|
اللاعنف والمقاومةNonviolence and resistance
يجمع المسلمون على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بذكرى مولده، وكذلك لم يفعل أصحابه والتابعون والأئمة والسلف الصالح. وجميل أن تكون الاحتفالات من باب عمل الصالحات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وأن نذكر بعضنا بعضًا برسالة السماء التي أنزلها الخالق سبحانه وتعالى على صاحب الذكرى، وذلك لأننا مهما أوتينا من علم وفصاحة وبيان، فإن كل احتفالاتنا ومقالاتنا لن تضيف شيئًا إلى من اصطفاه الله تبارك وتعالى ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن وصفه: "وإنك لعلى خلق عظيم". ومن رفع ذكره: "ورفعنا لك ذكرك". ولقاء الدعاة، وغيرهم من المواطنين، في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم فيه كثير من الخير والبركة، ويمنحنا فرصة للحوار لتكون الدعوة أكثر قوة وأطيب ثمارًا، ولنتخلص من كثير من السلبيات على امتداد وطن العرب وبلاد المسلمين، ومن أشدها خطرًا معايير تدين تسللت خلال العقود الثلاثة الماضية إلى كثير من شبابنا الطيبين ودعاتنا المخلصين. معايير استبدلت السماحة بالتعصب، والنزعة الإنسانية بالقبلية، والرسالة العالمية بانتماء حزبي، والدعوة بالقدوة الحسنة بالعمل السري والعنيف، والكلمة الطيبة بالتكفير والتخوين.
لقد تلقيت رسالتك المثيرة للاهتمام، ويُسعدني الردُّ عليها. إنك تقول، أولاً، إنَّ الأنانية المفهومة بشكل صحيح خيرٌ للجميع، وإنَّ البشر سوف يعون هذه الحقيقة بسرعة مع انهيار البنيان القديم. وما إن يعي البشر الحقيقة حتى يحلَّ الخير العام. وتقول، ثانيًا، إنَّ العقل البشري قادر على ابتكار شروط للعيش المشترك لا تضرُّ فيها أنانية أحد الأشخاص بشخص آخر. وثالثًا، تقول إنَّه، في ظلِّ شروط العيش المشترك المبتكرة هذه، قد يكون هناك مكان، حسب تعبيرك، لعنصر الإكراه إلى حدٍّ ما، أي إنَّ البشر، لكي يُحقِّقوا متطلبات النظام الأفضل المبتكر من قِبل المنظِّرين، يمكنهم ويجب عليهم استخدام العنف.
عند الحديث عن العنف الرجالي ضد النساء، تتبادر إلى الذهن صور نمطية عن الرجل العنيف وعن المرأة المعنفة. صور ترى في الرجل العنيف رجلاً سكيرًا، غير متوازن نفسيًا، مهمشًا (اجتماعيًا) أو فقيرًا... وترى في المرأة المعنفة امرأة مازوخية، عديمة الإرادة، غير متعلمة... آن الأوان لتعرية هذه الصور النمطية المسبقة التي تختزل العنف الرجالي ضد النساء في العنف الفيزيقي (الضرب) والتي تجعل من العنف الرجالي مجرد حالات استثنائية شاذة تقع من حين إلى آخر. 1. أنواع العنف الرجالي: بادئ ذي بدء، لا بدَّ من التمييز بين خمسة أنواع من العنف هي: العنف الفيزيقي، العنف الجنسي، العنف النفسي، العنف الاقتصادي، العنف الثقافي. يحيل العنف الفيزيقي على الضرب والجرح والكسر والمنع من الخروج. إنه الوجه الأكثر انتشارًا من العنف الرجالي، والذي يترك آثارًا واضحة على جسم المرأة. وبإمكانه إحداث عاهات مستدامة للمرأة المعنفة.
نحن في فيتنام، نجازف إلى حدٍّ كبير حين ننشر قصائد مناهضة للحرب. فقد تمَّ اعتقال ونفي البوذيين الذين احتجوا على الحرب، وهم يُقتَلون الآن في "دانانغ". وبسبب هذه المخاطرة الكبيرة، أحجم البوذيون الذين تظاهروا في فصل الربيع، عن التأييد الصريح لإنهاء الحرب عبر المفاوضات؛ وعوضًا عن ذلك، دعوا إلى انتخابات وإلى نظام ديمقراطي. إننا في مأزق يَصعُب التعامل معه: إن دعونا صراحة إلى السلام، فسوف نصنَّف مع الشيوعيين، وستجري محاولة قمعنا من قبل الحكومة؛ وإذا انتقدنا الشيوعيين، فسنجد أنفسنا في صفِّ أولئك الفيتناميين الذين كانوا يقومون منذ سنوات بالدعاية لصالح الأمريكيين، والذين شوِّه خطابهم واتسخ لأنهم كانوا مستأجَرين لنشره. فلكي تكون مناهضًا للشيوعية بصورة مشرِّفة، عليك أن تبقى صامتًا، وبسبب صمتنا وصفنا بالسذاجة لأننا لا ندرك ما تمثله الشيوعية من خطر. لكننا لسنا كذلك. فنحن واعون تمامًا للقيود المفروضة على البوذية في الشمال. كما درسنا ما حدث في الصين. ونعلم أن لا مكان للروحانية في قلب الماركسية. ونحن على استعداد لخوض غمار صراع سياسي سلمي مع الشيوعيين، لكن فقط إذا كان ممكنًا إيقاف ذلك الدمار الذي تخلِّفه الحرب. ونحن على ثقة بأن الفيتناميين الجنوبيين قادرين على حماية أنفسهم من الهيمنة الشيوعية إن سُمِح لهم بممارسة حياتهم السياسية بسلام.
نظرًا للوضع اللامتعادل وضمن معنى اللامساواة هذا، والذي يسود بين المعلِّم والتلميذ، لا يمكن لعلاقتهما ألاَّ تكونَ نزاعية. إن مسؤولية عدم إلغاء هذه النزاعات من خلال الحصول على خضوع الطفل مهما كلَّف الثمن تقع على عاتق الراشد. مع ذلك، لا يجوز لتربية مسؤولة أن تقوم على عدم توجيه شبيهٍ بإباحة مطْلَقة. ينبغي على المدرِّس، أمام النزاعات، ألاَّ يختار بين الإباحة الكلِّية والمعاقبة الكلِّية. فكلا الخيارين يُظهِر نقصًا في السلطان. وفي كلا الحالتين يفقد المدرِّسُ اعتبارَه. فيصبح عاجزًا عن أن يُسمَع ويُحترَم. وسرعان ما يصبح جو الصف لا يطاق. فكلا الطريقتين تؤدي بالمدرسين إلى طريق مسدود. ويخسر الجميع. ينبغي على المربِّي أن يبحث عن حل بَنَّاء للنزاعات الحاصلة بترك مكان لحاجات الطفل ومطالبه وبمساعدته على الثقة بنفسه. فإعطاء الطفل الثقةَ بنفسه ليس غايةَ التربية فحسب، وإنما وسيلتها أيضًا. إن الحل الإيجابي لأي نزاع ينطوي على مشاركة الطرفين، على تعاون.
|
|
|