|
تصحيح
تصورات مغلوطة شائعة عن العمل اللاعنفي ماهية العمل اللاعنفي "العمل اللاعنفي"
مصطلحٌ شامل تنضوي تحته عشراتُ طُرُق
الاحتجاج واللاتعاون والتدخل النوعية، يدير
النشطاءُ فيها جميعًا النزاعَ بعمل – أو برفض
عمل – أشياء محددة دون استعمال العنف المادي.
لذا فإن العمل اللاعنفي، بوصفه تقنية، ليس
سلبيًّا. إنه ليس القعود عن العمل. إنه عمل غير
عنيف. أما القضية مناط
الرهان فمتنوعة. فهي كثيرًا ما تكون قضية
سياسية – بين جماعات سياسية، مع حكومة أو
ضدها، أو، في مناسبات نادرة، بين حكومات (كما
في فرض حظر أو مقاومة احتلال). وقد تكون أيضًا
اقتصادية أو اجتماعية أو دينية. وأما حجم
النزاع ومستواه فمتنوعان أيضًا: فهو قد ينحصر
في حي، في مدينة، أو في قطاع معين من قطاعات
مجتمع؛ وقد يراوح في أحيان أخرى فوق منطقة
واسعة من بلد ما أو يزلزل أمةً برمتها؛ وفي
أحيان أقل، قد يشمل أكثر من بلد ومن حكومة. غير
أنه مهما تكن القضية، ومهما يكن حجم النزاع،
يبقى العمل اللاعنفي تقنيةً يستطيع بها
الناسُ الذين ينبذون السلبية والخنوع، ويرون
الصراع جوهريًّا، أن يشنوا نزاعهم من غير عنف.
فالعمل اللاعنفي ليس محاولة لتفادي النزاع أو
لتجاهُله. إنه استجابة من الاستجابات لمشكلة
كيفية التصرف في السياسة، وخصوصًا كيفية
التعاطي مع السلطة تعاطيًا فعالاً. ما ليس من ماهية العمل
اللاعنفي 1.
العمل اللاعنفي لا يمت
بصلة إلى السلبية والخنوع والجبن؛ فكما في
العمل العنيف، ينبغي أولاً نبذ هذه الثلاثة
وقهرها. 2.
لا يجوز أن يساوى بين
العمل اللاعنفي وبين الإقناع اللفظي أو
النفساني المحض، مع أن العمل اللاعنفي قد
يلجأ إلى الاستفزاز لتحريض ضغوط نفسانية من
أجل إحراز تغيير في الموقف؛ فالعمل اللاعنفي،
بدلاً من الكلمات، هو رادع وتقنية نضال تتضمن
استعمال السلطة الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية ومضارعة القوى المتنازعة. 3.
العمل اللاعنفي لا يتوقف
على افتراض أن الناس "أخيار" بطبيعتهم؛
إذ إن استعدادات الناس الكامنة لكلا "الخير"
و"الشر" مُعترَف بها، بما فيها أقاصي
القسوة وانعدام الإنسانية. 4.
ليس الناس مستعملو العمل
اللاعنفي مسالمين أو قديسين حتمًا؛ فقد مارس
العمل اللاعنفي ممارسةً ناجحةً أناسٌ "عاديون"
على الأغلب. 5.
النجاح في العمل اللاعنفي
لا يقتضي وجود معايير ومبادئ مشتركة، ولا
درجة عالية من توافُق الاهتمامات، ولا درجة
عالية من التقارب النفساني بين المجموعات
المناضلة، وإنْ كانت هذه كلها عوامل مساعدة
على هذا النجاح؛ وهذا لأنه حين تخفق الجهود في
إحداث التغيير إراديًّا، قد تُستخدَم
إجراءاتُ إكراه لاعنفي. 6.
العمل اللاعنفي ظاهرةٌ
غربية بمقدار ما هو ظاهرة شرقية على الأقل؛ لا
بل إنه، على الأرجح، غربي أكثر منه شرقيًّا
إذا أخذ المرء بالحسبان الاستعمال الواسع
الانتشار للإضراب والمقاطعة في الحركة
العمالية والصراعات اللاتعاونية للجنسيات
المستتبَعة. 7.
ليس في العمل اللاعنفي أي
افتراض بأن الخصم سوف يحجم عن استعمال العنف
ضد النشطاء اللاعنفيين؛ ذلك أن التقنية
مصمَّمة بحيث تتصدى للعنف عند الاقتضاء. 8.
ليس في العمل اللاعنفي
شيء يحول دون استعماله في سبيل قضايا "صالحة"
وقضايا "طالحة"، مع أن العواقب
الاجتماعية لاستعماله في سبيل قضية "طالحة"
قد تختلف اختلافًا لا يستهان به عن عواقب
العنف المستعمَل في سبيل القضية نفسها. 9.
لا ينحصر العمل اللاعنفي
في النزاعات المحلِّية ضمن منظومة
ديموقراطية؛ فقد استُعمِل على نطاق واسع ضد
أنظمة دكتاتورية واحتلالات أجنبية وحتى ضد
منظومات توتاليتارية. 10.لا يستغرق العمل اللاعنفي
دومًا وقتًا أطول للفوز بالنصر مما قد يستغرق
الكفاحُ العنيف. ففي حالات متنوعة فاز
الكفاحُ اللاعنفي بأهداف في وقت قصير جدًّا
لا يتجاوز بضعة أيام. فالزمن اللازم للفوز
بالنصر يتوقف على عوامل متنوعة – على قوة
النشطاء اللاعنفيين في المقام الأول. ***
*** *** ترجمة: ديمتري
أڤييرينوس |
|
|