إبستمولوجيا
تشرين الثاني
2015 November
|
يمكننا [...] إعلان شيء ما حول ما يجري في العالم، ولكن ليس حول العالم
بما هو ما يجري فيه شيء ما.
ج. بوفريسّ
J. Bouveresse
-
Wittgenstein, la rime et la raison
ذكرنا
فيما سبق بشكل متواتر فكرة (كانت مألوفة لدى كل من بور وهايزنبرغ) أن
الميكانيك الكمومي يعبِّر عن وضعية تشابك لا ينفصم للوسائل التجريبية
للاستكشاف مع الوسط الذي تستكشفه. وقد نُسبَت مجازًا الصعوبة الظاهرة
في استخدام الميكانيك الكمومي من أجل تحرير وكشف سمات خاصة محتملة
للواقع إلى "القرب المعمي" من هذا الواقع، بدلاً بالأحرى من نسبها إلى
بعده المفرط. لا بد لنا بالتالي من إعطاء شكل واتساق للتصور الجديد
للنظرية الفيزيائية التي تفرض نفسها بعد هذا التحوُّل في التمثيلات
الإبستمولوجية. فما الذي يمكن أن تكون عليه نظرية ما إذا لم تعد نظرية
theoria
بالمفهوم الأساسي لها، أي تأمل منهجي لصيرورة طبيعية يفترض أنها
خارجية؟ وماذا يجب أن يشبه نمط تنظيم عقلي للنشاطات التجريبية
وللظاهرات الناجمة عنها التي، كما يكتب كاسيرر
Cassirer،
لن يكون موضوعها أن "[...] تقطع حدود عالم التجربة لكي تجهز لنا منفذًا
نحو عالم التجاوز، بل أن تعلِّمنا اجتياز هذا العالم التجريبي بكل ثقة،
وسكناه بشكل مريح؟
|
مستمرة...
| |
|