شبه مقدِّمة
أودُّ بدايةً أن أنوِّه إلى أنَّ هذا البحث يندرج ضمن سياق بحوثٍ أخرى
ويشكِّل متابعةً لمحاولة أو مجموعة محاولات لتقديم منظور جديد إلى
المناهج المدرسيَّة أو ما يمكن أن تكون عليه في المستقبل هذه المناهج.
ولا بدَّ لي أن أؤكِّد في المناسبة أنَّني أتناول الموضوع من منظور
عامٍّ أي أوسع من محلِّيِّ وأبعد من آنيِّ.
سبق أن قدَّمتُ على نحو خاصٍّ في الجمعيَّة الكونيَّة السُّوريَّة
محاضرَتين تصبَّان في نفس المجرى: أساليب تعليم الرِّياضيَّات
(2011) والمناهج المدرسيَّة وعلوم الفضاء (2013).
تأتي محاضرة اليوم حلقةً في سلسلةٍ يمكن أن تمتدَّ أكثر، وهي لا تحاول
على الإطلاق أن تكون مقاربةً تفرض نفسها، بقدر ما أحاول من خلالها طرح
أفكار على بساط النِّقاش والمداولة تطلُّعًا إلى الوصول لما هو أفضل.
انطلقت مهمة بلانك في العام 2009، وقامت منذ ذلك الحين بفحص السماء،
ووضع خريطة لإشعاعات الخلفية الكونية الميكروية، وكذلك بوضع خريطة
للتوهج اللاحق للانفجار العظيم المفترض الذي أدى إلى نشوء كوننا المرئي
أو المنظور. إن هذا الإشعاع القديم يقدم للعلماء القدرة على إلقاء نظرة
على الكون بعد 370000 سنة من الانفجار العظيم. ولنتذكر أن الضوء وجد
قبل هذه المرحلة ولكن تم احتجازه من قبل البلازما الحارة بما يشابه
شعلة الشمعة، التي تبرد فيما بعد وتترك الضوء حرًا.