عقدت مؤسسة اليوم التالي في مكتبها في إستانبول لقاء مفتوحًا مع
ثلاثة من قادة حلِّ الصراعات واللاعنف في العالم هم الشيخ جودت
سعيد من سوريا، والراهب إيفو ماركوفيتش من البوسنة، والحاخام مارك
غوبن من الولايات المتحدة. وقد حضر اللقاء نحو ثلاثين ناشطًا
وكاتبًا وصحفيًا ومفكرًا سوريًا. أدار الندوة وائل السوَّاح المدير
التنفيذي لليوم التالي. فيما يلي نص الحوار كما دار.
يستذكر
أسطورة الحقوق المدنية فينسنت هاردنغ قائلاً:
كانت
أول مرة اجتمعت فيها بمارتن لوثر كينغ حين كنت أقطن وسط مجتمعٍ متعدد
الأعراق في شيكاغو، حيث قررنا أننا بحاجةٍ إلى اختبار قناعاتنا في عمق
الجنوب. وكان ذلك سنة 1958.
كنَّا
ستَّة رجال، رجلان أسودان غيري وثلاثة رجالٍ بيض، وكان من الخطر أن
نسافر معًا في السيارة نفسها. توقفنا في أطلنطا في مكان إقامة كينغ،
حيث كان يتعافى من الجرح الخطير جراء الطعنة التي تلقاها في مدينة
نيويورك. كان في غرفة نومه مرتديًا بيجامته، لكن كوريتَّا فتحت الباب
ورحبت بنا مقتادةً إيانا مباشرةً إلى داخل الغرفة. هنَّأنا الرجل على
وصولنا بالسلامة حتى هذا الحدِّ من رحلتنا، وطرح علينا الكثير من
الأسئلة. لقد كان مهتمًا بما كنا نفكر وبسبب قيامنا بما كنا نقوم به.
حين
سمع مارتن أنِّي كنت جزءًا من كنيسة مينونايت قال: "أنت في الأصل لا
عنفي، ويجدر بك الانضمام إلينا". وذلك ما قمنا به فعلاً بعد ثلاث سنوات
عام 1961. وحينها كنت قد تزوجت للتوِّ بروز ماري، وانتقلنا إلى أطلطنا،
حيث جمعتنا الجيرة والصداقة وزمالة العمل هناك بعائلة كينغ.