طبابة بديلة
|
|
|
حزيران
2013
June 2013
|
في هذا الإصدار
|
|
حقيقة ووهم
أشَرتُ في نهاية النص حول أنماط الطبع، إلى أن هذه
الأنماط عليها البقاء كسِتارَة خلفية بالنسبة للمُعالِج عندما يكون على تواصل مع
مريضِه. ففي المستوى الأول، تؤخذ بعين الاعتبار الحالَة النوعية لحياة المريض. وهذا
يتضمَّن الشكاوَى التي يعاني منها في الوقت الراهِن، والطريقة التي يرى الشخص فيها
نفسَه في العالَم (كيف يقيِّم العلاقة بين شخصيتِه وصعوباتِه)، إلى أية درجة
يتَّصِل مع جسده (مستوى إدراك توتراته العضلية التي من الممكن أن تساهِم في مشكلته
الشخصية)، وما هي توقعاته من العلاج، وفي كل لحظة، كيف يقيِّم علاقتَه مع المعالِج
طالما أنه كائن إنساني آخَر. تتمركز البؤرة الأولية حول أهداف الشخص ضمن الواقِع.
ويجِبُ أن أضيف على ألا تُفقَد رؤيةُ هذا الجانِب البته، خصوصًا خلالَ مُدَّةِ
العِلاج، وذلك على الرغم من كونِه متوسِّعٌ بشكلٍ مستمر وفقًا لما يتمُّ من
استقصاءات حوْلَ جوانِب حياته الشخصية أكثر فأكثر.
على الرغم أن البؤرة الأولية يجِب أن تنعكِس على
الحقيقة، فأنا أعتبِرها توجُّهًا ثانيًا، ثانيًا بالمعنى الزمني، أي أنَّ توجُّه
الشخص ضمن الحقيقة يتطور شيئًا فشيئًا، وفقًا لمتاخمتِه حدود النضج، وبمقدار ما
يكون التوجُّه نحوَ اللذة حاضِرًا منذ بداية حياتِه. وبقدر ما يكون توجُّه الفرد
ضمن الحقيقة أفضَل فسوف تُشبِع أفعالُه حاجاتِه للذَّة بشكلٍ أكثر فعالية. ففي رأيي
إنه أمرٌ لا يُعقَل بأن يتوصَّل أحدٌ ما لبلوغ اللذة، والإشباع، وتحقيق ما يرغَب
بلَهفةٍ كبيرة، في حين أنه خارج واقعه الخاص.