|
أسطورة
يتساءل كلود ليفي ستروس، في مستهل تحليله لـ"بنية الأساطير"، بما فيها أسطورة أوديب ومجموع أساطير أمريكا الشمالية الهندية، عن السرِّ الذي يجعلنا نتأرجح بين السطحية والسفسطائية كلما حاولنا أن نفهم ماهية الأسطورة. لكنه، بعد عقد ونيف من الزمان وأكثر قليلاً، راح يعزو هذا التأرجُح إلى الثقافة بصورة أدق، وإلى العاهة الملازمة أصلاً لمعرفتنا، التي تحول بيننا وبين معرفة الأسطورة، وتفرض علينا حالة التأرجُح بين السطحية والسفسطائية.
مقدمة لقد
ظلَّت الأساطير الهندية القديمة، حتى أواخر
القرن التاسع عشر، موضع سخرية واستهزاء
غالبية البحَّاثة الغربيين، وكذلك الهنود
المتغرِّبين الذين نظروا إلى موروثهم الروحي
نظرةَ الغرب المادية السائدة آنذاك. لقد
أفْقَدَ القومَ انبهارُهم بمنجزات المدنية
الحديثة، أو قُلْ بروح هذه المدنية المعادي
لكلِّ ما هو موروث أو "نقلي" traditional،
كلَّ فهم – وبالتالي، كلَّ احترام –
لمنقولهم الروحي المترع بالمعنى؛ فلم يكن
وقتئذٍ من النادر سماع نقد ساخر موجَّه إلى
منحوتة تمثل إلهة مثمَّنة الأذرع، نتيجة جهل
مطبق بالأسُس الرمزية الروحية والميثولوجية
للفنِّ الهندي النقلي.
|
|
|