ما
أن تدوِّي مفردة الإرهاب في أي مكان حتى يلف صداها أرجاء العالم كله
عبر وسائل الإعلام وخطط السياسيين، ربما تكون الكلمة بين أكثر التعابير
انتشارًا في الخطاب السياسي العالمي، رغم أن مفهوم الإرهاب من أكثر
المفاهيم مراوغة لمحاولة الإمساك به وتحديده. شأنه في ذلك شأن غيره من
المفاهيم التي يجري استغلالها والعمل عليها من قبل السياسيين والحكام
قبل المفكرين والمنظرين. حتى أن فيلسوفًا مثل جاك دريدا يرى أن
من المستحيل أن نقيم تمييزًا بين الإرهاب والحرب، وبين إرهاب الدولة
وإرهاب اللادولة، بين الإرهاب وحركات التحرر، بين الإرهاب القومي
والإرهاب الدولي. وأنه من الصعوبة بمكان أن نضيف أي محمول ذي معنى إلى
الإرهاب لأنه أمر غامض عصي على الوصف[1].
سنحاول من خلال هذه المقالة تناول مفهوم الإرهاب تدريجيًا من خلال
علاقاته مع المفاهيم المجاورة له والمتشاكلة معه.