|
علم نفس الأعماق
يتبادرُ
إلى ذهني، وأنا أعالج موضوعًا من هذا النوع،
أن أتساءل إنْ كان الإنسانُ كائنًا مَرِحًا
وبهيجًا أم حزينًا وكئيبًا، كائنًا
انبساطيًّا أم انطوائيًّا، كائنًا ظاهريًّا
أم باطنيًّا، كائنًا ضاحكًا أم باكيًا،
كائنًا متهكمًا أم متعاطفًا، كائنًا ساخرًا
أم متسامحًا، كائنًا كارهًا أم مُحِبًّا،
كائنًا اجتماعيًّا أم تجمعيًّا، كائنًا
متساميًا أم منحطًّا، كائنًا هازئًا أم
متفهمًا، كائنًا ساديًّا أم رحيمًا، كائنًا
فانيًا أم خالدًا، كائنًا أنانيًّا أم
مضحيًا، كائنًا عارفًا أم جاهلاً، كائنًا
عظيمًا أم تافهًا، كائنًا راقصًا ومغنيًا أم
رصينًا وصامتًا، كائنًا متكبرًا أم
متواضعًا، كائنًا طامعًا أم طامحًا، إلخ.
لا تحرُّر من الخوف إلا بمعرفة
الذات. فمعرفة الذات هي بداية الحكمة، التي
تضع نهايةً للخوف.
الحلم هو "الطريق الملكي" via regia المؤدي إلى عالم اللاوعي. ويعلِّق ك.غ. يونغ C.G. Jung أهميةً خاصة على الحلم ورسالته: فالحلم، في نظره، يكشف عن وجود نفسانية إيجابية، هي "حكمة فطرية"، تنزع إلى التنظيم والتوازن الذاتيين self-regulation للنفس. كذا فإن الرموز التي تظهر في الحلم ليست مجرد إشارات و"إسقاطات" projections ناجمة عن وظيفة حسِّية، كما هي الحال بحسب النظرة الفرويدية؛ بل إن هذه الصور موجودة بذاتها وتملك ديناميَّتها الخاصة. أما معانيها فتتجاوز دائمًا التفسير الذي نضفيه عليها ونُلبِسُها إياه، لأن خصوصية الحلم تكمن في جعل الوعي على تماس مع المجهول وغير المعروف فينا. ولهذا يمكن لنا القول إن كل حلم هو حلم جديد، فريد، وإن رموز كلِّ حلم
|
|
|