أسطورة
كانون الثاني
2017
January
|
لقد
توصل النقد النصي لسفر القضاة منذ وقت مبكر إلى أن أحداث هذا السفر قد جرت في
منطقة المرتفعات (أو الهضاب) المركزية فيما بين وادي يزرعيل (أو مرج ابن عامر)
في جنوب الجليل وبيت إيل الواقعة على مسافة قصيرة إلى الشمال من أورشليم، وهي
المنطقة التي قامت عليها فيما بعد مملكة إسرائيل – السامرة. والصورة التي
ترسمها هذه الأحداث لمجتمع ذلك العصر، هي صورة مجتمع زراعي رعوي يقوم على
اقتصاد الأسرة والقرية الصغيرة. ونظرًا لعدم وجود المدن الكبرى التي طورت
مجتمعًا حضريًا مركبًا، فإن السلطة السياسية المركزية التي تجمع هذه القرى في
بنية سياسية واحدة كانت غائبة، والولاءات السياسية كانت تقف عند مستوى العشيرة
ونادرًا ما تعدتها إلى مستوى القبيلة التي لم تتمتع إلا بحضور نظري. من هنا فقد
كان من الصعب جمع كلمة القبائل وتوحيدها في وجه الأخطار الخارجية. يُضاف إلى
ذلك أن القبيلة لم تكن تتمتع بكيان سياسي واضح، ونحن لا نسمع عن شيخ أو رئيس
لهذه القبيلة أو تلك وإنما عن "شيوخ القبيلة" وهو تعبير فضفاض لا يتضمن معنى
السلطة. فربما كان هؤلاء الشيوخ هم الأكثر ثراءً أو الأرفع قدرًا وربما كانوا
الأكبر سنًا. نقرأ في قصة يفتاح الجلعادي على سبيل المثال: "فلما حارب بنو عمون
إسرائيل، انطلق شيوخ جلعاد ليأتوا بيفتاح من أرض طوب...الخ." (القضاة 11: 5 –
8).
|
| |
|