|
قيم خالدة
مقدمة إن
التقرير الذي أعدَّتْه اللجنةُ الدولية
للتربية للقرن الواحد والعشرين، التابعة
لليونسكو، والتي يترأسها جاك دولور، يعرِّف
بوضوح الركائزَ الأربعة لنمط حديث في التربية:
تعلُّم المعرفة، تعلُّم العمل، تعلُّم العيش
مع الآخرين، تعلُّم الكينونة. وفي
بيانه في العبرمناهجية، يوضح بَسَراب
نيكولسكو وجود "عبرعلاقة" بين الركائز
الأربعة لهذه المنظومة الجديدة، تستقي
جذورُها من تكويننا الذاتي كبشر (نيكولسكو:
1999). فبالفعل، إذا ما غابت كينونتنا، يمكن
لعلاقتنا بالمعرفة، وبالعمل الذي ينتج عنها،
وكذلك ارتباطنا بالآخرين، أن تُترجَم إلى
سلسلة من الحركات الأوتوماتيكية، الخالية من
الرغبة ومن المعنى. ويبدو أن الحجر الأساسي في
هذه المنظومة الجديدة، وكذلك صعوبتها،
يكمنان في قدرتنا على إشراك ذاتنا في عملية
التعلم.
عرفت الأستاذ ندره اليازجي منذ أكثر
من عقد من الزمن. انجذبت بدايةً إلى
محاضراته، التي كانت، بالنسبة لي، حضورًا مع
المعرفة والحقيقة. ثم انسقت إلى كتاباته،
ووجدت فيها مُعينًا للمعرفة والحكمة والمحبة
لا ينضب؛ تملأ قلب القارئ وعقله، وبأسلوب
علمي منهجي، تدعو إلى الانسجام مع الذات
والانفتاح على الآخر. فهو يرسم طريقًا لمن
يؤمن بالعلم والمعرفة تساعده على الوصول إلى
الطمأنينة، بعد طويل قلق وصراع مع الذات...
والآخرين. خالد قطاع
|
|
|