|
منطق الحرب ومنطق السلام
أن نفهم كلَّ شيء يعني أن نغفر كلَّ شيء. 1 في رسالته المفتوحة التي وجهها عام 1939 إلى المهاتما غاندي ردًا على مقالته الشهيرة التي بعنوان اليهود في فلسطين[1]، دعا الفيلسوف والحصيدي اليهودي الكبير مارتن بوبر[2] إلى: ... التفتيش عن سُبُل جديدة للتفاهم والاتفاق الودي بين الأمم...[3] لكن أحدًا لم يعر في حينه الانتباه الكافي لهذه الدعوة المخلصة الصادرة عن إنسان كان ينتمي حقًا كما قال: ... إلى جماعة من القوم لم يتوانوا، منذ احتلال الإنكليز فلسطين، عن النضال من أجل عقد سلام حقيقي بين اليهودي والعربي...[4] بالفعل، لم تعر الأكثرية الساحقة من كلا الطرفين الانتباه الكافي لهذه الدعوة المخلصة والصادقة، لا أبناء ملَّته الذين استبعدوه سياسيًا في نهاية المطاف[5]، ولا نحن الذين بقينا في المقابل، ولسنين طويلة – وما زال الكثير منا حتى الآن –، ننظر – مثل الكثيرين منهم – إلى هذه الأرض المقدسة لدى أبناء الديانات الثلاثة التي انبثقت منها، على أنها لنا وحدنا بالكامل وبالمطلق. وكنتيجة لهذا الخطأ الفادح، حصل ما حصل، وحصدنا نتيجته خلال القرن الماضي، وما زلنا نحصد، حتى الآن، المزيد من الحقد والمزيد من التعصب، وما يتبعهما من حروب ودمار أعاقت التطور الطبيعي السليم لشعوب منطقتنا. وأتساءل، بسذاجة ربما، لكن بكلِّ إخلاص ومحبة: ألم يحن الأوان بعد، ومن دون أن نتنازل عن حقوقنا المشروعة، ومن دون أن يتنازل أحد عن حقوقه التي يعتبرها مشروعة، لأن نعيد التفكير، بعمق وبصدق أكبر، بما جرى وبما هو مطروح أمامنا من آفاق؟ ألم يحن الأوان بعد لأن نتفكر، من منظورنا، بمنظور ذلك "الآخر" الذي نسعى اليوم إلى تسوية معه عن طريق الحوار؟ ألم يحن الأوان بعد للحوار وللمفاوضات التي دعى إليها بكلِّ صدقٍ – وليست هذه هي المرة الأولى – رئيس دولتنا خلال زيارته الأخيرة إلى قبرص حين أكَّد على: ... ضرورة تحقيق السلام في المنطقة، وإن الطريق الوحيد هو المفاوضات لتحقيق السلام وإعادة الأمور إلى طبيعتها في العلاقات بين الجميع...[6]
2 لأن أول ما تعنيه الدعوة إلى التفاوض وإلى الحوار، والسعي إلى التسوية وإلى السلام من جانب أي من الأطراف هو وجود اعتراف مبدئي بالحقوق الأساسية لذلك الآخر الذي لن يبقى عدوًا في حال تم التوصل معه إلى تسوية. فهل قبلنا بذلك؟ مبدئيًا يبدو لي أن جميعنا قد قبل بذلك. ولكن... ما زالت هناك أمور عالقة تمنع الحلَّ وتعيق التفاوض. وهذه الأمور مردُّها، من وجهة نظري، إلى أن منطق الحرب ما زال إلى اليوم هو المنطق السائد لدى كلا الجانبين. وهذا أمر طبيعي تعود مسبباته طبعًا إلى ما حدث خلال القرن الماضي وحتى الآن. وبالتالي، هو أمر لا يمكن أن يزول بين ليلة وضحاها. خاصةً وأن هناك صراعًا بين مقاربتين، إن لم نقل بين "شرعيتين"، وما ينجم عنهما من منطقين يكادا أن يكونا مختلفين بشكل شبه كامل. لذلك، دعونا ننظر إلى الأمر بمزيد من التمعن. حيث أن المنطق السائد إلى الآن لدى الطرف الآخر، وكما عبَّر عنه المفكر الفرنسي إدغار موران[7]، يقول إن: ... التصور الإسرائيلي [لا يرى] في السيرورة التاريخية التي أفضت إلى الوضع الحالي نتاج إرادة في السيطرة، بل استجابة لضرورة حيوية للنجاة من تهديد دائم بالإبادة. فكانت الصهيونية هي الردُّ الضروري على معاداة السامية الأوروبية، وكان التشوق إلى دولة قومية تشوقًا مشروعًا إلى وطن ملجأ. ظل الاستيطان الصهيوني سلميًا حتى عام 1948؛ فقد تمَّ قبله عبر شراء أراض، وليس بالسلب، وهذا في جزء صغير من أرض عربية واسعة قليلة السكان وضعيفة التنمية. وقد جوبهت الدولة العبرية، التي قبلت خطة تقسيم فلسطين، برفض العالم العربي، وتعرَّضت لخطر الموت منذ ولادتها، ولم تنجُ إلا بفضل انتصارها على أعدائها المؤتلفين. لم يجرِ التوسع في الأرض التي رسمتْ حدودَها الأممُ المتحدة في الأصل إلا في أعقاب سلسلة من الحروب "الدفاعية" شُنَّت ردًا على تهديد بالإفناء...[8] بينما المنطق السائد من طرفنا يقول في المقابل – ووفق إدغار موران نفسه – إن: ... السيرورة التاريخية التي أفضت إلى الوضع الحالي عاقبةَ استيطان أجنبي قسري في أرض عربية. و[إن] العالم العربي الإسلامي ليس مسؤولاً عن معاداة السامية الأوروبية، ولا عن الإبادة الهتلرية. لقد جرى الاستيطان الصهيوني بمال تبرع به يهود العالم أجمع وباحتلال فعلي لأراض كثيرة. و[إن] حرب 1948 لم تتسبب في نزوح السكان الفلسطينيين أمام القوات الإسرائيلية وحسب، بل وفي تهجيرهم تحت التهديد وتحريم عودتهم. و[إنه] منذ احتلال إسرائيل لفلسطين برمتها عام 1967 يجري على قدم وساق استيطانُ هيمنة واستيطانٌ سكاني. والسكان الفلسطينيون ما برحوا خاضعين، حال وقوع اعتداءات، للتفتيش، والقهر، والتأديب، والحَجْر. ومبدأ "العين بالعين" والمسؤولية الجماعية مطبَّقٌ عليهم بلا هوادة...[9] لذلك، فإن حلَّ المشكلة، تلك المشكلة التي تمنع الحوار وتمنع بالتالي التفاوض حول العمق، هي في إيجاد طريقة لتجاوز أحادية النظرة التي ما زالت سائدة لدى كلا الطرفين. وهذا لا يمكن أن يتم، كما يقر الجميع مبدئيًا، إلا عن طريق التفاوض الذي يفترض أول ما يفترض أن يسود منطق السلام وأن ينتفي في المقابل منطق الحرب. فهل هذا هو الواقع القائم اليوم؟ كلا، قطعاً. وهل هذا الأمر ممكن الآن و/أو في مستقبل قريب؟ نعم، بكل تأكيد. لأنه ليس أمامنا، ما لم نفتقر بالكامل إلى المنطق وإلى الحكمة، من طريق آخر يمكِّننا من العيش بسلام على هذه الأرض، وفي هذه المنطقة المقدسة لدى الجميع. لكن هذا يتطلب قبل كلِّ شيء منتهى الصدق والوضوح والصراحة، وخاصةً النظر إلى الأمور بـ...
3 لأننا إن أخذنا أيًّا من المنظورين على حدة لوجدنا أنفسنا مباشرةً أمام حائط مسدود، فلكلِّ منظور منطقه الذي يبدو متماسكًا كما أن له جانبه الخاص من "المشروعية" التي تبدو وكأنها لا تقبل النقاش. وهذا ما يضعنا فعلاً، وكما يقول موران، أمام جدلية جهنمية، حيث هناك... ... تكامل متناهِض بين معاداة السامية وبين الصهيونية. [فقد] ولدت الفكرة الصهيونية استجابة لمعاداة السامية الأوروبية، فكانت النتيجة التاريخية لمعاداة السامية النازية هي السماح لدولة إسرائيل بالوجود. لقد عمل المتناهضون في الاتجاه نفسه ضمن الجدلية بين العداء للسامية والصهيونية. عُزِلَ اليهود بين الأمم: سلبيًا في حالة معاداة السامية، بتجريدهم من كل حق وطني، وإيجابيًا في حالة الصهيونية، باعطائهم أمة تخصهم. وقد تجددت هذه الجدلية في الشرق الأوسط بين إسرائيل والعالم العربي. فعملت معاداة العرب لإسرائيل لمصلحة القوة الإسرائيلية، الأمر الذي أطلق جدلية: احتلال ? مقاومة ? قمع ? إرهاب. الإرهاب، إذن، معلول وعلَّة ضمن هذه الجدلية، حيث يعيد الضحايا الإسرائيليون للاعتداءات العمياء تمثيل مأساة الشعب اليهودي، وحيث البطش بالشعب الفلسطيني يُفاقِم النكبة الفلسطينية. وبشكل مواز، استفادت الدول العربية من النكبة الفلسطينية لصرف الأنظار عن مشكلاتها الداخلية، مع إبقائها اللاجئين الفلسطينيين محتجَزين في مخيمات...[10] وتجدنا من هذا المنظور أمام عقدة مستعصية، إن لم نقل أمام حوار شبه مستحيل. وهو وضع في منتهى الصعوبة. وضع وعاه منذ العام 1939 الفيلسوف اليهودي والحصيدي مارتن بوبر الذي سعى في حينه لتجنب المأساة ولإيجاد حلٍّ مقبول لهذه المشكلة بالغة الصعوبة. ونتوقف قليلاً هنا أمام ما جاء بهذا الخصوص في رسالته المفتوحة إلى المَهاتما غاندي: ... لقد اعتبرناها نقطةً أساسية في هذه الحالة أن حقَّين حيويين متعارضين – حقَّين مختلفين من حيث الطبيعة والأصل، لا يجوز وضعُ أيٍّ منهما ضدًّا للآخر، وليس من الممكن البتُّ موضوعيًّا في أيهما عادل وأيهما ليس كذلك. ولقد اعتبرنا – ومازلنا نعتبر – أن من واجبنا أن نتفهم الحقَّ المعارِض لحقِّنا وأن نحترمه وأن نسعى إلى المصالحة بين الحقَّين كليهما. وما كنَّا لنستطيع – ولا نستطيع الآن – أن نتنكر للحق اليهودي؛ فشيء أسمى حتى من حياة شعبنا مشدودٌ إلى هذه الأرض، هو حصرًا عمل هذا الشعب، رسالته الإلهية. لكننا كنَّا على قناعة – ومازلنا – أن في الإمكان قطعًا إيجاد نوع من التسوية بين هذا الحق والحق الآخر؛ إذ إننا نحب هذه الأرض ونؤمن بمستقبلها. وبما أن مثل هذه المحبة ومثل هذا الإيمان موجودان جزمًا عند الجانب الآخر كذلك، فإن اجتماعًا على خدمة الأرض معًا يجب أن يقع في مجال الإمكان. فحيثما وُجِدَت المحبة والإيمان بالإمكان إيجادُ حلٍّ حتى لما يبدو تعارُضًا مأساويًّا...[11] وهذا هو، من منظوري المتواضع، منطق السلام الحقيقي الذي بوسعه أن يخرجنا من هذه الحلقة المفرعة التي نحن فيها، وأن يضع حدًّا لمنطق الحرب الذي ما زال سائدًا لدى كلا الطرفين. لماذا؟ لأنه – مثلاً وليس حصرًا – من هذا المنظور فقط بوسعنا التفاهم حول القدس (أورشليم) كمدينة، إن لم نقل كعاصمة (واحدة) مقدسة لأبناء الديانات الثلاثة التي انبثقت منها. وأيضًا... لأنه بهذا المنطق ومن هذا المنظور – وليس فقط استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية والقارات الصادرة عنها وعلى رأسها القرار 194[12] والقرار 242[13] – بوسعنا التصدي لمعالجة تلك القضايا المعقدة، والتي تزداد تعقيدًا مع الزمن، كحق العودة والتعويض بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، وحتى بالنسبة لليهود العرب الذين غادروا بلدانهم إثر نكبة 1948، وكذلك استعادة الأراضي المحتلة التي من ضمنها – فيما يتعلق بنا – مرتفعات الجولان. وبالتالي، فإنه من خلال هذا المنظور وحده – باعتقادي – بوسعنا التوصل إلى سلام حقيقي.
4 لأني وقد بلغت ما بلغته من العمر فإني اكتشف كلَّ يوم أني لم أعد أفهم، إن لم أقل لم تعد لي أيَّة علاقة بذلك المنطق السياسي العامي والذرائعي الذي أضحى اليوم سائدًا. لذلك تراني أصبحت أتحدث اليوم بلغة لم تعد ربما مستعملة ولا مفهومة بالنسبة للكثيرين. لذلك تراني، ومن منظور سلام كنت وما زلت أحلم به لبلدي ولأبنائي ولأحفادي، أعود مرة أخرى إلى خاتمة كامل رسالة مارتن بوبر إلى غاندي[14]، متماهيًا معه، ومرددًا بلغتي، ومع بعض التصرف، بعضًا مما عبَّر عنه في حينه بمنتهى الصدق والألم... لأن ما عبَّرت عنه في هذه المقالة – كما عبَّر هو في رسالته – هو منظوري لحقيقة أوضاع قائمة. لأني أتفق معه أن لا شيء أهم من العدالة سوى المحبة، وأنه علينا دومًا أن نناضل ونسعى لتحقيق العدالة، لكن بشرط أن يكون... ... نضالنا وسعينا من أجل العدالة دائمًا بمحبة... وقد كنت (مثله) يا صديقي بطيئًا جدًا ومتأنيًا جدًا في كتابتي لهذه السطور التي أردت أن أعبر من خلالها عن رأي أردته مفهومًا وواضحًا بالنسبة للجميع. لذلك... ... توقفت كثيرًا [خلال كتابتي هذه] – فقد كانت هناك أحيانًا انقطاعات لأيام بين الفقرة القصيرة وبين تلك التي تليها – كي أدقق في معلوماتي وأتمعن في الطريقة التي أفكر بها. لأني جعلت من واجبي ليلاً ونهارًا أن أتفكر باحثًا عمَّا إذا لم أكن فيما عبَّرت عنه من أراء قد تجاوزت حق الحفاظ على الذات الذي حلَّله الله لأيِّ مجتمع إنساني، أو إن لم أكن فيما أكتبه قد وقعت في تلك الخطيئة المريعة التي هي الأنانية الجمعية. وقد ساعدني ضميري، وكذلك بعض الأصدقاء، على الحفاظ على الدرب القويم حين بدا وكأن خطر الانحراف وارد. ومرَّت الأسابيع، وآن الأوان لمفاوضات ستجري... ولقرارات ستتخذ كما يقال. مع التأكيد على أن القرار في هذه المسألة يجب أن يأتي من الداخل وليس من الخارج... لذلك، وحالمًا بسلام آمل، إن لم يكن بوسعي أراه بنفسي، أن يراه ويعيشه أبنائي وأحفادي، أختم هذه المقالة التي قلت فيها، وكإنسان لم تعد له علاقة بما حوله من سياسات مباشرة، ما فيه الكفاية. لأنه علينا أن نفهم، كما على أبناء عمِّنا اليهود أن يفهموا، فحوى ما قاله غاندي في نهاية مقالته اليهود في فلسطين، أن... ... كل بلد هو وطن لهم [ولنا وللجميع]، بما في ذلك فلسطين، إنما ليس بالعدوان بل بالخدمة المُحبَّة...[15] *** *** *** [1] راجع معابر على الرابط: http://www.maaber.org/eighth_issue/jews_in_palestinea.htm. [2] راجع معابر على الرابط: http://www.maaber.org/philosophy/Buber.htm. [3] راجع معابر على الرابط: http://www.maaber.org/issue_july05/non_violence1a.htm. [4] المرجع السابق. [5] راجع بهذا الخصوص مقالة أنطوان شلحت بعنوان المثقفون اليهود الطلائعيون والمسألة العربية التي نشرتها معابر نقلاً عن النهار، وذلك على الرابط التالي: [6] وكالة سانا، تاريخ 5/11/2010، المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفاس. [7] مفكر فرنسي يهودي اتهم من قبل المتطرفين من أبناء ملته بالعداء للسامية. [8] راجع معابر على الرابط http://www.maaber.org/eighth_issue/double_regard_a.htm. [9] المرجع السابق. [10] المرجع السابق. [11] راجع معابر على الرابط: http://www.maaber.org/issue_july05/non_violence1a.htm. [12] توجهت الأمم المتحدة بعد قرار التقسيم إلى معالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين. تبنى الوفد البريطاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة اقتراح الكونت برنادوت بشأن "اللاجئين". بناء عليه أصدرت الجمعية العامة في تاريخ 11/12/1948 قرارها رقم 194 والذي يقضي بأن الجمعية العامة تقرر "وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن، للاجئين الراغبين في العودة إلى بيوتهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى بيوتهم، وعن كل مفقود أو مصاب بضرر...". (نقلاً عن ويكيبيديا) [13] القرار رقم 242 هو قرار أصدره مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة في 22 نوفمبر 1967، وجاء في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة التي وقعت في يونيو 1967، والتي أسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة.
وقد جاء
هذا القرار كحل وسط بين عدة مشاريع قرارات طرحت للنقاش بعد الحرب. وورد في
المادة الأولى، الفقرة أ: «انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي
احتلت في النزاع الأخير». [14] ما نُشر في معابر كان جزءًا فقط من رسالة بوبر المفتوحة إلى غاندي. لذلك، ولمن يود قراءة الرسالة كاملة يمكنه الاطلاع على الرابط التالي: http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/History/BuberGandhi.html. [15] راجع معابر على الرابط: http://www.maaber.org/eighth_issue/jews_in_palestinea.htm.
|
|
|