عبر
العصور بحث الإنسان عن شيء ما أبعد من ذاته نفسها، وأبعد من هنائه المادي
–
شيء ما يمكن تسميته "الحقيقة"، "الله"، أو "الواقع"، حالة
لا زمنية
–
أمر ليس ممكنًا تشويشه من خلال الظروف، أو الفكر، أو الفساد
الإنساني.
يتساءل الإنسان دائمًا: ما الغاية من هذا كله؟ هل للحياة معنى؟ وهو يرى فوضى
هائلة تسيطر على حياته، الأعمال الوحشية، والثورات، والحروب، والانقسامات غير
المنتهية التي نراها جلية في الأديان، والأيديولوجيات، والقوميات. ويسأل
الإنسان بشعور عميق من الإحباط، ماذا عليه أن يفعل، وما هو ذلك الشيء الذي
يُدعَى "عيش"، وفيما إذا كان يوجد شيء ما أبعد من حدوده هو نفسه؟
ومع عدم قدرته على العثور على ذلك الشيء الذي هو من دون اسم، وبألف اسم إن صح
التعبير، ذلك الشيء الذي ما انفك يبحث عنه، يغرس الإنسان في نفسه الإيمان -
الإيمان بمخلِّص أو بمثال - ذلك الإيمان الذي يُوَلِّد العنف على نحوٍ لا
تبدُّلَ فيه.