قيم خالدة
|
|
كانون الثاني 2004
|
في هذا
الإصدار
|
|
|
2.
كان الإنسان قديمًا يعيش
كغيره من الكائنات الحية ضمن إطار معطيات
الطبيعة، ويقوم بكلِّ ما تقوم به مما يعتبره
الآن محظورات.
ولكن حياته في المجتمع،
وسيرَه على درب الحضارة، بيَّنا له أن بعض
التصرفات والأعمال قد تؤدي إلى كوارث
اجتماعية، كأن يقتل الأخ أخاه بسبب امرأة
قريبة يسعى كلٌّ منهما للحصول عليها، أو على
بعض المصالح والحاجات الأخرى. لذلك وضع
القيود، وأوجد المحرَّمات، وحدَّد ما هو
مسموح به، وطالب بما هو ضروري، ليصون وجوده
الاجتماعي والحضاري. وشكَّلتْ هذه المحظورات
والضرورات لديه فيما بعد ما نسميه: "الضمير"،
عندما تتبناها نفسه من الداخل، وليس كمجرَّد
شيء مفروض عليه من الخارج.
ومازال الإنسانُ يقوم
بعملية تبنِّي الضرورات والمحظورات، ودمجها
في نفسه، والتكيُّف معها. وعندما لا يتحقق هذا
التكيُّف بصورة كافية ومناسبة، يظهر ما نسميه
بالأمراض النفسية والشرور الأخلاقية، التي
هي، في جوهرها، مشكلة حضارية، ولها أسباب
حضارية أيضًا.
|