ممَّا لا
شكَّ فيه أن الحضارة المعاصرة تعاني من أزمات
فكرية وروحية شديدة وخانقة، مبعثُها انغماسُ
الفرد في معيشة مادية بحتة تخلو من مقوِّمات
الحياة السليمة وتفتقر إلى الكثير من القيم
الأخلاقية والمعايير الإنسانية العادلة.
ومما لا شكَّ فيه أيضًا أن هذا الانحدار على
المستوى الدنيوي ما هو إلا نتيجة متوقَّعة
للهوَّة السحيقة التي عمَّقها الإنسان بينه
وبين نهج ديني سليم بمستطاعه أن يقوده نحو
حياة روحية ومادية مثلى.
"العين الثالثة"
للفقاريات تشكُّل مخِّي شديد الحساسية
للضوء، لكنه خلافًا للعينين "الحقيقيتين"
– وهما كذلك متفرعتان عن المخِّ مباشرة –
يبدو للوهلة الأولى غير معني بالإبصار.
يُطلِق البيولوجيون على هذا التشكُّل أسماء
مختلفة من نحو الصنوبرة أو حتى "العين"
الصنوبرية أو الغدة الصنوبرية epiphysis للمخ. وإن دراسة
المحفوظات الأحفورية والأنواع الحالية تشير
إلى أن الصنوبرة، بدءًا من الفقاريات
البدائية وانتهاءً بالإنسان، إنما هي تبرعم
ينشأ عن المخ عند سقف الدماغ الأوسط diencephalic
ceiling.
وهو، مغطًى كان بجدار الجمجمة أم لم يكن، يبقى
حساسًا للضوء، مباشرة في غير الثدييات أو
على نحو غير مباشر في الثدييات.
*****