|
منقولات روحيّة
تمهيد في منتصف ستينيات القرن الماضي، صدر في القاهرة كتابٌ جيد للباحث عبد الله النجار بعنوان مذهب الدروز والتوحيد، حاول المؤلِّف أن يبسط فيه مذهب التوحيد الدرزي، تاريخيًّا وعقائديًّا، مورِدًا فيه، للمرة الأولى، مقبوساتٍ عديدة من رسائل الحكمة التوحيدية التي لم يكن الاطلاع عليها مباحًا لغير الدروز "المستلمين دينهم". لذا تذرع "شيخ عقل" الطائفة الدرزية آنذاك بالاعتراض على "بعض" ما جاء في كتاب النجار ممَّا عدَّه مخالفًا للمذهب ليطالب بسحب الكتاب من التداول، الأمر الذي حدا بسلطات الأمن اللبناني إلى منع الكتاب ومصادرته في تموز 1965. لكن الكتاب كان قد لقي، قبل مصادرته، استقبالاً حارًّا في الصحافة والأوساط العلمية، الأمر الذي دفع د. سامي مكارم، بالاتفاق مع المرجعية الدرزية، إلى نشر دراسة بعنوان أضواء على مسلك التوحيد، قدَّم لها كمال جنبلاط بمقدمة ضافية، بغرض تصويب بعض "الأخطاء والمزالق" التي وقع فيها النجار، درءًا لتطور الملابسات التي أثيرت حول الكتاب.
إذا كان الصليب عند الرومان والإغريق أداةَ تعذيب للأسرى والعبيد وقُطَّاع الطُّرق من غير الرومان والإغريق، أي رمزًا إلى الموت، فإنه يمثل عند الفراعنة رمزَ الحياة والبعث بعد الموت وخلود الروح؛ وهو يشبه عندهم رسمَ "عنخ" Ankh بالهيروغليفية، ويتألف من حرف T باللاتينية TAU، تعلوه دائرةٌ بيضاوية الشكل.
|
|
|