|
سِفْر
دزِيَنْ مقتطفات سِفْر
دزِيَنْ الشريف (من كلمة دهيانا dhyāna السنسكريتية التي تعني "التأمل
الكشفي") هو المصنف الأول من الشروح (14
مصنفًا) على مجلدات كيو تي السرِّية
السبعة، بالإضافة إلى معجم للكتب العامة التي
تحمل العنوان نفسه. هذا ويتوفر 35 مصنفًا من
مصنفات الـكيو تي التي تتوجَّه إلى أهل
الظاهر (أي المخصَّصة للعوام) في حوزة لاماوات
غيلُغْبا التيبتيين في مكتبات جميع الأديرة؛
وكذلك 14 كتابًا (أو مصنفًا) من الشروح
والتعليقات على هذه المصنفات بقلم
المُسارَرين الأوائل. فإذا توخينا الدقة في
التعبير، لا مندوحة لنا من تسمية هذه الكتب
الـ35 بـ"النسخة الشعبية" من المذهب
السرَّاني (أو عقيدة أهل الباطن)؛ ومن هنا
حشوها بالأساطير والأقنعة المذهبية
والتناقضات الظاهرية. أما مصنفات الشروح الـ14،
من ناحية أخرى - بترجماتها وتعليقاتها،
بالإضافة إلى المعجم الحافل بالمصطلحات
السرَّانية، والمنسوخ عن مجلَّد صغير قديم
بعنوان كتاب الحكمة – فهي عبارة عن
موسوعة حقيقية لعلوم أهل الباطن كافة. باختصار،
هناك ثلاث سلاسل من كتب كيو تي: 1.
سبعة مصنفات سرية؛ 2.
14
مصنفًا من الشروح والتعليقات ومعجم
للمُسارَرين؛ و 3.
35
مصنفًا مخصَّصًا للعامة. أما "سُوَرُ
دْزِيَن" فهي مقتطفات مستقاة من المصنف
الأول من السلسلة الثانية. وقد أوْرَدَتْ
السيدة هـ.ب. بلافاتسكي في كتابها العقيدة
السرية مقبوسات عديدة من سلسلة الشروح
نفسها. اعتمدنا في
هذه الترجمة أسلوبًا استبدلنا فيه
بالمصطلحات الشرقية الخاصة (التي يمكن
الاطلاع عليها في النصِّ الإنكليزي المرفق)
كلماتٍ عربيةً تؤديها على أقرب وجه ممكن،
وذلك توخيًا لجعل العقيدة السرية أقرب
منالاً بقدر المستطاع إلى القارئ العربي
الباحث الذي لم يألف الاصطلاحات السنسكريتية
والصينية والتيبتية إلخ. ونحن نأمل بذلك ألا
نكون خنَّا روحَ السُّوَر. غير أننا ندعو
القارئ، الذي نضع بين يديه نصًّا في وسعه أن
يقرأه قراءة ميسورة ويفهمه فهمًا أكثر
مباشرة، أن يبذل جهدًا مضاعفًا باتجاه العمق. في العام 1888،
منحت السيدة بلافاتسكي هذه السُّوَر للعالم
من جديد. وقد آن الأوان، برأينا، لكي تتأسَّس
عليها نظرةٌ جديدة إلى الكون والإنسان، تفتح
أفقًا للإنسان العربي، الذي تستغلق عليه
المعاني السرَّانية العميقة لتراثه الكتابي
المقدس، فتزوِّده بمفاتيح نفيسة لتأويل نصوص
هذا التراث، بما ينأى به عن التفسيرات
الحرفية القاتلة. ألم يقل القديس بولس إن "الحرف
يقتل، أما الكلمة فتحيي"؟! د.
أ. *** التطور
الكوني في
السُوَر السبع المترجمة عن سِفْر دزِيَن السورة
الأولى 1.
كانت
الوالدة الأزلية، متسربلةً بأثوابها
المستترة أبدًا، قد هجعت من جديد لسبع أبديات. 2.
الزمن
لم يكن؛ إذ إنه كان يرقد هاجعًا في الحضن
اللانهائي للدهر. 3.
العقل
الكلِّي لم يكن؛ إذ لم تكن كائنات سماوية
موجودة لتحتويه. 4.
الطرق
السبعة إلى الغبطة لم تكن. وعللُ الشقاء
العظيمة لم تكن؛ إذ إنه لم يكن من أحد يتسبَّب
فيها أو يقع في حبائلها. 5.
وحدها
كانت الظلمة تملأ الكلَّ غير المحدود، لأن
الأب والأم والابن عادوا واحدًا، والابن لم
يكن قد استيقظ بعد من أجل العجلة الجديدة ومن
أجل رحلته فيها. 6.
والأرباب
السبعة الأجلاء والحقائق السبعة كانت قد
انعدمت [كفَّتْ عن الوجود]، والكون – ابن
الضرورة – كان غارقًا في الغبطة العليا، لكي
يختنق بما كان، ومع ذلك لم يكن. وكان العدم. 7.
وعلل
الوجود كانت قد أُزيلت؛ والظاهر الذي كان،
والمستتر الكائن، كانا راقدين في اللاوجود
الأزلي – الوجود الأحد. 8.
وحده
شكل الوجود الواحد كان منبسطًا بلا حدود،
لانهائيًّا، بلا علَّة، غارقًا في نوم بلا
أحلام؛ وكانت الحياة تنبض غير واعية في
الفضاء الكلِّي، عبر ذلك الحضور الكلِّي الذي
تدركه العينُ المنفتحة للنفس المطهَّرة. 9.
ولكن،
أين كانت النفس المطهَّرة حين كانت النفس
الكلِّية المحيطة بالكون في الحق المطلق
وكانت العجلة الكبرى بلا والدة؟ السورة
الثانية 1.
[...]
أين كان البُناة، أين كان الأبناء النيِّرون
للفجر الكَوْري؟ [كانوا] في الظلمة المجهولة
لغبطتهم السماوية العليا. أما صانعو الشكل من
اللاشكل – أصل العالم – أمِّ الآلهة والجوهر
الأم، فكانوا راقدين في غبطة اللاوجود. 2.
[...]
أين كان الصمت؟ أين كانت الآذان الحاسَّة به؟
لا، لم يكن صمت ثمة ولا صوت؛ لا شيء إلا
النَّفَس الأزلي المتواصل، الذي لا يعرف نفسه. 3.
لم
تكن الساعة قد حانت بعد؛ والشعاع لم يكن قد
وَمَضَ بعدُ في البذرة؛ ولم تكن السِّدرة–الأم
قد حبلت بعد. 4.
لم
يكن قلبُها قد انفتح بعدُ لكي يلجه الشعاع،
فيسقط بذلك، كما الثلاثة في الأربعة، في حضن
الوهم. 5.
لم
يكن الأبناء السبعة قد ولدوا بعدُ من نسيج
النور. وحدها الظلمة كانت الأب–الأم، الجوهر–الأصل؛
والجوهر–الأصل كان في الظلمة. 6.
هذان
الاثنان هما البذرة، والبذرة واحدة. والكون
كان ما يزال مستترًا في الفكرة الإلهية
والرحم الإلهي. [...] السورة
الثالثة 1.
[...]
ويرتعش الاهتزاز الأخير للأبدية السابعة عبر
اللاتناهي. وتنتفخ الأم، منبسطة من الداخل
إلى الخارج، مثل برعم السِّدرة. 2.
ويجتاح
الاهتزاز كلَّ شيء، لامسًا بجناحه السريع
الكونَ كلَّه والبذرةَ القابعة في الظلمة:
الظلمة التي تتنفَّس فوق المياه الغافية
للحياة. [...] 3.
وتشع
الظلمة نورًا، ويلقي النورُ بشعاع وحيد في
الغور–الأم. ويخترق الشعاعُ البيضةَ البكر.
ويجعل الشعاع البيضة الأزلية ترتعش، وتنبذ
البذرةَ غير الأزلية، التي تتكثَّف مكوِّنةً
بيضة العالم. 4.
ثم
تسقط الثلاثة في الأربعة. وتصير الماهية
المشعة سبعةً في الداخل، وسبعة في الخارج.
والبيضة المنيرة، التي هي ثلاثة في ذاتها،
تتخثَّر، وتنتشر خثراتٌ في بياض اللبن عبر
أغوار الأم، الجذر النامي في أعماق محيط
الحياة. 5.
ويبقى
الجذر، والنور يبقى، والخثرات تبقى، ومع ذلك
يبقى أب–أم الآلهة واحدًا. 6.
وكان
أصل الحياة في كلِّ قطرة من محيط الخلود،
والمحيط كان نورًا مشعًّا، كان نارًا وحرارة
وحركة. ثم تلاشت الظلمة ولم تعد موجودة؛
وتوارتْ في ماهيتها عينها، جسم النار والماء،
أو الأب والأم. 7.
فتأمَّل،
أيها المريد، ابنَ الاثنين المشع، المجدَ
السَّنيَّ الذي لا نظير له: الفضاء المشرق،
ابن الفضاء المظلم، الطالع من أعماق المياه
المظلمة العظيمة. إنه أب–أم الآلهة الصغرى،
الـ***. إنه يتلألأ كالشمس؛ إنه تنين الحكمة
الإلهي الوهَّاج؛ الواحد أربعة، والأربعة
تتخذ لنفسها الثلاثة، والاتحاد يلد السبعة،
وفيها السبعة التي تصير ثلاثين (أو الجحافل
والآلاف المؤلَّفة). تأمَّلْ فيه يرفع
الحجاب، وينشره من الشرق إلى الغرب. إنه يحجب
الأعلى، ويترك الأسفل ظاهرًا بوصفه الوهم
الأكبر. وهو يحدِّد مواقع الكائنات البهية،
ويحوِّل الأعلى إلى بحر من نار لا ساحل له،
ويحوِّل الجزء المتجلِّي إلى مياه عظيمة. 8.
أين
كانت البذرة وأين أمست الظلمة الآن؟ أين روح
اللهب المتقد في مصباحك، يا أيها المريد؟
إنما ذاك هو البذرة، وذاك هو النور، الابن
الأبيض الساطع للأب الأسود المستتر. 9.
النور
هو اللهب البارد، واللهب هو النار، والنار
تولِّد الحرارة، التي تستحيل ماءً: ماء
الحياة في الأم الكبرى. 10.
ويحوك الأب–الأم نسيجًا
يتَّصل طرفُه الأعلى بالروح – نور الظلمة
الواحدة – وطرفه الأسفل بنهايتها الظليلة،
المادة؛ وهذا النسيج هو الكون المحوك، من
الجوهرين اللذين صارا جوهرًا واحدًا، هو
الجوهر–الأم. 11.
إنه ينبسط حين يعتليه
نَفَسُ النار؛ وينقبض حين يلامَسَه نَفَسُ
الأم. وحينئذٍ ينفصل الأبناء ويتباعدون،
ليعودوا إلى رحم أمِّهم في نهاية "اليوم
العظيم"، ويصيروا واحدًا وإياها من جديد؛
فحين يبترد، يصير مشعًّا، وينبسط الأبناء
وينقبضون عبر ذواتهم وقلوبهم، فيعانقون
اللانهاية. 12.
وعندئذٍ يبعث الجوهر–الأم
بالدوامة النارية لتُصلِّب الذرات – وكلٌّ
منها جزء من النسيج. وإذ تعكس – كالمرآة – "الربَّ
الواجب الوجود بذاته"، فإن كلاً منها يصبح
بدوره عالَمًا. السورة
الرابعة 1.
[...]
أصيخوا السمع، أيا أبناء الأرض، لمعلِّميكم
– أبناء النار. فلتعلموا أنه ما من أول ولا من
آخر؛ إذ إن الكلَّ واحد: العدد مولود من
اللاعدد. 2.
واعلموا
أننا – نحن المتحدِّرين من صلب السبعة
الأقدمين، نحن المولودين من اللهب القديم –
تعلَّمنا من آبائنا. [...] 3.
من
سناء النور – شعاع الظلمة الأبدية – تنبثق في
الفضاء الطاقاتُ المستيقظة من جديد؛ الواحد
من البيضة، الستة، والخمسة. ثم الثلاثة،
الواحد، الأربعة، الواحد، الخمسة – والمجموع
ضعفا السبعة. ومجموعها هو الماهيات، ألسنة
اللهب، العناصر، البُناة، الأعداد، عديمو
الشكل، الأشكال، وقوة الإنسان الإلهي. ومن
الإنسان الإلهي فاضت الأشكال، والشرارات،
والحيوانات الحَرام، ورسل الآباء القدُّوسين
في الأربعة المقدسة. 4.
ذلكم
كان جيش الصوت – الأم الإلهية للسبعة.
وشرارات السبعة خاضعة لأول، وثاني، وثالث،
ورابع، وخامس، وسادس، وسابع السبعة، وخادمة
لهم. وهذه "الشرارات" تُدعى كرات،
ومثلثات، ومكعبات، وخطوطًا، ومُنمذِجين؛
لأنه هكذا تقف علَّة الوجود الأبدية – والدة
الآلهة، ألا وهي: 5.
"الظلمة"
اللامحدودة، أو اللاعدد، علَّة الوجود
القديمة، الجوهر–الأصل، الدائرة التي لا
تنتهي. أ.
الأول
القديم، العدد؛ إذ إنه واحد. ب.
صوت
الربِّ الكلمة، الجوهر–الأصل، الأعداد؛ إذ
إنه واحد وتسعة. ت.
"المربع
الذي لا شكل له". وهؤلاء
الثلاثة، المحصورون في ?،
هم الأربعة المقدسون؛ والعشرة هم الكون
العديم الشكل. ثم يأتي "الأبناء"،
المقاتلون السبعة، الواحد، والثامن
مُستبعَد، ونَفَسُه الذي هو باري النور. 6.
ثم
السبعة الآخرون، وهم المستأمَنون على
السجلِّ، صَنْعة الثلاثة. والابن المنبوذ
واحد. أما "الأبناء–الشموس" فلا عدَّ
لهم. السورة
الخامسة 1.
السبعة
الأقدمون، الأنفاس السبعة الأولى لتنين
الحكمة، تصنع، بدورها، من أنفاسها الدوَّارة
المقدسة، الدوامة النارية. 2.
إنهم
يجعلون منها رسول إرادتهم. الحكمة الجامعة
تصير الدوامة النارية – الابنة السريعة
للأبناء الإلهيين، الذين أبناؤهم هم
المستأمَنون على السجلِّ – فتطوف طَوافًا
دائريًّا. الدوامة هي الفرس، والفكرة هي
الفارس. إنه يعبر كالبرق عبر الغيوم النارية؛
يخطو ثلاث، وخمس، وسبع خطوات عبر الأقاليم
العلوية السبعة، و[الأقاليم] الدنيا السبعة.
يرفع صوته، ويستدعي الشرارات التي عدَّ لها،
ويجمعها. 3.
إنه
روحها المرشد وقائدها. عندما يباشر العمل،
يفصل ما بين شرارات الملكوت الأدنى التي تطفو
وترتعش فرحًا في منازلها الساطعة، ويشكِّل
منها بذور العجلات. ثم يضعها في اتجاهات
الفضاء الستة، وواحدة في الوسط – [هي] العجلة
المركزية. 4.
تخط
الدوامة النارية خطوطًا لولبية لتجمع السادس
إلى السابع – التاج [القطر]؛ ويقف جيش من
أبناء النور عند كلِّ ركن؛ والمستأمَنون على
السجلِّ في العجلة الوسطى. يقولون: "هذا
حَسَن." العالَم الإلهي الأول مستعد، الأول
هو الآن الثاني. ثم ينعكس "عديم الشكل
الإلهي" في عالَم الظل، [وهو] اللباس الأول
لغير المولود. 5.
وتخطو
الدوامة النارية خمس خطوات، وتبني عجلة
مجنَّحة عند كلِّ ركن [من أركان] المربع، من
أجل [الكائنات] المقدسة الأربعة وجيوشها. 6.
ويرسم
المستأمَنون على السجلِّ حدود المثلث،
الأول، المكعب، الثاني، والمخمَّس ضمن
البيضة. إنها الحلقة التي تُدعى "لا تمر"،
من أجل أولئك الذين ينزلون ويصعدون. وكذلك من
أجل الذين، إبان العصر، يتقدمون نحو يوم "كُنْ
معنا" العظيم. هكذا تشكَّل ذوو الشكل
وعديمو الشكل: من النور الواحد سبعة أنوار؛ من
كلٍّ واحد من السبعة سبع مرات سبعة أنوار.
والعجلات تراقب الحلقة. [...] السورة
السادسة 1.
بقدرة
أمِّ الرحمة والمعرفة – كوان يِنْ – "مثلثة"
الكلمة، المقيمة في سماء الصوت المُطرِبة –
الدوامة النارية، نَفَسُ مولودهما، ابن [بكر]
الأبناء، إذ يستدعي، من الهاوية الدنيا،
الصورة الوهمية لكوننا وللعناصر السبعة: 2.
يصنع
[الكائن] السريع والمشع مراكز العدم السبعة،
التي لن يتغلب عليها شيء حتى حلول يوم "كُنْ
معنا"، فيضع الكون على هذه الأسُس الأبدية،
مطوقًا كونَنا ببذور العناصر. 3.
من
السبعة – واحد متجلٍّ أولاً، وستة مستورون؛
اثنان متجلِّيان، وخمسة مستورون؛ ثلاثة
متجلُّون، وأربعة مستورون: أربعة مصنوعون،
وثلاثة خافون؛ أربعة وجزء واحد متجلُّون،
واثنان ونصف مستورون؛ ستة لا بدَّ أن
يتجلَّوا، وواحد مستبعَد. وأخيرًا، سبع عجلات
صغيرة دوَّارة، تلد الواحدة منها الأخرى. 4.
إنها
تبنيها على صورة العجلات القديمة، واضعة
إياها على المراكز التي لا تفنى. فكيف
تبنيها الدوامة؟ إنها تجمع التراب الناري.
تصنع كريَّات من النار، تمر عبرها، ومن
حولها، نافخةً فيها الحياة، ثم تحرِّكها،
بعضها في اتجاه، وبعضها الآخر في اتجاه آخر.
إذا بردت تُدفئها. وإذا جفَّتْ ترطِّبها. وإذا
شعَّتْ، تروِّح عنها وتنعشها. هكذا تفعل
دوامة النار – من فجر إلى آخر – إبان سبع
أبديات. 5.
وعند
[الذرية] الرابعة، يؤمَر الأبناء بصنع صورهم:
يرفض ثلثهم، بينما يقبل الثلثان. لقد
تمَّ النطق باللعنة. وسيولدون في [الذرية]
الرابعة، يشقَوْن ويسببون الشقاء – وهذه هي
الحرب الأولى. 6.
ودارت
العجلات القديمة نحو الأسفل ونحو الأعلى. [...]
فمولود أمِّها يملأ الكلَّ. وقد اندلعتْ
معارك بين الخالقين والمدمِّرين؛ كما
شُنَّتْ حروبٌ من أجل المكان؛ والبذرة تظهر
وتعاود الظهور باستمرار. 7.
قُمْ
بحساباتك، أيها المريد، إذا أردت أن تعلم
العمر الصحيح لعجلتك الصغيرة. أما شعاعها
الرابع فهو أمُّنا. امضِ حتى "الثمرة"
الرابعة للدرب الرابعة للمعرفة المؤدية إلى
النرفانا – ولسوف تفهم؛ إذ إنك يومئذٍ سوف
ترى. السورة
السابعة 1.
انظر
إلى بداية الحياة الحاسَّة عديمة الشكل. الإلهية،
أولاً، الواحد من الروح–الأم؛ ثم الروحانية؛
الثلاثة من الواحد، الأربعة من الواحد،
والخمسة، الذي منه الثلاثة والخمسة والسبعة.
وهذه هي، نزولاً، المثلثون والمربعون:
الأبناء "المولودون من عقل" الربِّ
الأول، السبعة الساطعون. إن
هؤلاء هم أنت، أنا، هو، يا أيها المريد. هم
الساهرون عليك وعلى أمِّك الأرض. 2.
يكثِّر
الشعاعُ الواحد الشعاعاتِ الأصغر. الحياة
تسبق الشكل، والحياة تبقى بعد آخر ذرات الشكل.
وعبر الشعاعاتِ التي لا عدَّ لها، يرتحل
شعاعُ الحياة، الواحد، مثله كمثل خيط يمر من [ثقوب]
لآلئ عديدة. 3.
عندا
يصير الواحد اثنين، يظهر "المثلث" –
والثلاثة واحد؛ وإنه لخيطنا، أيها المريد،
قلب النبتة–الإنسان التي تسمَّى "ذات
الأوراق السبع". 4.
الجذر
هو الذي لا يموت أبدًا؛ اللهب ذو الألسنة
الثلاثة للذبالات الأربع. الذبالات هي
الشرارات، التي تستمد من اللهب المثلث الألسن
الذي يزفره السبعة – لهبها – أشعةَ وشرارات
القمر الأوحد المنعكس في الأمواج الجارية
لأنهار الأرض قاطبة. 5.
الشرارة
معلقة باللهب بأدقِّ خيوط الدوامة النارية.
إنها تسافر عبر عوالم الوهم السبعة. وهي تقف
عند الأول، فإذا بها معدن وحجر؛ وتقف عند
الثاني، ألا فانظر: [هي ذي] نبتة؛ والنبتة تدور
عبر سبعة تبدلات وتصير حيوانًا حَرامًا. ومن
صفات هذه مجتمعة، يتشكَّل الإنسان، [الكائن]
العاقل. من يشكِّله؟ الحيوات السبع والحياة
الواحدة. من يتمُّه؟ الأرواح المخمَّسة. ومن
يكمِّل الجسم الأخير؟ السمك، والمعصية،
والكوثر [القمر]. [...] 6.
ومن
بكر المواليد، يقوى الخيط بين الساهر الصامت
وظلِّه ويزداد إشعاعًا مع كلِّ تبدل. فنور شمس
الصباح يتحول إلى مجد ظهيرة النهار. [...] 7.
"تلكم هي
العجلة الحاضرة"، قال اللهب للشرارة. "أنت
ذاتي، صورتي، وظلِّي. تلبَّستُكِ، وأنت
مركبتي حتى يحين يوم "كُنْ معنا"، يوم
تصيرينني وآخرين من جديد، أنت نفسك وأنا."عندئذٍ
فإن البُناة، إذ يَهَبون ثوبهم الأول، يهبطون
إلى الأرض المشعة ويملكون على البشر – الذين
هم إياهم. [...] *** نشأة
الإنسان في المصنف السرِّي (مقتطفات
طبق الأصل) 1 1.
الروح
الذي يدير [العجلة] الرابعة إنما هو خاضع
للروح [المهيمن على] السبعة: أولئك الدائرين
حول أنفسهم، قائدين مركباتِهم حول ربِّهم [الذي
هو] العين الواحدة [لعالمنا]. لقد وَهَبَ
نَفَسُه الحياةَ للسبعة؛ وَوَهَبَ الحياةَ
للأول. 2.
وقالت
الأرض: "أيا ربَّ الوجه المشعِّ؛ بيتي خاوٍ.
[...] فأرسل أبناء السبعة ليعمروا هذه العجلة.
لقد أرسلتَ أبناءك السبعة إلى ربِّ الحكمة.
سبع مرات رآك تتقرَّب إليه، وسبع مرات أُخَر
شَعَرَ بك. لقد حرَّمتَ على عبادك – الحلقات
الصغرى – التقاطَ نورك وحرارتك، واستقبالَ
رحمتك الواسعة وهي في طريقها. فابعث الآن إلى
أَمَتِك مثل ذلك." 3.
فقال
ربُّ الوجه المشع: "سأبعث إليكِ بالنار
ساعة يبدأ عملُكِ. ارفعي صوتك إلى عوالم أخرى؛
التمسي من والدك – ربِّ السِّدرة – أبناءه.
[...] سيكون شعبك تحت حُكْم الآباء؛ وسيكون
بَشَرُك مائتين. أما بَشَرُ ربِّ الحكمة – لا
أبناء القمر – فخالدون. كفِّي عن الشكوى.
فجلودك السبعة مازالت عليكِ. [...] مازلتِ غير
مستعدة؛ وبَشَرُك غير مستعدين." 4.
بعد
ثلاث مخضات عظيمة رَمَتِ [الأرض] عنها [جلودها]
الثلاثة القديمة ولبست سبعة جلود جديدة، ثم
استوت في [جلدها] الأول. 2 5.
ودارت
العجلة ثلاثين كورًا أُخَر. وبنت أشكالاًً:
حجارة طرية قَسَت، ونباتات قاسية طريت. [بَنَتِ]
الظاهر من الباطن، حشراتٍ وحُيَيْوينات.
وكلما اجتاحت [هذه] الأمَّ نفضتْها عن ظهرها.
[...] وبعد ثلاثين كورًا استدارت. استلقتْ على
ظهرها؛ على جنبها. [...] وما كانت لتدعو أبناء
السماء، وما كانت لتسأل أيًّا من أبناء
الحكمة. صوَّرتْ من رحمها هي. ولفظت بشرًا
مائيين، رهيبين، أشرارًا. 6.
والبشر
المائيون الرهيبون الأشرار، صوَّرتْهم
بنفسها من بقايا الآخرين، ومن أدران وصلصال
أوَّلها وثانيها وثالثها شكَّلتْهم. جاءت
العقول الروحانية لتنظر. العقول الروحانية من
الأب–الأم الساطع، من الأقاليم البيض، جاءت،
من منازل المائتين–الخالدين. 7.
لم
يَرُقْ لها ذلك. "ليس جسدنا فيها. وما [ثمة]
أشكال مناسبة لإخواننا من [الذرية] الخامسة.
وما من منزل للحيوات. مياهًا صافية، لا عكرة،
فليشربنَّ. فلنجفِّفْها." 8.
وجاءت
الشُّعلات؛ النيران والشرارات: نيران الليل
ونيران النهار. جفَّفتْ المياه العكرة
الداكنة، وبحرارتها عطَّشتْها. وجاءت
الأرواح العليَّة والأرواح الدنيَّة. وصرعت
الأشكال التي كانت من ذوات الوجهين وذوات
الأربعة وجوه. وصارعتْ الرجال–التيوس،
والرجال ذوي رؤوس الكلاب، والرجال ذوي
الأجسام السَمَكيَّة. 9.
الماء–الأم
– البحرُ العظيم – بكى. ونهض، ثم توارى في
القمر الذي رفعه، [القمر] الذي ولَدَه. 10.
وعندما قُضِيَ عليهم، أمستِ
الأرض–الأم عارية. وطلبت أن تُجَفَّف. 3 11.
وجاء ربُّ الأرباب. فَصَلَ
المياه عن جسم [الأرض]، فكانت السماء من فوق،
السماء الأولى. 12.
ونادى الأربابُ الكبار
أربابَ القمر، [أرباب] الأجسام الهوائية: "جيئونا
بالبشر، ببشر من طبيعتكم، وأعطوهم صورَهم
الباطنة. وهي [الأرض] سوف تبني الأكسية
الظاهرة. ذكورًا–إناثًا سيكونون. وأرباب
اللهب أيضًا [...]." 13.
ومضى كلٌّ منهم إلى الأرض
المقطوعة له: سبعة منهم، كلٌّ لما هو ميسَّر
له. أما أرباب اللهب فتخلَّفوا. ورغبوا عن
الخلق. 4 14.
وفَصَلَت الكتائبُ السبع،
"الأربابُ المولودون من الإرادة"،
يدفعهم "روحُ وَهْبِ الحياة"، البشرَ عن
أنفسهم، كلاً في منطقته. 15.
ووُلدت سبع مرات سبعة ظلال
للبشر المقبلين، كلٍّ في لونه وجنسه، وكلٍّ
منهم أدنى من والده. والآباء، عديمو العظام،
ما كان بمقدورهم وَهْبُ الحياة لكائنات ذات
عظام. فكان نسْلهم أشباحًا، لا شكل لها ولا
عقل. لذا تسمَّى نَسْل الظل. 16.
كيف وُلِدَ البشر؟ البشريون
ذوو العقل – كيف صُنِعوا؟ لقد استعان الآباء
بنارهم التي هي النار الملتهبة في الأرض.
وروحُ الأرض استعان بالنار الشمسية. وهؤلاء
الثلاثة، وقد تضافرتْ جهودُهم، صنعوا شكلاً
جيدًا. كان بمقدوره أن ينتصب، ويمشي، ويجري،
وينحني، أو يطير. بيد أنه كان ما يزال ظلاً لا
حسَّ له. [...] 17.
كان النَّفَس في حاجة إلى
شكل؛ فوَهَبَه [إياه] الآباء. كان النَّفَس في
حاجة إلى جسم غليظ؛ فصنعتْ قالبَه الأرض. كان
النَّفَس في حاجة إلى روح الحياة؛ فنفختْها
الأرواح الشمسية في شكله. كان النَّفَس في
حاجة إلى مرآة لجسمه؛ فقالت العقول الروحانية:
"لقد وهبناه مرآتَنا." وكان النَّفَس في
حاجة إلى مركبة للرغبات؛ فقال مصرِّف المياه:
"لتكنْ له." ولكن [عندما] النَّفَسُ احتاج
إلى عقل يتَّسع للكون قال الآباء: "ليس
بمستطاعنا وَهْبُ ذاك." وقالت روحُ الأرض:
"لم يكن لي هذا قط." وقالت النار الكبرى:
"الشكل سوف يُستهلَك إذا أعطيتُه عقلي."
[...] فبقي الإنسان شبحًا خاويًا، لا حسَّ له.
[...] هكذا وَهَبَ عديمو العظام الحياةَ لِمَن
صاروا البشرَ ذوي العظام في [الذرية] الثالثة. 5 18.
كان الأولون أبناء اليوغا.
وكان أبناؤهم أولاد الأب الأصفر والأم
البيضاء. 19.
وكانت الذرية الثانية هي
الثمرة بالبرعمة والانبساط، [الذرية]
اللاجنسية من التي لا جنس لها. كذا، أيها
المريد، وُلدت الذرية الثانية. 20.
كان آباؤها والِدي أنفسهم:
والِدي أنفسهم، الظلالَ من أجسام الأرباب
الساطعة، الآباءَ، أبناء الفجر. 21.
وعندما شاخت الذرية، امتزجت
المياهُ القديمة بالمياه الحديثة. وعندما
تعكَّرتْ قطراتُها، تلاشتْ وتوارتْ في
التيار الجديد، تيارِ الحياة الساخن. وصار
ظاهر الأولى باطن الثانية. وأضحى الجناحُ
القديم الظلَّ الجديد، وظلَّ الجناح. 6 22.
عندئذٍ طوَّرتْ [الذرية]
الثانية المولودين من البيضة: [الذرية]
الثالثة. ونَضَحَ العَرَقُ، ونَمَتْ
قطراتُه، وتصلَّبتُ القطرات واستدارت.
أدفأتْها الشمس؛ والقمر برَّدها وشكَّلها؛
وغذَّتْها الريحُ حتى أينعتْ. وظلَّلتْ
البجعةُ البيضاء [الآتية] من القبة النجمية
القطرةَ الكبيرة – بيضةَ الذرية الآتية،
الإنسانَ–البجعةَ من [الذرية] الثالثة
المتأخرة: ذكر–أنثى أولاً، ثم رجل وامرأة. 23.
المولودون من أنفسهم كانوا
الظلال: ظلالاً من أجسام أبناء الفجر. لا
الماء نال منهم ولا النار. أما أبناؤهم فنعم. 7 24.
ونزل أبناءُ الحكمة، أبناءُ
الليل، مستعدين للولادة من جديد. فرأوا شكل [الذريات]
الثلاثة الأُوَل الخسيس. وقال الأرباب: "بمقدورنا
أن نختار؛ فالحكمة في حوزتنا." دخل بعضهم في
الظلال، وأطلق بعضهم الآخر الشرارة، بينما
تريَّث غيرهم حتى [الذرية] الرابعة. وبصورتهم
ملأوا مركبة الرغبة. مَن دَخَلَ منهم أضحى من
"الكُمَّل". ومن لم يتلقَّ سوى شرارة بقي
عديم المعرفة؛ [إذ] كان سطوع الشرارة ضعيفًا.
بينما بقيت [الزمرة] الثالثة عديمة العقل. لم
يكن [مبدأ] الحياة مستعدًا فيهم؛ فاستُبعِدوا
من بين السبعة، وأمسوا ضيِّقي الرأس. أما [الزمرة]
الثالثـ[ـة] فكانت مستعدة. فقال أرباب اللهب:
"في هؤلاء سوف نقيم." 25.
ماذا فعل ذوو العقول، أبناء
الحكمة؟ نبذوا المولودين من أنفسهم؛ [إذ]
كانوا غير مستعدين. وردُّوا المولودين من
العَرَق على أعقابهم؛ [إذ] ما كانوا مستعدين
بعدُ كلَّ الاستعداد. وما رغبوا في الدخول في
أوائل المولودين من البيضة. 26.
عندما نَسَلَ المولودون من
العَرَق المولودين من البيضة، المزدوجين،
ذوي البأس، الأقوياء ذوي العظام، قال أرباب
الحكمة: "الآن سوف نخلق." 27.
وأمست الذرية الثالثة
مركبةَ أرباب الحكمة. وخلقتْ "أبناءَ
الإرادة واليوغا". بالقدرة السحرية
خلقتْهم، الآباءَ القدُّوسين، أجدادَ
الكُمَّل. 8 28.
ومن قطرات العَرَق، من
بقايا الجوهر – المادةِ [المستخلَصة] من
الأجسام الميتة للبشر والحيوان من العجلة
السابقة – ومن التراب المهمَل، وُلدت
الحيوانات الأولى. 29.
حيوانات ذوات عظام، تنانين
الأغوار، وأفاعٍ طائرة أضيفت إلى الزواحف.
والزواحف على الأرض نَبَتَتْ لها أجنحة؛
والمائيات ذوات الأعناق الطويلة أمست والدة
طيور الجو. 30.
وإبان الذرية الثالثة،
نَمَتِ الحيوانات عديمات العظام وتغيرت: صارت
حيوانات ذوات عظام، وتصلَّبتْ ظلالُها. 31.
وانفصلت الحيوانات أولاً.
وجعلت تتكاثر. وانفصل الإنسان المزدوج أيضًا.
قال: "فلنتكاثر مثلها؛ فلنتجامَع وننسل
مخلوقات." وهكذا كان. 32.
وعديمو الشرارة اتَّخذوا
لهم إناثًا جَسيمات، ونَسَلوا منهن ذريات
بلهاء؛ [إذ] كانوا أنفسهم بلهًا. لكن عقدة
ألسنتهم انحلَّتْ، فيما ظلت ألسنةُ نَسْلهم
معقودة. نَسَلوا مُسوخًا: نسلاً من المسوخ
الشوهاء المغطاة بالشعر الأحمر الساعية على
أربع؛ نسلاً أبله لإبقاء العار سرًّا. 9 33.
وإذ رأت الأرواح التي لم
تبنِ الإنسان ذلك بكت قائلة: 34.
"لقد دنَّس عديمو العقل
مساكننا المقبلة. هذا كرما [عاقبة
تمنُّعنا]. فلنُقِمْ في [المساكن] الأخرى،
ولنعلِّمهم خيرًا من ذلك، لئلا يقع ما هو أسوأ.
وهكذا فعلوا. [...] 35.
عندئذٍ صار البشر أجمعين
موهوبين عقلاً. وأدركوا خطيئة عديمي العقل. 36.
وأصبحت الذرية الرابعة
ناطقة. 37.
وصار الواحد اثنين؛ وكذلك
الأحياء والزواحف التي كانت ما تزال "أحدية"
[خنثى] كلُّها، أسماكًا طائرة وأفاعيَ قوقعية
الرأس عملاقة، [صارتْ اثنينية]. 10 38.
هكذا، مثنى مثنى، في
المناطق السبع، وَلَدتْ الذريةُ الثالثة
بَشَرَ الذرية الرابعة؛ وأمسى الآلهةُ غير
إلهيين، والأرباب عديمي الربوبية. 39.
كان الأُوَل، في كلِّ
منطقة، من لون القمر؛ والثانون صُفْرٌ
كالذهب؛ والثالثون حُمْر؛ والرابعون سُمْر،
أمسوا بالمعصية سودًا. كانت الأرومات البشرية
السبع الأولى جميعًا ذات بشرة واحدة. ثم شرعت [الأرومات]
السبع اللاحقة بالتمازج. 40.
إذ ذاك تطاولتْ [الذرية]
الرابعة غرورًا. وقيل: "نحن الملوك، نحن
الآلهة." 41.
واتخذوا نساءً حسنات المرأى.
زوجات من عديمي العقل، ضيِّقي الرأس. ونسلوا
مُسوخًا: شياطين شريرة، ذكورًا وإناثًا،
وكذلك أبالسة، إناثًا ناقصات العقل. 42.
وابتنوا هياكل للجسم البشري.
وتعبَّدوا للرجال وللنساء. عندئذٍ كفَّتِ
العين الثالثة عن العمل. 11 43.
وبنوا مدنًا ضخمة. بنوها [مستعملين]
طينات ومعادن نادرة، ومن النيران المتقيَّأة
ومن حجر الجبال الأبيض والحجر الأسود، نحتوا
صورَهم على مقاسهم وصورتهم، وتعبَّدوا لها. 44.
بنوا أصنامًا عظيمة بارتفاع
تسعة ياتي [ثمانية أمتار]، بطول أجسامهم. كانت
نيران باطنة قد أبادت أرض آبائهم. والمياهُ
هدَّدت [الذرية] الرابعة. 45.
وجاءت المياه العظيمة
الأولى. وابتلعت الجزر السبع العظيمة. 46.
ونجا القديسون، بينما
هَلَكَ غير القديسين – ومعهم [هلكتْ] غالبية
الحيوانات الضخمة، التي وُلدت من عَرَق الأرض. 12 47.
ولم تبقَ إلا قلة من البشر:
بعضهم صُفْر، وبعضهم الآخر سُمْر وسود،
وبعضهم الثالث حُمْر. أما الذين بلون القمر
فقد ذهبوا إلى غير رجعة. 48.
وبقيت [الذرية] الخامسة
المولودة من السلالة المقدسة؛ وحَكَمَها
الملوك الإلهيون الأوائل. 49.
[الأفاعي] الذين عاودوا
النزول، وسالَموا [الذرية] الخامسة،
وعلَّموها وثقَّفوها. [...] ***
*** *** ترجمة:
ديمتري أفييرينوس
|
|
|