أسطورة
حزيران وتموز
2016
June and
July
|
هل
خرج العبرانيون من مصر؟ سؤال ربما لن نستطيع الإجابة عليه بدرجة كافية من
اليقين. فنحن إذا قبلنا بالمطابقة بين العابيرو والعبران لخرجنا بنتيجة تبدو
منطقية، وهي إن جماعة من العابيرو قد وفدت أو استُقدمت إلى مصر كيَدٍ عاملة
مأجورة، وعندما انتهت الحاجة إليها جرى تهجيرها إلى مواطنها الأصلية تلافيًا
لما يمكن أن يسببه وجود جماعات أجنبية عاطلة عن العمل من مشاكل اجتماعية. وقد
أوردنا في بحث سابق عددًا من النصوص المصرية التي تؤكد وجود العابيرو في مصر
تعمل على المشاريع العمرانية أو في الأراضي الزراعية - وهذه النصوص ترجع إلى
الفترة ما بين 1350 و1250 ق.م، أي إلى العصر المفترض للخروج. ولكن الشيء الذي
نستطيع توكيده في ظل الوضع الراهن لمعلوماتنا التاريخية والأركيولوجية، هو أن
الخروج لم يحصل بالطريقة ولا في الزمن الموصوفين في الرواية التوراتية. وفي هذا
الخصوص يقول الباحث ناحوم م. سارنا، وهو مؤرخ وباحث يهودي ما يلي:
لهذه
الشعيرة نموذج مثالي معروف محفوظ جيدًا هو (RS
1.002)
بينما هاهنا نموذج آخر (RS
17.100A+B)
محفوظ على نحو يكفي لبيان أنه قد كان في أداء الشعيرة اختلافات ذات شأن. هاهنا
أربع كسر أصغر من أن تحتوي على معلومات ذات مغزى في ما يتعلق بتنوعات في
الشعيرة (RS 24.270A, RS
24.270B, RS 24.650B, RS 24.652G+K).
ومع أننا قد حكمنا على هذه النماذج الأخرى من نمط النص بأنها أكثر تكسيرًا من
أن تُضمَّن هاهنا، فإنها ليست مما لا يستحق الاهتمام. إن الكبر النسبي لعدد
النصوص التي تعكس ما هو، من جهة أهم الأمور، نفس المنسك، إنه شيء عديم النظير
في أوغاريت، علمًا بأن انتشار موقع اللقى وخطوط الكَتَبَة (وجدت النصوص في ما
يدعى بمكتبة الكاهن الأكبر على الأكروبوليس، وفي القصر الملكي، وفي منزل كاهن
العِرافة في الجانب الجنوبي من التل) يبيِّن أن النصوص لم تكن نتاجًا لمدرسة
واحدة.
|
| |
|