|
قيم خالدة
منذ أقدم العصور، واجَه العالمُ القديم قضيةَ القومية وتأثيرَها على مصير الحرية ضمن المجتمعات الحرة. فمنذ الألفية الأولى قبل المسيح، أو حتى قبل هذا العهد من التاريخ، تعرف الشرق إلى مشكلات قومية. فـ"خطيئة كنعان الأصلية"، كما أطلق عليها أحد المؤرخين الغربيين، انتشرت انتشارًا واسعًا على الشاطئ الفينيقي الذي كان يشكل التتمة الطبيعية للشاطئ الإغريقي في آسيا الصغرى، بلاد عوليس. وكان من نتيجة ذلك الانتشار أنْ تعدَّدت الجمهورياتُ الشقيقات المستقلات، فكانت الحاضرات التجارية التي حملت أسماء بيبلوس وبيريت وصيدون وصور... أجل، صور التي أسَّست قرطاجنة الشهيرة وأوْجَدَتْها. يتمثَّل الإنسان في قطبيه: الرجل والمرأة؛ ويصل الحب والمحبة بين هذين القطبين. والجنس هو محبة الإنسان لنفسه، ذلك لأن الإنسان – كلَّ إنسان – رجلٌ وامرأة معًا. وتُعتبَر هذه المحبة الصلةَ بين قطبي الحياة لتوليد الحياة أو للتعبير عنها. وهكذا تتولد الحياةُ وتتحقق في الوصال الجنسي الذي يتم بين الرجل والمرأة على نحو حبٍّ ومحبة.
تمثِّل
العلاقة بين الذات والموضوع مدخلاً جوهريًّا
إلى مناقشة علاقة الفرد بنفسه وعلاقته
بالعالم، وما ينتج عن هاتين العلاقتين من
قضايا وإشكاليات ترتبط ارتباطًا وثيقًا
بالمفاهيم والأفكار التي تحكم الوجود الفعلي
للإنسان في هذا الكون. وحينما نتعرض لهذا
الأمر، ينبغي الوقوف على العديد من تلك
القضايا التي تبدو مسلَّماتٍ وبديهياتٍ
اعتقادية تشكِّل، في مختلف الأحوال التي
تتبنَّاها، ما يمكن تسميته بـ"اليقينيَّات
السائدة"، التي تحدِّد، بدورها، فكرة
الإنسان عن نفسه وعن الأشياء المحيطة به.
|
|
|