بعد نيله المُسارَرة الأولى، أديار 1910.

وذات يوم، فيما كان كريشنامورتي يلعب على الشاطئ، لفت إليه أنظارَ سي دبليو ليدبيتر، صاحب الفراسة النافذة وأحد أركان التراتبية الثيوصوفية. أذهل ليدبيتر سطوعُ الهالة النورانية للطفل التي وَجَدَها نقيةً وخاليةً من أيِّ أثر للأنانية. وقد كان السادة الباطنيون للجمعية قد بلَّغوا مريديهم بأن يترقَّبوا ظهور كائن عظيم قادم إلى العالم. لذا وضعتْ الدكتورة آني بيزانت، رئيسةُ الجمعية، الطفلَ وشقيقَه نيتيانندا في حمايتها، وتمَّ تكليفُ أوصياءٍ إعدادَ جسم كريشنامورتي لمجيء الكائن العظيم.

الدكتورة بيزانت، ليدبيتر، كريشنامورتي، وجيناراجاداشا،

يضعون شارات "الطريقة الأرجوانية"، بنارِس 1911.

كان كريشنامورتي صبيًّا جميلاً جمال ظبي الغابات. كان وجهُه بيضاويًّا، وعيناه الكبيرتان الواسعتان المفتوحتان تحدِّقان في الأفق. كانت ملامحه تنم عن رصانة وجلال. وفيما هو يترعرع، شُيدتْ تنظيماتٌ مراتبية ضخمة من حوله، ووُهِبَ عقاراتٍ وأراضي وأموالاً من أجل القيام بعمله، وتقاطر إليه المريدون من أنحاء العالم قاطبة.

حاولت الدكتورة آني بيزانت الحصول لكريشنامورتي على قبول في إحدى كلِّيات جامعة أكسفورد الرفيعة. وتروي قصةٌ منحولة أن جواب العميد كان: "آني، هذه الكلِّية غير مؤهَّلة لتعليم المُسَحاء!" وبين تملُّق حشود الأتباع، من ناحية، وتعليقات سواهم المتهكِّمة وسخريتهم من دوره بوصفه المسيح الآتي، من ناحية أخرى، نشأ كريشنامورتي فتى حساسًا رقيقًا، يغلب عليه السكوت، آخِذًا بآداب سلوك الإنكليز الذين ترعرع وسطهم وباقتصارهم في الكلام. وفي تلك الأثناء كانت البُنى المراتبية تتعزَّز، والحواريون المقرَّبون يُعيَّنون حوالى المعلِّم العالمي، والكنائس والطقوس تترسَّخ.

كان موت نيتيا أول اختبارات كريشنامورتي للتَّرَح. ولعلَّه قد حرَّض فيه استيقاظَ تلك الفطنة المستنيرة التي ظلت، حتى إبان هجوعها، تؤيِّده بالمدد على كرِّ السنين. وبذلك تفطَّن إلى الأوهام والطموحات التي قامت عليها بيئتُه، فرأى صَغَار غالبية "الكبار" المزعومين، ورأى أن الهياكل والتراتبيات التي شُيدتْ باسمه كان تسعى إلى سَجنه.

في تلك الأثناء، كانت الدكتورة بيزانت، التي يحبها ويحترمها، تشيخ. والعديد ممَّن كانوا يطوِّقونها كانوا يؤثِّرون فيها لكي تتخذ إجراءات كان كريشنامورتي يعتبرها خاطئة أخلاقيًّا ومدمِّرة. فالهِبات الضخمة، من أراضٍ ومال، جرَّتْ منافع ومصالح مستحكمة، والنزاعات بدأت تطفو على السَّطح. في تلك الأثناء، كان كريشنامورتي يكابد خبرات صوفية شديدة. ومع أنه نادرًا ما تكلَّم على تلك الفترة، فإن كلَّ ما لُقِّنَ إياه، أو اتَّفق له أن يقبل به، كان يتعرَّض آنذاك للتقويض. كان كريشنامورتي جديد يولد، حَيِيًّا ما يزال، كَتومًا، لكنه في دخيلة نفسه حرٌّ كلَّ الحرية، ومتحرر من كلِّ تأثير خارجي.

في العام 1929، في مخيَّم مُقام على عقار أومِّن ذي الـ5000 فدان، الذي وُهِبَ إياه وكان مركز التنظيمات التي شُكِّلَتْ باسمه، أعلن كريشنامورتي: "الحقيقة أرض بلا دروب. ما من تنظيم، ما من معتقَد يمكن له أن يقود إلى الحقيقة." والآلاف المؤلَّفة من المريدين الذين تجمَّعوا لسماعه احتاروا: "لا تلامذة لي – المعلِّمون يحطُّون من الحقيقة – فالحقيقة في داخلكم."

وهكذا فقد اكتسح بحركة أنيقة واحدة التراتبيات كلَّها في الذهن المتديِّن: "لكي يجد الإنسانُ الحقيقة يجب أن يكون حرًّا." وفي العام التالي، حلَّ كريشنامورتي "أخوية النجمة" – التنظيم الرئيسي الذي بُنِيَ من أجل استقبال المعلِّم العالمي – ثم ردَّ الأموال والعقارات الشاسعة إلى أصحابها، بما فيها العقار ذو الـ5000 فدان في هولندا.

كريشنامورتي مع الدكتورة بيزانت، أديار 1930.

وبحلول العام 1933، لدى وفاة الدكتورة آني بيزانت، انقطع آخرُ ارتباطاته بالجمعية الثيوصوفية. وبهذا، وقد تحرَّر من كلِّ الممتلكات والتنظيمات وتخلَّى عنه الجميع – باستثناء ثلة من الأصدقاء تحلَّقوا من حوله – غادر الجمعية، بكلِّ تنظيماتها المراتبية وشعائرها ومعتقداتها.

إبَّان سنوات الحرب العالمية الثانية، اضطر إلى المكوث في أوجاي (كاليفورنيا). وقد أمضى معظم الوقت هناك بمفرده، يزرع الورد ويحلب البقر. كان من الداخل حيًّا، يصغي، يرصد، يسبر، يُسائِل العالم داخل نفسه ومن حوله. وفي صمت النزهات الفردية التي كان يقوم بها كان التعليم يُزهِر.

ألدوس هكسلي، الذي كان يعيش في جواره، أصبح من أصدقائه. والكاتب الإنكليزي الذي كان واحدًا من ألمع مفكِّري زمانه كان يتكلَّم، فيما كان كريشنامورتي ينصت. وبدوره، كان هكسلي يصغي ويتعلَّم الصمت حين يتكلم كريشنامورتي على الإدراك والزمن والانتباه.

وقد قُيِّض لهكسلي أن يكتب تقديمًا لكتاب كريشنامورتي الحرية الأولى والأخيرة. وفي العام 1961، قبيل وفاته، اتفق لألدوس أن يستمع إلى كريشنامورتي يتكلم في غشتاد في سويسرا. وفي رسالة إلى أحد أصدقائه، وَصَفَ المحاضرة كـ"واحدة من أروع الأشياء التي استمعتُ إليها – كان الأمر أشبه بالاستماع إلى موعظة للبوذا – أية قدرة، أي سلطان جوهري، أي رفض لا يهادن في السماح للمرء المتوسط الحسيِّ بأيِّ مهرب أو بدائل، بأيِّ معلِّمين، مخلِّصين، زعماء، أو كنائس: "أنا أبيِّن لكم الألم وإنهاء الألم.""

وبين عامي 1947 و1948، قُيِّضَ لكريشنامورتي أن يأتي إلى الهند بعد غيابٍ يقرب من العشر سنين. وقد أتاها في وقت تبددتْ فيه بهجةُ الاستقلال من جراء عنف التقسيم وسفك الدماء الذي رافقه. وقد ترك اغتيالُ غانديجي أتباعَه حيارى ومن غير دفَّة توجِّههم.

جورج ب. شو: "أجمل كائن إنساني رأيتُه في حياتي!"

وإذ انجذب الشبانُ والشيب، والرجلُ الطالبُ لله، والعاملُ الاجتماعي، ورجلُ السياسة إلى حضور كريشنامورتي الغامر، إلى الجمال والسكينة والرحمة النابعة من كيانه، وإلى قدرته على شفاء الذهن ورفع عبء الألم، أتوه جميعًا مستمعين. وفي محاضراته العامة، في مجموعات الحوار الصغيرة التي ألهمها، وفي اللقاءات الفردية التي عَقَدَها، أنكر المعتقدات كلَّها، والموروثات النفسانية والدينية جميعًا، كما والمعلِّمين والعكاكيز إلى الحقيقة قاطبة. وقد سَبَرَ الذهن البشري عِبْرَ الإدراك الواسع نفسه الذي يوليه لكلِّ ما يفعل، من الكلام مع طفل، إلى مواجهة أمٍّ ثكلتْ ولدَها. وحين يُسأل عن دوره يقول: "أنا أعمل وحسب كمرآة في حياتك، فيها تستطيع أن ترى حياتك كما أنت؛ وعندما تفعل يمكن لك أن تتخلص من المرآة، فالمرآة ليست مهمة."

إنه يتكلم على التعرف إلى الذات كبداية للحكمة: "اقرأ كلَّ كلمة، كلَّ جملة، اقرأ كلَّ مقطع من مقاطع ذهنك – وليس في وسعك أن تقرأ إذ كنت تدين أو تسوِّغ، أو إذا لم تكن متيقظًا لما تنطوي عليه كلُّ فكرة." وللمرء المتألم، يقول برحمة عميقة: "مشكلة الترح لا تزول بتحويل الترح إلى فرح، الجشع إلى حب، بل من خلال تحوُّل في التربة التي ينبع منها الترح. فالتغير أو التحول، بالتالي، ليس في النوعية، بل في الطبيعة، في البُعْد."

واعتبارًا من العام 1984 – تحدوه رؤيا الرائي – تفطَّن كريشنامورتي إلى الأزمة غير المسبوقة التي تواجه البشرية: فالانفجارات السكانية، الفتوح الدرامية في مجال الكومبيوتر والإلكترونيات، الهندسة الوراثية، الميكروتكنولوجيا، ومخاطر المَصادِر الحالية للطاقة – جميعها يورث التوترات، يغيِّر في البيئات والأدوات والمصنوعات التي يستخدمها الإنسان. ومن شأن الطُّرُق الجديدة في تخزين المعرفة ونقلها أن تجعل الذهن البشري في المآل باليًا – باستثناء الثلة التي توجِد التكنولوجيات وتطوِّرها. وفيما الإنسان يكتشف أسرار الفضاء ويطاول النجوم، فهو يقف كذلك على حافة هاوية الفناء التام. إن انقراض الحياة يقع اليوم في القلب من هموم الإنسان.

واليوم، يواجه الإنسانَ تعقيدٌ من المشكلات التي لا يستطيع حلَّها ولا تطويقها. فهو، في سريرة نفسه، مازال خائفًا، عنيفًا، فظًّا، غير آمن. والمخ الذي يحمل هذه التشوهات هو عينه المخ الذي يتحكم في أدوات التكنولوجيات الجديدة ومقابضها.

وبالنظر إلى تفجُّرات العنف، والحرب، والاغتيالات، وانتشار الفساد، وتفسخ القيم الأخلاقية، فإن ثمة تناميًا في القسوة يتصاعد. وكريشنامورتي، إذ يستشعر عزلةَ الإنسان ويأسه المتناميين، والخطرَ الذي يتهدد أبعاد حُرمة الحياة، والانعدامَ المتفاقم لإحساس الإنسان بالتواصل مع الطبيعة ومع الكون، يتساءل في إلحاح وحميَّة: "ما هو مستقبل الإنسان؟" وهو يستشرف الحلولَ المتزايد للآلات الجديدة محلَّ وظائف الذهن البشري، والضمورَ البطيء لمَلكات الإنسان إذا كفَّ هذا عن استعمالها. ذلكم هو قانون الطبيعة الحتمي. فلقد كَتَبَ تِلار دُهْ شاردان: "الاختصاص يشل؛ أما الإفراط في الاختصاص فيقتل. والباليونطولوجيا مفروشة بمثل هذه الكوارث."

ويرى كريشنامورتي أن على الإنسان، إذا شاء أن ينجو، أن يخرق محدودية الذهن البشري. ليس له من خيار. وعلى كمونات الذهن الهاجعةِ غيرَ مستعمَلةٍ أن تستيقظ. هو ذا يقول: "رؤيتنا شديدة المحدودية. عيوننا معتادة على الأشياء القريبة. ونحن لا ندري كيف ننظر من خلال الحدود التجزيئيَّة وفيما يتعداها. غير أن على عيوننا أن ترى فيما يتعداها، نافذةً في عمق وحكمة، من دون اختيار، من دون ملجأ؛ عليها أن تجول، فيما يتعدى الحدود التي اصطنعها الإنسان."

على الإنسان أن يرى، أن يسمع، أن يتفكَّر، أن يطرح الأسئلة الأساسية ويستبقيها في الذهن بحيث تتخلَّل خطورتُها الوعيَ. على الذهن أن يتجدد، أن يولِّد منابع جديدة للطاقة لم تُستثمَر بعد. وهذا وحده سوف يمكِّن الإنسان من النظر إلى العالم نظرة كلانية، ومن الإمساك بالمعرفة وبالتكنولوجيات التي تهدِّد بالطغيان عليه، ومن السيطرة عليها.

إن كريشنامورتي لا يتنكَّر لروعة العلم والتكنولوجيا. فهو عميق الاهتمام بكيفية عمل الكمبيوتر آليًّا وبالحدود المتراجعة أبدًا لوظائفه. لكنه، إذ يرى الأخطار الملازمة للوضع الحالي، يطالب بإحداث طفرة في الذهن البشري بحيث لا تتمكن الأداةُ من الحلول محلَّ الدور غير الإنساني لسيِّدها. لذا لم يعد يجوز تجاهُل "الداخل"؛ وهذا الداخل مازال غير مستكشَف إلى الآن. والبصيرة التي يفتقر إليها الإنسانُ هي فهمُ أنه صانع المشكلات، وأن جذر الآلية الصانعة للمشكلات هي ذهنه هو. وإنه لفي مجال الإدراك هذا تكمن حريةُ الإنسان النهائية. ومن هذه الحرية، من هذا الإدراك للداخل، يمكن للفعل الذي يطْلع أن يحوِّل الإنسان والمجتمع.

ولقد عَقَدَ كريشنامورتي مناقشات نافذة إلى مشكلات الإنسان وكدحه مع أكابر علماء العالم، مع رجال يعملون على تخوم المعرفة العلمية، أطباء نفسيين، مفكِّرين، زعماء دينيين، قادة سياسيين، مع طلاب وأطفال. وبرفقة الأطفال في المدارس العديدة التي أنشأها لتخدم كوعاء تختمر فيه تعاليمُه، تصير لغتُه رائقة، بسيطة. إنه يناقش مع الأطفال علاقتهم بالطبيعة وببعضهم بعضًا، الخوف، الموت، السلطة، التنافس، الحب، والحرية. والطفل يتجاوب في البداية بخجل، ثم بحرية عفوية. وهو يستكشف مع الطفل أعقد المشكلات، فيطلب من الطفل أن يراقب الفكر، في الذهن، كما لو أنه يراقب سحلية تتحرك على جدار، يراقب كلَّ حركة، فلا يدع حركةً واحدة تفلت منه. يقول للطفل إن التأهيل الأكاديمي لا بدَّ منه، لكنه يكلِّم الطفل أيضًا عن إيقاظ الفطنة التي تبزغ من الرصد والتعرف إلى الذات والرحمة. هل يمكن لهذين الجدولين أن يندمجا؟ يتساءل. والطفل يصغي، يتساءل، ولعله يفهم فهمًا أكثر مباشرة من الكثيرين الذين يأتون بأذهان مثقلة بالمعرفة.

علاقة عفوية، خلاقة، مع الأطفال...

ثمة ميل اليوم إلى رؤية تعليم كريشنامورتي كتعليم "رخو" في الحبِّ والحرية. لكن الحق أن التعليم لا يتطلب حياةً مستقيمة وحسب – حياةً متحررة من النشاط المتمركز على الذات – بل إيقاظُ طاقة هائلة، وإدراكٌ مشع ومتكامل، وحده يحرِّر الإنسان من الثنوية ومن قيد الزمن. وهو يتطلب بذل جهد جهيد وتوسيعًا لآفاق الذهن. وإنه لمسعى عسير، لا هوادة فيه، في نهايته بزوغٌ للبصيرة وإزهارٌ للطيبة وللرحمة.

كريشنامورتي في التسعين: راءٍ يمشي وحده...

*** *** ***

ترجمة: ديمتري أفييرينوس


 

horizontal rule

[*] ننتهز مناسبة إصدار هذا العدد الخاص لرفع تحية محبة إلى روح بوبول جاياكار ("بوبولجي"، كما كان يدعوها كريشنامورتي احترامًا، على عادة الهنود)، تلك السيدة المرموقة التي شغلت مناصب ثقافية عديدة في دولة الهند والتي، بحكم كونها صديقة مقرَّبة من كريشنامورتي وشريكة فاعلة في مؤسَّسته، أرَّختْ لسيرة الحكيم ولتفتح تعليمه، مركِّزةً بصفة خاصة على سنيه في الهند. ونشير هنا إلى أنها أرسلت لنا هذا النص في أواخر الثمانينات، أيام كانت تراودنا فكرةُ إصدار معابر إصدارًا تقليديًّا على الورق، إسهامًا منها خصيصًا في عدد خاص عن كريشنامورتي كنَّا نعد له آنذاك تعريفًا للقراء العرب بتعليمه؛ وقد ارتأينا اليوم جعلَه افتتاحيةً لهذا الإصدار الخاص اعتقادًا منَّا بأنها، إلى جانب قلائل آخرين (منهم رونيه فويريه)، من الذين توغَّلوا عميقًا في فهم التعليم، وذهبوا في التعبير عنه إلى اللبِّ منه مباشرة، ووعوا الأبعاد الثورية التي ينطوي عليها. (المحرِّر)

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود