أسطورة

حزيران 2014

June 2014

 

 

حزيران 2014

السومرية

SUMERIAN

آلان إف. ألفورد

Alan F. Alford

قبل زُهاء ستة آلاف عام، ظهر شعب غامض من عباءة مجاهل ما قبل التاريخ، وبدأ ببناء المدن الرائعة في السهل الخصب الواقع ما بين نهري دجلة والفرات (وهي منطقة تعادل مساحتها تقريبًا مساحة العراق في العصر الحديث). وكانت مدن إريدو، وأور، ولاغاش، وأوروك، وشوروباك، ونيبور، وكيش، وسيبار هي مدن السومريين، وكانت تُعرف المنطقة برمتها باسم سومر، ولاحقًا بالاسم الإغريقي "بلاد الرافدين" الذي يعني (الأرض) الواقعة ما بين النهرين.

أطلق السومريون ثورة تكنولوجية في مجالات متعددة مثل الزراعة، والتجارة، والرياضيات، والهندسة المعمارية وعلم المعادن. ومنذ منتصف الألفية الرابعة قبل الميلاد، بدأ هذا الشعب الرائع بوضع صيغ متطورة للحكومة، وإقامة أقدم المؤسسات الاجتماعية المعروفة، مثل المدارس والمحاكم. والأهم من ذلك، أن السومريين اخترعوا الكتابة حوالي العام 3300 قبل الميلاد، بادئ ذي بدء على شكل صور (الكتابة التصويرية)، ولكن في وقت لاحق بنمط يعرف باسم المسمارية – وهو نظام غريب من الإشارات على شكل وتد، كانت تُدمغ في ألواح طينية باستخدام أداة تسمى المِرْقَم.

 

حزيران 2014

مدخل إلى نصوص الشرق القديم: هبوط عشتار إلى العالم الأسفل

فراس السواح

في أسطورة هبوط إنانا السومرية، وجدنا أن الإلهة إنانا قررت دون سبب واضح النزول إلى العالم الأسفل، حيث تحولت إلى جثة معلقة على وتد؛ ولم تفلح في العودة إلى الحياة إلا بمعونة الإله إنكي. ولكن صعودها إلى العالم الأعلى كان يتطلب وفق شرائع العالم الأسفل أن ترسل إلى الموت بديلاً عنها يحل محلها، وكان أن أرسلت زوجها دوموزي الذي لم يراعِ طقوس الحداد عليها، ولم يظهر لهفة لاستقبالها. تسير أسطورة هبوط عشتار البابلية على خطى أسطورة هبوط إنانا في خطوطها العامة ومعظم تفاصيلها، حتى إن النص البابلي يقتبس حرفيًا الكثير من مقاطع النص السومري. ولكن النص البابلي أقصر بكثير، وهو يتجاوز الكثير من التفاصيل، ولا يزيد عدد سطوره عن الـ 120 سطرًا بينما بلغ عدد سطور النص السومري نحو 410 سطرًا، وهنالك فارق أساسي بين النصين تكشف عنه نهاية أسطورة هبوط عشتار، حيث نفهم أن هبوط الإلهة إلى العالم الأسفل كان يهدف إلى تحرير زوجها الأسير هناك. فنحن والحالة هذه أمام لاهوتين مختلفين، وتصورات ميثولوجية مختلفة. وفي النص البابلي هنالك شخصية أساسية غائبة هي شخصية ننشوبور وزير الإلهة إنانا الذي لعب دورًا مهمًا في استعادتها إلى الحياة، عندما مضى بعد انقضاء ثلاثة أيام على غيابها إلى مجمع الآلهة فبكى أمامهم طالبًا معونتهم على إعادة سيدته إلى الحياة، فلم يستجب له إلا إنكي. وقد حل محله هنا بابسوكال المدعو بوزير الآلهة الكبار الذي يُختصر دوره إلى الحد الأدنى. وفي مقابل الكائنين الذين يصنعهما إنكي ويرسلهما لفك قيود إنانا في النص السومري، فإن إنكي في النص البابلي يصنع مخلوقًا خصيًا على غاية من الجمال ويبعث به إلى العالم الأسفل لكي تعجب به إريشكيجال وتعده بأن تلبي له أي رغبة يطلبها. عُثر على أكثر من نسخة لهذا النص في مناطق بابل وآشور، وجميعها تعود إلى النصف الثاني من الألف الثاني ق.م، إضافةً إلى نسخة مكتبة آشور بانيبال المعتمدة في هذه الترجمة.

 

 

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني