|
الخالقُ الآخرُ
هذا مقطع من قصيدة "الخالق الآخر" المنشورة في ديوان إلياس الفاضل تحت سماء آسيا الصادر في العام 1970. إلياس الفاضل، الشاب السوري المتفوق برقيِّه، ككلِّ الذين جاؤوا إلى دمشقَ وبيروتَ من القرى البعيدة في خمسينيات القرن المنصرم وستينياته: أرادوا تغييرَ العالم بالشعر وبالحلم النبيل، قبل أن يَكُرَّ الموتُ كنزةَ أعمارهم. ولمن لا يذكر، ولا يريد لأحد أن يذكر، تجمَّع هاهنا، في دمشقَ تلك الأيام، كثرٌ، منهم: سليمان عواد، محمد الماغوط، إلياس الفاضل، إسماعيل عامود، محمد مصطفى بدوي – خمس أفراس حمرَ، أتذكَّرهم لأنني أحلم بأسلاف وآباء شعريين، كي تكون لنا، ولمدينتنا، ذاكرةٌ شعريةٌ لا يعلو عليها صوت، ولا يخطفها ضبابُ النسيان... إلياس الفاضل، الشاب السوري المتفوق برقيِّه، أسَّس في العام 1968 "دار الأجيال للطباعة والنشر"، فأدارها باقتدارِ وحدسِ شاعرٍ يحترم شعرَ الآخرين ويحبه. فمن أجله، ومن أجل أسلافنا الشعريين وذاكرة مدينتنا، نتذكر أن إلياس الفاضل و"دار أجياله" أصدرت: - صهيل الرياح الخرساء لفايز خضور - البعد الخامس لمحمد مصطفى بدوي - حبر الإعدام لسنية صالح - وثائق باطنية عن الخوف والتماثيل لنزيه أبو عفش - الجوع والضيف لمحمد عمران ما أعرفه أيضًا عن "ظلال" إلياس الفاضل الشخصية أنه غادر دمشق إلى بيروت في الستينيات بسبب "الغلاظات" التي لاحقت كلَّ وأيَّ سوري قومي اجتماعي آنذاك. شعريًّا، أعاد إلياس الفاضل طبع أعماله الكاملة بعد عودته من مغتربه الكويتي. وقد نشرها – وهو الناشر المحترف – دون أن يشير إلى تاريخ الطبعة الأولى من كلِّ ديوان، في أبلغ إشارة منه إلى أنْ لا زمن للشعر لأنه زمن لكلِّ الأزمنة. جبران سعد[1] دمشق الشام، تشرين الثاني 2006 * * *
الخالقُ الآخرُ
وأنا أطوي جناحَيَّ *** *** *** [1] شاعر سوري/لبناني، صدر له أشعار و"23" قصيدة واحدة (1998)، نشر في معابر وغيرها من الدوريات، ويهيئ حاليًّا لإصدار عدة أنثولوجيات من الشعر السوري واللبناني المعاصر. |
|
|