|
قيم خالدة
هل
يمكن
للسعادة أن تجمع بين الفلسفة والحياة؟ هل
تحتوي الفلسفةُ الحياةَ أم تنفصل عنها
وتبقى على هامشها تصورًا فكريًّا غير قابل
للتطبيق؟ وإذا كان همُّ الفلسفة الإنسانَ
وهمُّ الإنسان السعادةَ، فهل تساهم
الفلسفة في إسعاد الإنسان؟
تمهيد تطورت الفلسفةُ الهندية تطورًا طويلاً ومعقدًا؛ وقد يكون تاريخُ تطوِّرها أطول من تاريخ أيِّ موروث فلسفيٍّ آخر. ومع أن النظرة التاريخية ذات أهمية كبرى لفهم موروث كهذا، فإنه يتعذر علينا القيام بدراسة تاريخية دقيقة لهذا التطور. ونتيجة للنقص في تدوين التاريخ لدى الهنود أنفسهم فقد ضاع الكثير من التفاصيل المتعلقة بالتتابع التأريخي للنصوص الفلسفية الحِكَمية، أو على الأقل، لم يُحفَظ لها سجل. لذا يمكن كتابة تاريخ الفلسفة الهندية في خطوطها العريضة وحسب – هذا مع العلم بأن فلسفة كهذه لا تكتمل من دون التعرف إلى الفلاسفة المسؤولين عن ظهور المذاهب الفلسفية وعن تطور الفكر. وعلى كل حال، نتيجة لتعمق الهنود في الفلسفة وإهمالهم للتأريخ، فإننا نعرف عن الفلسفات الهندية أكثر مما نعرف عن الفلاسفة أنفسهم؛ إذ إننا لا نعرف سوى النزر اليسير عن سِيَر الفلاسفة الهنود الأقدمين. فمن جهة، نتعرف أحيانًا إلى مؤلِّف بعض القصائد؛ لكن، كما هي الحال في الفلسفة المادية الهندية وبعض الفلسفات الأخرى، تظل النصوص الأصلية غير متوافرة وتفاصيل المناهج مجهولةً تمامًا. هل يُعقَل أن يكون في محبةٍ ولطفٍ
نبديهما حيال آخر شفاؤه من جراح العنف
والقسوة فيه، لا بل إغناءٌ لنا وله على حدٍّ
سواء؟ إذا كان الأمر كذلك، لِمَ نُشرَط
ونُربَّى ونربي أبناءنا على الردِّ "عينًا
بعين وسنًّا بسن"؟
ها نحن
بعيدون عن كلِّ إمپريالية. يضم مفهومُ "حقوق
الإنسان"، من الآن فصاعدًا، سائر القواعد
القانونية – غير القابلة للانفصال
والمتزايدة باستمرار – التي تنظِّم
الممارسةَ الفاعلة لهذه الحقوق. فوراء الحق
في الحياة والأمن، وحرية التصرف في الممتلكات
الخاصة، والحق في المساواة أمام القانون، وفي
حرية الفكر والتعبير، وفي التعليم والمشاركة
في السلطة السياسية، هناك الحقوق الأخرى كلها
التي تكمِّلها أو تجعل تطبيقَها ممكنًا: الحق
في الحياة والسعادة، وفي العمل والراحة، وفي
المسكن وحرية التنقل، إلخ. لكن أيضًا، وراء
هذا كلِّه، الحق في التصدِّي للاستغلال الذي
يمارسه رأسُ المال – الحقوق النقابية –
وصولاً إلى الحقِّ في الترقِّي الاجتماعي،
وفي تحسين ظروف عيش الإنسان، – سواء كان
تحسينًا طوباويًّا أو مسيحانيًّا، – والحق
في الإيديولوجيا وفي النضال من أجل حصول
الإنسان على حقوقه كاملة، وفي تأمين الظروف
السياسية لهذا النضال.
|
|
|