إيكولوجيا عميقة
|
|
تموز
2007
July 2007
|
في هذا الإصدار
|
|
مع
تكاثُر التهديدات بانفجار
العنف في منطقتنا والعالم، مع تفوق إمكانات
تصعيد الصراع على إمكانات تشجيع الحوار، ومع
تعزيز احتمالات نشوب الحروب وتفاقُم القتل
والاقتتال والموت، بطريقة مباشرة أو غير
مباشرة، تبدو الأسئلةُ القديمةُ عن معنى
الحياة والوجود مبررة جدًّا – من جديد.
لطالما تحاشيت
الخوض في الحديث عن المرأة وعن كلِّ ما يتعلق
بها من موضوعات، خصوصًا في سياق ما يُطرَح
حولها من أمور تبدو وكأنها لا تخص كائنًا
غيرها، مثل: "الحرية"، "المساواة"،
"الحقوق"، وغيرها من المواضيع التي تعج
بها الكتب والشاشات والبرامج والمؤتمرات
والندوات، التي غالبًا ما تُرفَع فيها
شعاراتٌ مؤدلَجة وتوضع أخرى في أتون محموم،
إنْ دلَّ على شيء فإنه يدل، بالدرجة الأولى،
على مدى الفوضى الفكرية التي نعيشها، على
غياب الوضوح المنهجي، وعلى انعدام الأسُس
البنيوية لعلاج الظواهر الحياتية، كما يدل
على أن مفهوم الكائن الإنساني الحر، المبدع،
مازال بعيدًا عنا كل البعد.
يقول
مثلٌ صيني: "ملعون مَن يعيش في أزمنة
التغيرات"، ويترَجم أحيانًا إلى: "ملعون
مَن يعيش في أزمنة مشوقة". وهذه حالنا
اليوم: في مثل هذه "الأزمنة المشوقة"
نعيش. لقد حدثت تغيراتٌ كبرى وإعادةُ
اصطفافات حاسمة نُصْب أعيننا. ويبدو أن شبح
الشيوعية لم يعد يطارد العالم الرأسمالي؛
فعلى العكس، أحرزت الرأسمالية نصرًا بارعًا
على الشيوعية في معركة التفوق الاجتماعي
بينهما.
|