|
قيم خالدة
يقول مفكِّر فيلسوف، أبادر فأعترف أمامكم صادقًا بأني لا أعرف إطلاقًا كيف انزلق اسمُه في ذاكرتي إلى ركن معتم، أو كيف اختفى خُلْسة خلف زحمة الأسماء، مخلِّفًا، مع ذلك، على صفحة الخاطر أبعادًا من أبعاده وملامح من ملامحه تشكِّل ما يشبه الشبح، تاركًا قليلاً من حروف ممزقة، يدهشني فعلاً أني ما إنْ أحاول لمَّ شتاتها وتركيبَها على نحو يحتال على بقية الأحرف ويغريها بالظهور، حتى تُفسِدَ العمليةَ الاستدعائية كلَّها بعضُ الأسماء الغريبة التي تقفز قفزًا إلى ساحة النظر، فتسدُّ عليَّ رؤيةَ الأغوار، وحتى أجد نفسي بعد ذلك محمولاً على الظن بأن المفكِّر الفيلسوف نفسه هو الذي يعمد إلى حجب اسمه، وكأنه يخشى أن يفصح عن نفسه وأن يحمل بالتالي مسؤولية قوله، على الرغم من أن قوله لا يوجب إطلاقًا مثل هذا الحرج، لأنه، في آخر الأمر، ليس سوى قول بين الأقوال، نطق به فيلسوفٌ من البيِّن أنه بعيد عن التزمت الثقيل وعن اصطناع الصرامة القاسية، ومن الراجح أيضًا أنه شغوف بمسابقات الجمال، وذو ميل قاهر إلى الاستثناء، حيث يشعر بضرورة الاستثناء، دون أن يقصد مع ذلك إلى محو الفوارق الجوهرية بين الجانب الجاد وبين الجانب المازح في كلِّ قول يقال، – قلتُ يقول مفكِّر فيلسوف:
ينبغي
نقد التجربة السياسية الوطنية في جوانبها
المختلفة، حتى لو ظهرت قريبة، كما يراها
بعضهم، من النموذج الذي دعا إليه الشيوعيون
في مراحل من نشاطهم السياسي أو مطابقةً
لهذا النموذج. بسبب هذه القرابة، ندرك أكثر
حجم مسؤوليتنا في نقد التجربة، وليس في
الترويج لبقائها دون تغيير. فليجد
بعضُنا في الماركسية، عبر قراءته الجديدة
لها، طريقًا موثوقة لإنجاز بناء الدولة
الحديثة، مبرهِنًا على قدرة المنهج
الماركسي راهنًا – شرط أن يظهر هذا جليًّا
في السياسات المتبناة والمطبَّقة تطبيقًا
ملموسًا: مسعًى له مثل هذا الهدف النبيل
يجدر الاحتفاء به!
|
|
|