|
اللاعنف والمقاومةNonviolence and resistance
ليست مقاومة إغراء حمل السلاح ضد دكتاتور مستبد مجرد واجب أخلاقي يتوجب الالتزام به، إنها أيضًا الطريقة الأفضل لتحقيق النصر. المقاومة السلمية وسيلة مثيرة للإعجاب، إلا أنها ليست بالضرورة فعالة هذا ليس صحيحًا تمامًا. ففي اللحظة الجيوسياسية الراهنة التي نمر بها، قد يبدو من الصعب اعتبار المقاومة السلمية أكثر فعالية في الإطاحة بدكتاتور مستبد من المقاومة المسلحة. لقد أوشك المتمردون المسلحون في لبيبا، تدعمهم الضربات الجوية لقوات حلف الشمال الأطلسي، على إنهاء أربعة عقود من الحكم الاستبدادي للزعيم الليبي معمر القذافي. وفي الوقت ذاته، وإلى الشرق قليلاً من ليبيا، قتل الرئيس السوري بشار الأسد دون أن يخضع للمحاسبة أكثر من 2200 شخصًا خرجوا ضمن تظاهرات، كانت في غالبيتها سلمية، للإطاحة بحكم استبدت به عائلته لعقود طويلة.
روي عن البوذا أنه أوقف يومًا حربًا بين ملكين تنازعا على حق الاستفادة من مياه نهرٍ من خلال سؤال طرحه عليهما: أيهما أغلى، الدم أم الماء؟". هل من سبيل لكي يستفيد الناس العاديون من حكمة كهذه – ومن شجاعة كهذه – لوضع الحروب التي نخوضها اليوم حول النفط أو الماء أو الهوية موضع المساءلة؟ المهاتما غاندي آمن بهذه الحكمة، وأنشأ فرقًا من المدنيين باسم (شانتي سينا) أو "جيش السلام" فأرسل عناصره إلى جميع مناطق الهند لدرء أعمال الشغب وتقديم بدائل سلمية للناس. على مدى السنوات الـ 25 الماضية دأب نشطاء السلام على زيارة المناطق التي تشهد أعمال عنف أملاً منهم في إحلال قدر من السلام بين المتنازعين، والمساهمة في حماية الناس، ونشر ثقافة قدسية الحياة في مناطق الخطر. وعوضًا عن استخدام التهديد والقوة، يوظف هؤلاء استراتيجيات عديدة مثل المرافقة المعنوية للناس، التواجد معهم للحماية، المساهمة في مراقبة الحملات الانتخابية، وإنشاء مناطق أمان محايدة، وفي الحالات القصوى قد يلجؤون إلى التدخل جسديًا بين الأطراف المتنازعة، تمامًا كما فعل البوذا مع الملكين الغاضبين في الهند القديمة.
بينما كان غاندي يهتمُّ بمصير المنبوذين، كان من المفروض أنْ تستمرَّ حملةُ العصيان المدني. إلاَّ أنَّ نائب الملك غيرُ مستاء من رؤية سجينه يصبُّ اهتمامَ الهنود على مسألة النبذ الاجتماعي التي لا تهمُّ في المحصِّلة بريطانيا العظمى بصورة مباشرة. فأبرقَ إلى لندن بتاريخ 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1932 يقول: يبدو من الثابت تمامًا أنَّ غاندي ينوي تكريسَ نفسِه لقضية المنبوذين حصرًا وأنَّ العصيان المدني لا بدَّ أنه انتقلَ إلى المرتبة الثانوية. هذا التطوُّرُ في الموقف يناسبنا جدًا، ولا أودُّ فِعْلَ أيِّ شيء للحيلولة دون ذلك. ولم يعُدْ أعضاءُ حزبِ المؤتمر والمؤيِّدون، من جهتهم، يعرفون جيدًا أيةَ استراتيجية يطبِّقون. وعلى الرغم من عدم وجود أي تعارُض بين النضال ضدَّ النبذ الاجتماعي وبين العصيان المدني فإنَّ قادة حزب المؤتمر قد وجدوا صعوباتٍ حقيقيةً في التوفيق بينهما، بل في ربط أحدهما بالآخر.
ريد: حسنًا، إذًا أنتِ من دعاة السلام! ماذا كنت لتفعلي لو حاول شخص ما، فلنقل، التهجم على جدتك؟ جوان بايث: مهاجمة جدتي العجوز المسكينة؟ فريد: نعم، أنت جالسة في غرفة مع جدتك وهناك رجل على وشك مهاجمتها، وأنت واقفة هناك. ماذا كنت ستفعلين؟ ج. ب.: كنت سأصيح ثلاث مرات: "تعيش جدتي" ثم أغادر الغرفة. فريد: لا، جديًا، ولنقل أنه كان يحمل سلاحًا وكان على وشك إطلاق النار عليها. هل ستطلقين النار عليه أولاً؟ ج. ب.: وهل أحمل أنا أيضًا سلاحًا؟
|
|
|