|
|
تموز 2004
|
في هذا
الإصدار
|
|
|
يطرح
موضوع تدريس الرياضيات نفسه في كلِّ وقت وفي
كلِّ مكان، بدءًا من أسبق البلدان في التقدم
العلمي وحتى أقلها نصيبًا منه.
هل المطلوب هو تعليم الرياضيات
في إطار تسهيل الاندماج في المجتمع؟ أم أن
علينا أن نتساءل عن أية رياضيات يجب أن
تدرَّس، وبأي أسلوب، وضمن أيِّ اعتبار
للصرامة الرياضية؟ هل يجب إعداد الطفل، منذ
البداية، للمادة التي يجب أن يعرفها إذا كان
سيختص فيما بعد في مجال الرياضيات، أم يجب
تدريبه فحسب على التفكير رياضيًّا بشكل سليم؟
– على أن يستوعب المعلومات، أم – بالأحرى،
وبدرجة أكبر – على تعلُّم فنِّ التفكير؟
لا نستطيع الإجابة على أيِّ
سؤال من هذه الأسئلة إنْ لم نناقش موضوع
الأهداف التي نرجو بلوغها من هذا التعليم.
هكذا يختلف المنظور الذي نطرح من خلاله موضوع
تعليم الرياضيات باختلاف رؤيتنا للرياضيات
نفسها، وباختلاف الغرض الذي نرجو بلوغه من
خلال هذا التعليم. لذا أبدأ حديثي حول طبيعة
الرياضيات، فأرى أن الرياضيات هي مجموعة من
المعارف والمعلومات، وأن الرياضيات هي لغة
عالمية، وأن الرياضيات هي رياضة ذهنية، وأن
الرياضيات هي علم وفن.
أود، بادئ ذي بدء، أن
أشكر السيد العميد جرجورة حردان على دعوته
الودودة لي إلى هذا الحدث الهام: الاحتفال
بالذكرى الـ25 لتأسيس كلِّية الآداب والعلوم
الإنسانية. كما يطيب لي أن أتكلَّم من هذا
المنبر العالي من منابر الثقافة في لبنان،
حيث دافع صديقي، الشاعر العظيم أدونيس، عن
أطروحة الدكتوراه في الآداب. ولقد اقترح
عليَّ البروفيسور حردان أن أتكلَّم على
التفاعل المعاصر بين العلوم المضبوطة
والعلوم الإنسانية.
مستمرة...
|