طبابة بديلة
التعبيرية الذاتية (التلقائية) والعفوية
تصِف التعبيرية الذاتية (التلقائية) النشاطات الحرَّة، والطبيعية، والعفوية للجسم،
ومثل المحافظة على الذات، فهي نوعية ملازِمَة لكل الكائنات الحية. ويساهِم كل نشاط
للجسم في تعبيره عن الذات، بدءًا من النشاطات الأكثر بساطة كالمشي، والأكل، حتى
الأكثر فعاليةً كالغناء، والرقص. وعلى سبيل المثال، الكيفية التي يسير وفقَها أحدهم
لا تحدده فقط ككائن إنساني (فما من حيوان يمشي كالإنسان) وإنما يحدد جنسَه أيضًا،
وعمرَه التقريبي، وبنية طبعه وشخصيته. لا أحد يسير بالضبط كما يسير شخص آخَر، وما
من أحد يبدو بالضبط مثل شخص آخَر، ولا أحد بالضبط يتصرَّف كشخص آخَر. فالفرد يعبِّر
عن ذاتِه في أيِّ فعلٍ يقوم فيه أو أية حركة يقوم جسمه بها.
يتميز
الإنسان عن كل الكائنات الحية الأخرى بالقدرات اللغوية والتفكيرية
والذكائية والعاطفية، والأهم من ذلك بالقدرات الابتكارية وتغيير الواقع
الذي نعيش فيه. لاشك أنه وجدت عند بعض الكائنات الأخرى قدرات معينة على
التخاطب والتفكير والذكاء، ولكنها تظل بدئية جدًا أمام الكم والكيف
الهائل الموجود عند الإنسان، وكذلك عدم قدرتها على ابتكار وتغيير
واقعها إلا بشكل ارتكاسي تجريبي، والأهم من ذلك عدم قدرتها على البصيرة
وتحليل نفسها من خلال ماضيها وحاضرها وما ستؤول إليه في مستقبلها، وعدم
تفكيرها بنظرة شمولية نحو الكون والحياة والموت وما بعد الموت... إلخ.
كذلك لا تستطيع الأحياء الأخرى أن تحلِّل ما تفكر به، وأن تحلِّل طريقة
التفكير التي تفكِّر بها والمشاعر التي تشعر بها، بل تنجم معظم
تصرفاتها عن غرائز وارتكاسات بدئية. لم تبنِ الكائنات الأخرى حضارات –
حسب ما عندنا من دلائل حتى الآن على الأقل.
الجاذبية: رؤية عامة للتوتر
لا يجب أن نتفاجأ بمناقشة التوتر والجنس معًا في فصل واحد، ذلك لكون
التفريغ الجنسي، كما نعلم جميعنا، هو الآلية التي تعمل كتفريغ للتوتر.
وبالتالي، يجب على كل نقاش حول التوتر أن يتضمَّن تحليلاً لهزة الجماع
الجنسية. وتكمن مهمتي الأساسية عند هذا الحد في تقديم رؤية عامة لطبيعة
التوتر.
ينجم التوتر عن فرض قوة أو ضغط على الجسم، ويتعارض هذا الضغط مع قوة
الجسم نفسها من خلال تعبئته بطاقتِه. ومن الواضح أنه إذا استطاع الجسم
الإفلاتَ من الضغط فلن يتعرَّضَ للتوتُّر. وبالشكل الطبيعي، ثمَّةَ قوى
طبيعية تضغط علينا، والتي نستطيع الإفلات منها. ولكننا مزوَّدين بشكل
عام بالكثير لمواجهتِها. من هذه الضغوطات الضغوطات الناجِمَة عن ظروف
الحياة في المجتمَع، والتي تتنوَّع وفقًا للوضع الثقافي للشخص. وثمة
مثال على ذلك كالقيادَة وَسَطَ طريق سيارات مزدحِم حيث ثمة من يبقى في
حالةٍ من الحَذَر المتواصِل لتجنُّب حادِث خطير. وفي مجتمَع تنافسي بين
الأشخاص بأعلى درجاتِه، تكون هذه الضغوطات كثيرةً لدَرَجَة يتعذَّر
علينا أن نذكُرَها بتفاصيلِها. وبشكل عام، تكون العلاقات متوتِّرَة
فيما بين الأشخاص لسبَب المتطلَّبات التي نرى أنفسَنا خاضعين لها. وحيث
يتواجد عنف يكون الشخص في حالةٍ من التوتُّر. وأخيرًا، ثمَّةَ التوترات
للتضييقات المفروضة على الذات والتي تفعل على مستوى الجسم على النحو
نفسِه التي تفعل فيه العوامِل الخارجية.