هذا
الحل النهائي هو في الحقيقة استيهامنا phantasme
الدفين، واستيهام عِلمنا أيضًا. استيهام الخلود عبر الحفظ بالتبريد أو التجميد
العميق، أو النسخ والاستنساخ بجميع أشكالهما.
المثل الأكثر تصويرًا لهذا هو طبعًا والت ديزني داخل نعشه المصنوع من النتروجين
السائل. لكنه على الأقل وُعِدَ بالانبعاث بأكمله، كونه كان محفوظًا بالتبريد
بشكل كامل. تظهر اليوم متغيرات أخرى وهي أيضًا أوهام تجريبية. هكذا في فونيكس
Phoenix،
أريزونا Arizona
– مكان مخصص للانبعاث (من الرماد) – لم نعد نجمِّد إلا الرؤوس من دون الأبدان،
على اعتبار أننا انطلاقًا من الدماغ – نواة الوجود الفردي – نأمل انبعاث هذا
الكائن برمته. من جهة أخرى، وعلى طرفٍ نقيض من هذه الكائنات ذات الرأس، نستنسخ
داخل مخابر ما وراء الأطلسي فئران وضفادع لا رأس لها، بانتظار استنساخ بشر بلا
رؤوس ليقوموا بوظيفة مخزون من الأعضاء للتبديل. كونُ الرأس مكانًا محل الوعي،
من الأفضل تصنيع مخلوقات بلا رأس بغاية استخدام أعضائهم بحرية من دون المزيد من
المشكلات الأخلاقية والنفسية.
كما
يبدو جليًا من عنوان مبحثي هذا فإنَّ موضوع حديثي سيكون: كيف يتلقَّى الإنسان
المعنويُّ الذي يلتزم بالمعنوية التزامًا نظريًا وعمليًا كاملاً، الحرِّيات
الاجتماعية؛ بِغَضِّ النظر عن الحرية الاجتماعية السياسية، والحرية الاجتماعية
الاقتصادية، والحرية الاجتماعية الثقافية، وجميع الحريات الاجتماعية؟ وإلى أيِّ
حدٍّ یراعي الإنسان المعنويُّ هذه الحرِّيات؟ وأهمُّ من هذا كلِّه، حراستُه
لهذه الحريات الاجتماعية على أيَّة أسس ميتافيزيقية، وأنتربولوجية، وأخلاقية
تقوم؟ (ذلك أن حراسة الحريات الاجتماعية ورعايتها شيء، وحراستها ورعايتها على
أسس بعينها شيء آخر).
في الحقيقة، نريد في هذا المبحث أن نرى أنَّنا إذا ولجنا داخل جلد إنسان
معنويٍّ، ونظرنا إلى الوجود والإنسان والقيمة والوظيفة من نظرته هو، وإذا
أدركنا رؤيته ما بعد الطبيعية، والأنتربولوجية، والأخلاقية، في هذه الحالة، كيف
سيكون تلقينا للحريات الاجتماعية؟