|
أسطورة
سؤال: ما هي أبعاد بحثك والغاية التي تهدف إلى تحقيقها؟ جواب: يقع موضوع سرّانية الأسطورة ونظرية الأدوار في ثلاثة أقسام متداخلة ومتّصلة، هي: - أولاً: أساطير الطوفان العالمية المتنوعة. - ثانيًا: الأصول الأسطورية الواحدة المعبّرة، عبر تنوعات سردها، عن أسطورة كونية واحدة، هي قصة كونية واحدة أفصح عنها كمون المعرفة الإنسانية، وهي تتمثّل الأنماط البدئية المنحوتة في اللاوعي الجمعي. - ثالثًا: نظرية الأدوار المعبّرة عن تجدّد الطبيعة وأشكال الموجودات نتيجة لحفظ وتطوير بذرة أو بذور الحياة. في القسم الأول، سعيت إلى جمع وتسجيل ملخّص للأساطير العالمية برمّتها أو في غالبيتها، وذلك لإقامة الدليل على وجود أسطورة كونية أو عالمية واحدة، هي قصة كونية واحدة، أو أساطير عديدة تتمحور حول واقع واحد ورؤية واحدة ذكرتهما مدوّنات الباحثين. ويؤسفني أن أقول: إنّ الصعوبات الماثلة في الحصول على المصادر التي تحتوي هذه الأساطير حالت، بالإضافة إلى ضيق الوقت، دون تسجيل أساطير أفريقيا وأوقيانوسيا.
شغلتْ ظواهرُ السماء ومتغيراتُها – من حركات الكواكب والنجوم ومواضعها، إلى كسوف الشمس وخسوف القمر، إلى تعاقُب الفصول وطولها واختلاف مواضع شروق الشمس وغروبها على الأفق، وغير ذلك من الظواهر – اهتمامَ الإنسان القديم. ولأنه لم يكن لديه آنذاك تصورٌ صحيحٌ عن الكون، ولا فهمٌ لماهية أجرامه وتطورها، ولأنه كان يفتقر إلى فهم حقيقة ما يشاهِد في السماء، بدأ بنسج أساطير وخرافات افترضت أن لنجوم السماء قدرةً على التحكم في مصير الإنسان وحياته وأنها تتحكم في الفعاليات الأرضية كلِّها. آنذاك لم يكن هناك فصلٌ بين علم الفلك وبين التنجيم الذي يدِّعي التنبؤ بالغيب استنادًا إلى حركات أجرام السماء، وذلك دون اعتماد المنهج العلمي. علم الفلك astronomy، من ناحية ثانية، نهج علمي يختص بدراسة كلِّ شيء في الكون (خارج الأرض). وكلمة astronomy يونانية الأصل، وتتألف من مقطعين: astro (نجم) وnomos (قانون). أما كلمة فلك عند العرب فتعني مدار النجم. وكان يُطلَق على علم الفلك عندهم علم الهيئة أو علم النجوم، دون فصله عن التنجيم. والأمر نفسه في خصوص المنجِّم: فهو الذي يشتغل بأحد العلمين أو بكليهما؛ فالمنجِّم هو نفسه الفلكي.
|
|
|