|
قيم خالدة
ها نحن
بعيدون عن كلِّ إمپريالية. يضم مفهومُ "حقوق
الإنسان"، من الآن فصاعدًا، سائر القواعد
القانونية – غير القابلة للانفصال
والمتزايدة باستمرار – التي تنظِّم
الممارسةَ الفاعلة لهذه الحقوق. فوراء الحق
في الحياة والأمن، وحرية التصرف في الممتلكات
الخاصة، والحق في المساواة أمام القانون، وفي
حرية الفكر والتعبير، وفي التعليم والمشاركة
في السلطة السياسية، هناك الحقوق الأخرى كلها
التي تكمِّلها أو تجعل تطبيقَها ممكنًا: الحق
في الحياة والسعادة، وفي العمل والراحة، وفي
المسكن وحرية التنقل، إلخ. لكن أيضًا، وراء
هذا كلِّه، الحق في التصدِّي للاستغلال الذي
يمارسه رأسُ المال – الحقوق النقابية –
وصولاً إلى الحقِّ في الترقِّي الاجتماعي،
وفي تحسين ظروف عيش الإنسان، – سواء كان
تحسينًا طوباويًّا أو مسيحانيًّا، – والحق
في الإيديولوجيا وفي النضال من أجل حصول
الإنسان على حقوقه كاملة، وفي تأمين الظروف
السياسية لهذا النضال.
يهدف هذا البحث، الذي يتمثل في مقولة حضارية تنضوي تحت عنوان "الحوار"، إلى تأسيس بنية عقلية منفتحة ومكوِّنة تصلح لإجراء حوار بين أبناء وبنات الإنسان، متجاوزةً الأُطُر المحدودة والمناهج أحادية البُعد التي أشرطت العقل والنفس، فحالت دون تطويرهما والسموِّ بهما إلى مستويات مثالية، وأدَّتْ إلى عدم تحقيق المغزى المضمون في الوجود وإلى إسقاط المعنى والقيمة الكامنين في الحياة.
|
|
|