French Arabic

رموز ماسونية في قلب علم النفس اليونغي[1]

 

نحن نضيِّق كثيرًا حدودَ شخصيتنا. نصفها فقط بما تتميز به شخصيًا، بما تختلف به، ولكن، كل واحد منّا يحتوي الكون بمجمله، فكما نجد في جسمنا كل درجات التطور، بدءًا من السمكة، وحتى أبعد من ذلك بكثير، كذلك تعيش نفسنا كل ما عاشته النفوس البشرية. إن جميع الآلهة وجميع الشياطين التي عبدها ذات يوم الإغريقُ أو الصينيون أو العبيد السود [الكَفْريون] Cafres على حد سواء، موجودة في داخلنا كاحتمالات أو شهوات أو وسائل.

هرمان هسِّه، دميان، 1925، ص 147.

الولادة صعبة دائمًا. فكما تعلمون، يتعذب العصفور حين يخرج من البيضة. اسألوا ذاكرتكم واسألوا أنفسكم هل كان الدرب قاسيًا فعلاً. هل كان صعبًا فقط أم كان جميلاً أيضًا؟ وهل كنتم ستتعرفون على درب أجمل وأسهل؟

هرمان هسه، دميان، 1925.

 

أيها المدعوون، أيتها الأخوات، أيها الإخوة، لا تبتغي هذه الكلمات البتة تقديم نظرية في علم النفس التحليلي، فهذا مضمار يعود لأشخاص مؤهلين للقيام بهذه المقاربة ولاختصاصيين في هذا العلم؛ لكننا نرغب ببساطة دراسة ما إذا كان لبعض المراجع الخيميائية لعلم النفس اليونغي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالمقاربة الرمزية المعتمدة في الماسونية.

ولا شك أن ما سنقوله في هذا المجال سيبقى ناقصًا وغير دقيق وغير كاف، وهذا طبيعي بالنسبة لأشخاص يبحثون، كما هي حالنا جميعًا. لذا نرى أنه من الأفضل أن نشير من بداية بحثنا إلى أن مرجعه الرئيسي هو مؤلَّف ج. ل. ماكسانس، الذي بعنوان يونغ هو مستقبل الماسونية[2].

1 - مقدمة:

وُلِد ك. غ. يونغ في قرية كِسْفِل (في كانتون "ثورغوﭭـي" السويسري) الواقعة على شاطئ بحيرة كونستانزا، وكانت خطواته الأولى في قلب وسط شغوف بالظواهر الدينية. حيث تتحدث إحدى سيره الذاتية من تلك المرحلة[3] عن دور جده الذي كان يتجاوز دور أهله. فالجد الأكبر لـ ك. غ. يونغ (1794 – 1864)، والابن غير الشرعي ليوهان فولفانغ ﭭون غوته (1749 – 1832)؛ كان المعلم الأكبر للمحفل السويسري الكبير ألبينا ما بين (1850 و1856).

وفيما بعد، أصبح إرنست يونغ، أحد أعمام ك. غ. يونغ، بدوره معلمًا أكبر للمحفل نفسه ما بين 1884 و1890.

ومن المهم هنا التمعن في الدور الذي كان من الممكن أن يلعبه هؤلاء الأشخاص. حيث يبين ريتشارد نول[4] كيف عرض يونغ، في برج بولنغن الشهير، "عددًا من الأدوات والرموز الماسونية والخيميائية".

أمّا من جهة أمه، فنحن نعرف أيضًا أن جده (الموقَّر) صموئيل بيسفيرغ رئيس المحفل الماسوني ورئيس الإكليروس البروتستانتي في بال، كان يمتلك مقدرة استحضار أرواح الموتى. أما والد يونغ، يوهان ﭙول آخيل، الذي كان لاهوتيًا دون الوسط، فقد كان يعرف جيدًا أوساط الخيميائيين والميثولوجيا، لكنه لم يكن يمتلك مقدرة إيجاد الكلمات المناسبة لشرح تاريخها ورمزيتها. كما نعرف أيضًا كيف كان يونغ يراقب عن كثب والده الفاقد لقناعاته وربما حتى لحماسه ككاهن حيث يقول:

لقد كان بودِّي مساعدته، لكني لم أكن أعرف كيف أتصرف.

وهذا اعتراف دقيق وثمين يجعل بوسعنا اليوم أن ندافع عن المقولة القائلة بأن يونغ، المستلهم من التاريخ ومن رمزية الأدوات التي تستعملها الماسونية وأصولها، حاول خلال حياته فتح مسار تحليلي يسلط المزيد من الضوء على طريق جديد ويبتكر في الوقت نفسه علمَ النفس التحليلي.

ونعود إن شئتم إلى يونغ، حين كان في الخامس والعشرين من عمره، حين كان يدافع عن أطروحته في الطب بعنوان في التحليل النفسي والمرضي للظواهر المعروفة بالباطنية؛ مبتدءًا بها في حينه سلسلة مدهشة من الأعمال. وخلال دراسته، كان يونغ يبدو لرفاقه وكأنه مأخوذ باكتشافاته الداخلية؛ أمّا في الواقع، فقد كانت علوم الآثار والخيمياء والفلسفات الباطنية قد أصبحت من ضمن مجالات بحثه. فيما بعد سيتحدث عنه هرمان هسه (1877-1962) قائلاً أنه يرى فيه جبلاً شامخًا ونابغةً فذًا. ويضيف هسّه:

بعد فرويد، لم يفعل أي طبيب نفسي معاصر أكثر مما فعله يونغ كي يساعدنا على الدخول إلى جوهر الحياة النفسية، فيونغ لم يكتفِ بدراسة آلياتها لأن اهتمامه بها لم يكن كعالم طبيعة إنما كفيلسوف.

أمّا إتيين ﭙيرو فقد كتب بأن يونغ قرّب علم النفس من الماسونية، لأن هناك تقارب بين المغامرة التساررية في المحفل وعملية التفردن في المقاربة التحليلية. ويضيف:

لقد كان الشاهد على تحقق داخلي كانت ثماره طريقته في التحليل النفسي وأعماله. فهذه المغامرة أدخلت في المجال العلمي السعيَ القديم إلى الكأس المقدسة [الغرال] le Graal وهبوط فاوست المروع إلى الجحيم.

لم يطرح يونغ مذهبًا، إنما طرح طريقةً ربطت بين الاعتراف بالخافية الجمعية وبين البحث عن الأنا المقدسة عبر علم النفس الذي كان يؤسس، وعبر الرمزية، الماسونية.

ويتقاطع طريق ك. غ. يونغ مع إعادة بناء معبد مفتوح. ففي هذا المعبد تصبح الطقوسُ موجدة بحيث تجعلنا نتآلف مع المجهول سواءً كان ذلك المجهول دينيًا أم عرفًا أم عرقيًا أو أسطوريًا. ويأخذ يونغ، هذا الرائد للأعماق، بنصيحة جان دو لاكروا (1542-1591) التي تقول أنه:

إن أردتَ أن تصل إلى حيث لا تدري، فإنه ينبغي عليك المرور على حيث لا تعلم.

لقد كانت رؤيته دينامية محضة. وهذه (الرؤية) تُتلخَّص في مفهومين اثنين هما: الصيرورة Werden والتحول Wandlung. لأن الإنسان هو نتيجة تطور الأنواع. وهذا ما يدفعنا إلى طرح التساؤل بطريقة أخرى: هل انجرَّ يونغ، يا ترى، إلى ما تجاوز إطار اكتشافاته؟ أليس هو الذي قال أنه:

عندما يشرع الذهنُ باكتشاف رمز ما، فإنه سرعان ما ينقاد إلى أفكار تتجاوز متناول العقل.

للإجابة على هذا التساؤل، ولوضع أسس علم النفس اليونغي وفهمه بشكل أفضل، من الضروري أن نتذكر بأن يونغ كان "يتقصى الرموز والمشاهد الجمعية الدينية" التي استمدها من عالم الأحلام.

استشهاد:

إذا كان اللاهوتي يؤمن بالله حقًا، فإلى أي حدّ يستطيع أن يكون متأكدًا بأن الله عاجز عن التعبير عن نفسه عن طريق الأحلام؟ (ص 179) (...) إن الأحلام هي حقل الاستكشاف الأسهل والأكثر بلاغةً لمن يريد دراسة مَلَكَةَ الترميز عند الإنسان (ص 38)[5]

وتراني أُحِبُّ هذه الصورةَ التي يقدَّمها يونغ نفسُه والتي تقول، بأنه إلى جانب العلاج النفساني الأصغر الذي يبغي شفاء الأعراض (كالوسواس والكبت، إلخ.)، هنالك العلاج النفسي الأكبر الذي هو مشروع طويل المدى، والذي أقل ما يبتغيه تحويل الشخصية الإنسانية.

يعطي سُلَّم يعقوب، وهو رمز جميل يتحدث عن الصعود وعن المساررة، المسارَرين رؤيةً عن العالم وفكرةً عن الرحلات ومفهومًا عن المقاربة التحليلية اليونغية المقدَّمة للمحلِّلين وللمحلَّلين. وتتحدث فرانسواز جيرو في دروس خاصة عن التحليل النفسي تقول:

من خلال تداعي الكلمات، يحمل التحليلُ المريضَ، على إعادة نظر عامة في خياراته ومُثُله وقيمه. (...) لأنه من المستحيل شرح ما يحصل خلال التحليل فقط بفعل الكلام وتداعي الكلمات وتفسيرها. ولكن ما هي الفائدة من معرفة كل هذا؟ إن مثل هذه المعرفة ليست بلا جدوى فحسب، لا بل إنها تضر هؤلاء الذين يطلبون من التحليل المساعدة. فهم يعتقدون أنهم باطِّلاعهم، قد فهموا كل شيء، بينما الموضوع ليس موضوع فهم إنما هوموضوع تعبير. إن النظرية لم تخلِّص أبدًا أحدًا من حالات حصره وعصابه. (...) فعندما لا يعود بإمكان المرء التفاوض مع ذاته وعندما يتألم، لا يبقى أمامه سوى الاستلقاء على الأريكة وهو يعلم أنه سيفقدَ هناك وإلى الأبد براءته المتعلقة بمسببات سلوكه بما فيها تلك التي قد تبدو حسنة[6].

ويتجرأ يونغ على الكلام عن النفس ومقاربتها والاعتراف بها، ذلك الاعتراف الذي يوجه بلا شك خطوةَ الباحث في متاهة عالم الوعي واللاوعي؛ كما هي الحال في الماسونية، حين يكتشف المسارَر، بفضل أخَواته و/أو إخْوته، أن طريقَ الوجود مرتبط بالآخرين ومرتبط أيضًا بالأدوات أي أنه باختصار مرتبط بالقيامات الرمزية.

2 - في الرحلة الداخلية:

يجب فتح أعين الروح والنفس والتأمل والمراقبة عن طريق هذا النور الداخلي الذي أضاءه الله منذ البداية في الطبيعة وفي قلوبنا[7].

لذلك يفترض يونغ - الذي ينهل من نبع المعرفة الخيميائية (ونحن نتحدث هنا عن 10 سنوات من البحث)، كما ينهل من لغة أسلافه - أن علم النفس التحليلي، والسيرورة الماسونية، يشكِّلان خطوةً إلى أمام نحو المعرفة. فيضيء عالمَ الخافية الشبيهة بالعين التي وراء رئيس المحفل؛ هذه العين التي ترمز في الوقت نفسه إلى الشمس التي تنبثق منها الحياةُ وإلى الضوءُ وإلى المبدأ الخالق وأخيرًا إلى الله الذي هو مهندس الكون الأعظم.

ينظر يونغ إلى محتويات الخافية الجمعية وإلى أشكال تجلياتها كنماذج بدئية، لأنها الكمونات المكوِّنة التي تشكِّل المادةَ غير المتمايزة التي يقدِّمها دفقُ الطاقة النفسية، وهي ديناميات محضة تظهر بأشكال مختلفة جدًا ندعوها بالصور البدئية.

استشهاد:

لم تكن الكنيسة هي المكان المهيًا لقبولي، بل كان شيءً آخر مختلف تمامًا؛ كانت جماعة تهتم بالفكر وبالشخصية، متواجدة في مكان ما على هذه الأرض، وممثلها ورسولها صديقي[8].

هكذا، وبخطوة رمزية تحفز الذات، تبدأ رحلة المسارَر إلى الداخل والتي ستقوده إلى وعي جديد. ما يعني باختصار، أن التفردنُ والمساررة يتّبعان شكلاً يشبه البرنامج التدريجي ذي مراحل وأدوات وطقوس وتمارين ومنهج شامل ذو مفاهيم محددة ينبغي توضيحها، خطوةً خطوة، في داخل كل منا.

في المغامرة الماسونية يعود الاتحاد بين السماء والأرض ربما إلى مساعٍ باطنية، أما في الكشف اليونغي فنحن نتحدث عن استيعاء تصرفات غريزية وعن شعور ببناء الذات وفك للروابط وفتح لـ"أقفال داخلية" تُعذِّب الضمير sous culpabilisant. والكل يعلم أن هذه المصطلحات مرتبطة بحالات نفسية متنازعة أو غير متنازعة. فيونغ يتكلم عن بناء الأنا أو عن تحقيق الذات. ألا يلتحق الفرد الذي يبحث عن ذاته بالعمل الماسوني يا ترى؟

يرتبط التفردن والمنطق التحليلي الشخصي بعمل الكائن الإنساني، كالمبتدئ الذي ينحت حجره. في عام 1950، وعندما كان في السبعين من عمره، نحت يونغ حجرًا مكعبًا حفر عليه النص التالي:

هو هذا الحجر ذو المظهر المتواضع، الرخيص الثمن، والذي يزدريه الحمقى. أمّا العارفون فهم يزدادون له حبًا.

لقد علَّمتنا الماسونية أن هذا الحجر مخبأ في كل واحد منا. ومع ذلك، ليست المادة هي ما يهتم به الكائن الأسمى، إنما هي الروح التي تحثها. وهكذا يصبح الانحناء أمام الحجر كمَعلَمٍ من معالم الألوهة مساهمة صوفية. وفي هذا النهج الذي بوسعنا تسميته ولادة الذات، لأن كل يجيب كما يرى، يصبح يونغ مرشدًا روحيًا أو (بنّاءً) ماسونيًا لا يرتدي المئزر كما يؤكد البعض الآخر.

في عام 1928، وأثناء قراءته سر الوردة الذهبية، قرر يونغ الكلام على التفردن فتصدى لمسألة الخلود، التي هي مسألة خيميائية بامتياز. وفي علم النفس التحليلي، يشكِّل فكُّ الرموز البدئية وتحديد المواقف الإسقاطية الكاشفة تعزيزًا لاستقلالية العناصرَ الأساسية للشخصية المستقلة، لأن هذا التفردن المخلِّص، سواء تم عِبر أدوات الرمزية الماسونية أو عن طريق سلوك المنهج اليونغي، سيؤدي حتمًا إلى تلاقي أو يقظة الذات أو تلقِّي النور إن شئنا استعمال التعبير الماسوني.

لقد كان العمل على فك رموز النماذج البدئية للعالم، والذي قام به يونغ طيلة حياته، يضاف إلى ذلك وضعه لنتائج تحرياته في متناول الجميع؛ مشروعًا ساعد على تفتح كل فرد. فهل يتطابق هذا المشروع مع المنهج الماسوني، سواء أكان -هذا المنهج- يستعمل لغةً أخرى هي لغة علم نفس الأعماق، أو كان يستخدم تعابير الأُخوَّة العاملة؟ وهذا ما يعيدنا إلى موضوعنا.

3 - البنوة:

يتذكر كل فرد منكم ما يتحدث عنه الطقس السكوتلندي القديم والمقبول REAA حين يتكلم عن ذلك النور الذي يضيء "الروحَ البشرية التي لا يعترض شيء إشراقها".

لأن استعادة الذات تتطلب اتباع منهجية. وهذه المنهجية تتحقق عن طريق الكلمة المحرِّرة، التي هي صياغة للغة الخافية التي ستوجِّه التحول التدريجي للشخصَ عبر روابط علائقية جديدة مع المجتمع والمحيط الذي يختاره.

استشهاد:

تركتُ العنان لريشتي؛ كي ترسم بلا موديل خطوطًا سبق أن رسمت وملأت مساحاتٌ منبثقة جميعها من خافيتي. (...) كنتُ أنظر إلى الورقة، إلى الشَّعر البني الكثيف، إلى الفم نصف الأنثوي، إلى الجبهة العريضة المفعمة بصفاء فريد. (...) فتتيقظ في نفسي ذكريات الماضي و(ذكريات) المعرفة[9].

فالمساررة الماسونية والتحليل النفسي اليونغي طريقان يسعيان إلى استعادة الغنى الداخلي وتحقيق المزيد من التفتح. ومفهوم الشخصية persona يعكس معنى آخر يحدَّد الفعل الذي ينجزه كل شخص على الهوية، ومنذ نعومة أظفاره. فهنا، يواجه يونغ والده، ويقارن نفسه بجده، وفي مقابل الصورة الرمزية لغوته نراه يواجه س. فرويد.

إن العمل الدؤوب الذي قام به يونغ مكنه من وصف الوظائف التي يمكن أن تلعبها أدوارُ شخصية تنمو من خلال انعتاقات متعاقبة لكي تصبح أكثر استقلالية. وقد تزامن موت أبيه مع اختياره للطب النفسي. فهو الذي كتب:

بومض البرق، وكأنه الإلهام، فهمتُ أنه ليس من الممكن أن يكون لي هدف آخر سوى الطب النفسي. (ص 76)

بهذا التوجه المبكر رفض يونغ اللاازدواجية، وقبل بأن يكون حالمًا غير معقد، وذرائعيًا صارمًا. ومن خلال البحث والدراسة والتمعن في جذور الوعي ومضمون الأعمال الخيميائية وتاريخ الشخصيات التوراتية، قام بجمع ما هو متناثر ومتعارض. فبالنسبة له:

النموذج البدئي هو في الواقع ميل فطري واضح، كـ(الميل) الذي يدفع الطائر إلى بناء عشه والنمل إلى تنظيم حياته في مستعمرة[10].

وقد سمح له انفتاحه الذهني أن يتوصل إلى مفهومه المتعلق بعملية التفردن، وهو مفهوم شكَّله خلال سيرته الذاتية. وهنا نتذكر غوته، الوالد المفترض لجده، كما أشرنا أعلاه.

ونحن نعلم أن مؤلف غوته الذي عنوانه فاوست كان له لدى يونغ مفعول بلسم عجائبي يسيل على نفسه (ص 82)؛ ونحن كنّا نتحدث عن موروث رمزي. لذلك تبدو التساؤلات التي طرحها يونغ على نفسه جوهرية لدى فاوست الذي كان يتساءل عن مصير البشرية، وعن دور ميفيستوفيليس Méphistophélès [الشيطان][11] الذي هو ظل الإنسان وتطوره والذي يقف عائقًا أمامه. هذا الواقع أو هذا الفاوست الذي يصفه ﭙوشكين (1799-1837) بإلياذة الحياة المعاصرة. أمّا ج. لوكاكس G. Lukacs (1855-1971)، فقد تحدث عن عمل يعالج مصير البشرية برمتها.

وفي عام 1934، كتب يونغ أن ما نسميه سبر اللاوعي، يكشف في الواقع وفي الحقيقة طريقَ المساررة القديم والأبدي. (ص 85)

لقد فتح كل من غوته ويونغ فضاءاتٍ داخلية تمكن الفرد المتفتح من العيش فعالاً وحرًا ومنسجمًا مع الآخرين من أخواته وإخوته الذين يشكلون المجتمع. وقد تكلمنا سابقًا عن البنوة، لأن يونغ يقول:

لدي شعور قوي بأنني واقع تحت تأثير الأشياء والمشاكل التي بقيت ناقصة وبلا جواب من قبل أهلي وأجدادي وأسلافي. (ص 92)

ونتساءل، هل يمكننا بهذا الصدد، الكلام عن فكر ماسوني عابر للأجيال؟

لقد أصبح يونغ المولود في بيئة تألف الرموز، وبعد بحث شغوف، خبيرًا عالميًا بهذه الرموز (ص 92). ما يطرح السؤال حول هل ألهمتِ الرمزيةُ الماسونيةُ يونغَ في الصميم؟ إن مفهومه الخاص بعلم نفس الأعماق، أي عملية التفردن، مأخوذ بلا شك، وكما يشير جان-لوك ماكسانس المذكور سابقًا، من إرث ملكي يتجسد في هذا العدد الكبير من الأدوات الماسونية التي يستجلبها من أجل سبر أعماق النفس la psyché.

فبعد دراسة المقالات الخيميائية وقراءة أعمال الباحثين الذين كان من بينهم بيكون (1214-1294) وأرنو دو ﭭيلِّينوﭪ والقديس توما الأكويني (1228-1274) وإسحاق نيوتن (1642-1727)، أدرك يونغ وجودَ تطابق بين صور الخيمياء وصورِ خافيةِ لاوعي الإنسان الحديث. في هذا المنحى جاء البرهان على وجود النماذج البدئية والخافية الجمعية. وقد تحدث مطوَّلاً كلٌّ من مرشيا إلياد (1907-1986) وهنري كوربان وجورج دوميزيل (1898-1986) عن هذه المساررةَ الدؤوبة الهادفة إلى تغيير الحالة الإنسانية (ص 102). فـ"ذهبُ" البحثِ الخيميائي هنا هو خلود الجسد أو روحنتُه. وتصبح الخيمياء، التي هي إحدى الطرائق الباطنية، الخطَّ الموجِّه لأبحاث يونغ. ومنذ 1928، ركز يونغ أبحاثَه على الخيمياء وصورها ليؤسس عدةَ عناصر لعلم نفس الأعماق التي أنجبت -بدورها- الخافيةَ الجمعية. إن دراسة الأساطير والحكايات في الأدب العالمي ورصدها يجعلنا نلاحظ وجود هذه العناصر في كل مكان وعلى الدوام (ص 108).

وقد أكمل يونغ دراسته في باريس، حيث تابع الدراسة في الكوليج دو فرانس ثم ذهب إلى بريطانيا، وبعد عودته إلى سويسرا، تزوج من إيمَّا راوشنباخ التي أنجبت له 5 أولاد. وفي زوريخ، حيث كان كبير أطباء العيادة ما بين 1905 و1909، بحث في تداعيات الكلمات بتشجيع من الأستاذ أوجين بلولر (1857-1939).

 

بدًا من العام 1909، بدأ يونغ يبني لنفسه مسكنًا رائعًا هو برج بولنغن الشهير. ويشير أحد كُتّاب سيرته الذاتية إلى أن يونغ نقش في هذا الصرح العديد من الأدوات والرموز الخيميائية؛ وهناك أيضًا باشر نشاطَه المهني واستقبال زبائنه الخاصين. في تلك الفترة كانت المسألة الدينيةُ هي الموضوع المفضل ليونغ ولزميلَه سيغموند فرويد الذي كان يكبره بـ 17 سنة (1856-1939).

ونُحَيِّ هنا ذكرى سيغموند فرويد وشجاعتَه، والذي نشر منذ عام 1900 أعمالاً هامة كان من بينها تفسير الأحلام، والتي قلبَتْ رأسًا على عقب المفاهيمَ السائدة في علم النفس؛ والذي كان يشرف على أعمالَ يونغ كاستمرارية كشفية لدراساته.

ونأخذ هنا مثالاً واحدًا هو الليبيدو الذي يعرِّّفه فرويد بالدافع الجنسي، ويصفه يونغ كطاقة نفسية رئيسية وكقوة حيوية. فنلاحظ أنه خلال سبع أعوام تحولتْ علاقتُهما من الدهشة التي أسستْ لعلاقة "الأستاذ بتلميذه" إلى الانشقاق النظري الذي ولَّد حركتين للتحليل النفسي. فقد طلب فرويد من يونغ آنذاك عدمَ التخلي عن النظرية الجنسية وجعلها معقِلاً حصينًا وعقيدة. لكن يونغ، عالم خيمياء اللاوعي، والذي كان قبل مؤقتًا بالفرضية، دحض بند الإيمان الذي كان صالحًا لكل العصور. ونتساءل أترى لم يسلك يونغ بهذا الموقف سلوكًا ماسونيًا منفتحًا يجعل من الممكن دائمًا إعادة التساؤل حول كل شيء؟

ومرة أخرى نلاحظ في فكر يونغ عدةَ أعمار على مر الوجود، وهذه الفكرة تحيلنا ربما إلى درجات الماسونية وبالتالي إلى الرمزية. فنراه يتحدث في جذور الوعي عن العمل الذي يؤديه الإخوة قائلاً أنه:

إذا كان التفاهم مع الظل l'ombre هو من أعمال المبتدئ والرفيق، فإن التفاهم مع الـ anima هو عمل المعلم. (ص 44)

تعريف:

الظل [الشبح] l'ombre: هو من الصفات غير الحسنة أو المكروهة في الشخص، كأساليب التصرف أو التعبير عن الذات أو التفكير والتي لا يحبُّ الشخصُ الاعتراف بوجودها في نفسه. حيث يبدو أن هذه الصفات لا تخضع للإرادة الواعية للإنسان. أما التحليل فيتيح استيعاءَ هذه الطريقة التي تتصرف الخافيةُ وفقًا لها[12].

ونتساءل ألا يقيم يونغ جسرًا بين علم النفس التحليلي وبين الماسونية، حين يربط بين الرمزيةَ الكونية وبين طريق المساررة؟

لأننا نتساءل: هل تبني الماسونيةُ مستقبلَها على ضوء التحليل اليونغي، من منطلق أن الإنسان المعاصر يشرع أكثر فأكثر بدراسة الرموز ومدلولاتها؟ حسب يونغ، تتضمن الحياة 9 مراحل هي: الولادة، الطفولة، الانتقال إلى المراهقة، مطلع النضج، منتصف الحياة، النضج، الانتقال إلى نهاية الحياة، الشيخوخة، الموت.

حين كان يونغ يقوم ببناء برج كما كان يفعل عندما كان صبيًا (ص 138)، فإنه كان يؤدي طقسًا. وبتلبية الحاجة إلى الطقسنة ritualisation، من خلال استخدامه الحجارة كوسائل رمزية، ألا يقر يونغ يا ترى، وكما يعتقد ج. - ل. ماكسانس، بواجب العرفان بالجميل لـ"إرثه الماسوني"؟ حيث تصبح المنحوتات والمنشآت طقسَ دخول، أو قاعدة محراب، نحو اكتشافات جديدة (ص 139) تميز مراحلَ تفردنه ووضعه الخاص ومرتكزه الـﭙسايكولوجي. فالصوَّان le silex الذي يحول الحجرَ la pierre كالأداة التي تعمل في الخافية، كالماسونية أو الماسوني -تقريبًا- حين يسلكا درب المساررة. يطرق يونغ الحجرَ راسمًا شعاراتِ عائلته، باحثًا ومستفسرًا في مقالات الخيمياء، كاسرًا أبوابَ محفله وخافيته وذاته، ومستجوبًا الأديان.

يقول الكاتب ميغيل سيرانو بعد عدة مقابلات أجراها مع كل من يونغ وهسِّه:

كلما تمعنتُ في أعمال يونغ كلما أدركْتُ ذلك التشابهَ القائم مثلاً بين علم نفس الأعماق لديه، وبين درب المساررة؛ فقد كان لدي الانطباع بأن لغةً مرفوعةً إلى الدرجة الثانية كانت تتحكم بأعماله، ولم يكن هو نفسه ربما مدركًا لها. (...) لقد كان يونغ يسعى إلى إقامة حوار بين الفرد والعالم من دون أن يستبعد، مع ذلك، مفهومَ الشخصية ومفهوم الأنا.

يعتقد ج. – ل. ماكسانس أن يونغ نقلَ الرمزيةَ الماسونية إلى حقل تحليل النفس البشرية (ص 144) فأعطى الدراساتِ المكرسةَ للكائن الإنساني مقاربةً ماسونية ومنهجًا تربويًا متطابقًا مع مراحل تطور الشخصية.

5 - الرموز كطريق إلى المساررة:

لأن كل رمز ديناميكي، ويتيح الانتقال من معنى إلى آخر، يحركه الحماس والاندفاع كنوع من القفزة التي يقوم بها الفكر أو الخيال؛ فإن درب المساررة الماسونية وعلم نفس الأعماق يخوضان نفس المعركةَ ويفكر كلٌّ منهما على شاكلة الآخر (ص 163). فتاريخ النفس البشرية يكشف عن أسرار (هذه النفس) ويلجأ إلى الرموز. ونحن نعرف وظائفَ المبدأ المذكَّر l'animus والمؤنث l'anima، ووظائفَ الشمس [مذكَّر le soleil] والقمرِ [مؤنَّث la lune]، والظل [الشبح] والقرين والصِّنْو، كمفاهيم ذات طابع أسطوري تتيح تقديمَ تفسير ديناميكي.

لأن القمر هو رمز التحول والنمو، والظل [الشبح] صورة الأشياء العابرة المتغيرة، ولأن المبدأ المؤنث l'anima يمارس تأهيلاً وسيطًا بين الأنا وبين الذات، ولأن هذه الأخيرةُ تشكِّل نواةَ النفس la psyché. لذلك يرى يونغ أن المبدأ المؤنث l'anima يتضمن عدةَ مراحل من التطور.

يتطور المرء في الماسونية، من خلال عمله على أدوات رمزية منتقلاً تدريجيًا من الزاوية إلى الفرجار مرورًا بالمسطرة والشاقول والمِسْواة وحتى أحيانًا الفأس التي تشقُّ والبَيْزَر [الدبوس] (مطرقة خشبية ذات رأسين) الذي ينبِّه أو يسحق؛ ويتطور بالتصالح مع نفسه وتجميع قواه واستخراج شخصيته الحقيقية ليبدأ تفتُّحَه بأفضل ما يمكن، ووفقًا لمنهج تطور خاص به. (ص 164)

ولكل أداة من هذه الأدوات معنًا رمزيًا، فالفرجار هو القياس الحق [القِسْط] والزاوية توافق بين المتناقضات فتكون على صورة ما ينبغي أن يكون عليه الحديثُ المتقن للمسارَر(ة). وغالبًا ما يمر شفاء النفس بقبول الظل وإدراكه بذكاء. كما ينبغي تطويع الأرض المجهولة لخافية المرء عبر مقاربة تدريجية!

يوضح يونغ أنه من بين مرضاه الذين أمضوا 35 عامًا تساءل الكثيرون عن الدين ولم يشفى واحداً منهم ما لم يحدد موقفًا دينيًا. هذا، طبعًا، لا علاقة له البتة بمذهب ديني معين أو بالانتماء إلى كنيسة ما (ص 191). ويؤكد يونغ على هذه الكلانية النفسية المتماسكة، لأن كل دين يتحدث عن شيءٍ من طبيعة الإنسان الخفية ويسعى إلى كشف عمقه السحيق (8). وكصدى لذلك، يأتي المفهومُ الماسوني لمهندس الكون الأعظم متضمنًا رمزية الذات وفكرة التعالي. ويتابع يونغ أعمالَه، بعيدًا عن تقديم دليل على وجود الله، واثقًا من الحضور البدئي أو النموذجي للألوهة. حيث يرى أن الحياة معنى ولا معنى في آن معًا، أو لنقل أنه لها معنى ولا معنى لها في الوقت نفسه. لأني من خلال هذا القلق، أحتفظ بالأمل، وينتصر الإحساس في نهاية المطاف. (ص 193)

بتطبيق ما استخلصه يونغ على أعماله، يمكننا الإشارة إلى إرادته القوية في فهم مجال الخافية متَّبعًا بذلك طريقين: الأول الذي هو اكتشاف الغنى الداخلي الذي يوصل إلى التفردن، والآخر الذي هو الخافية الجمعية التي تهيكلها النماذج البدئية.

يمكن أيضًا أن نشير إلى عمل أصيل يثير الإعجاب والتناقض. فالإعجاب يسمح برفع مستوى الفهم لدى الأشخاص المهتمين بآلية عملهم النفسية الواعية واللاواعية، والتناقضات تقدم حقل تفسير مثير للاهتمام؛ كما يمكننا الكلام، أيضًا، عن اهتمام مستعرض حيث تجمع الحياةُ كشكل من الطاقة القوى التي توفق بين المتناقضات في دينامية تطابقية. يروي ﭙيير كورثيون، وهو أخ من محفلنا:

كنا نشعر لدى يونغ وجود أفكار تعود إلى عصور سحيقة، كما حصل معه بلا شك عندما أخذ يقطع الحطب على شاطئ البحيرة أمام برجه المبني على طراز القرون الوسطى فاكتشف البساطة القديمة للإنسان. ما جعلني أتخيله كيونس جديد لفظته غياهب البحر[13].

بعد الحرب، كان يونغ يحب أن يردد:

يمكنني فقط أن أتأمل وأتمنى بألا يصبح أحد يونغيًا... فأنا لا أستطيع [قبول] مُريدين عُميان.

إن هذه الدعوة اللطيفة تُذكِّرنا بالبنَّائين الذين كانوا يُدعَون، في عصر بناء الكاتدرائيات، بالبنَّائين الفاعلين. لقد فتحت حركات التوعية في القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر الطريق أمام الكاتدرائيات الشخصية. عندئذٍ أصبحت الماسونية عملاً استبطانيًا مشخصنًا، وروحنةً فاعلة في المحفل، وغالبًا ما تكون سرية؛ وأصبحت أدواتُ الماسون الفاعلين إرثًا رمزيًا لمحافل الرجال والنساء وأدواتِ تفكُّر معاصرة. وقد ورثتْ المحافل النسائية أدواتٍ مماثلةً لأنه في عصر المحافل المسماة بالفاعلة لم تكن النساء يمارسْن مهنَ الإخْوة الماسون. ومع ذلك، كانت الأدواتُ المستخدمة ترمز إلى المهن التي انتشرت اليوم ضمن إطار الممارسات المهنية التي لا تميز [بين الذكور والإناث]. وهكذا، بعثت هذه الأدواتُ الحركةَ في جميع أنواع المحافل وشكلت جزءًا من التراث العالمي. لذلك، قبل أن يدَع هرمان هسِّه رئيسَنا الموقَّر يقول كلمات نهاية الجلسة، ندعه يحدثنا بالصور عن مراحل حياتنا:

في الصباح، تنبثق الشمس من المحيط الليلي للخافية وتتأمل المدى الواسع المتلألئ الذي يَمنح نفسَه لها ضمن حركة توسُّع يكبر كلما ارتفعت الشمسُ في القبة السموية. فالشمس تكتشف معناها الخاص مع اتساع حقل فعلها الناتج عن شروقها؛ وترى نفسها وقد بلغتْ سَمْتها وحققتْ أوسع انتشار لمنافعها حيث تتعرف إلى هدفها الحقيقي. وعندما تدق الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، تبدأ الشمسُ هبوطَها، وتدخل عندئذٍ في انكماش على نفسها، يصبح بوسعنا القول أنها تمتص أشعتها بدلاً من نشرها. ويتراجع الضوء والحرارة حتى ينطفئا في النهاية. لحسن الحظ، نحن لسنا شموسًا طالعة. ولكنَّ في داخلنا شيئًا يشبه الشمس، والكلامُ عن فجر العمر وربيعه وغروبه وخريفه ليس مجرد لغة عاطفية[14].

ملاحق للاطلاع:

قبل أن أختتم، أود أن أكلمكم عن دبلوماسي تراسل مع هرمان هسه وكارل غوساﭪ يونغ مسافرًا عدة مرات إلى تيسان وإلى ضفاف بحيرة تسورِش. يقول:

لقد وحد هذان الرجلان رضًا عميقًا في عملهما لأنهما استطاعا من خلاله التعبير عن كينونتهما العميقة. ولو كان علي أن أقارن بينهما، لقلتُ أن هسه قد نقل إلي شعورًا قويًا بالسلام والصفاء، أما يونغ فقد كان يبدو حتى اللحظة الأخيرة باحثًا عن شيء ما، وصوتُه كان ربما كصوتَ الساحر الذي، خلافًا للقديس، لا يتعلق بإيجاد التوحد أو السلام على المستوى الإلهي، إنما يتابع باستمرار طريقًا مَلَكية مع كل ما تحمله من آلام. ولكنني لستُ متأكدًا من ذلك، فإذا كان يونغ رجل علم قادر على سرد اكتشافاته بلغة الناس العادية، فإنه كان يمثل في الوقت نفسه كائنًا غريبًا يروي خبراتٍ غيرَ محتملة بلغة تتعارض مع لغةَ العلم الرسمية. حيث قدَّم مصطلحاتٍ جديدةً للتعبير عن الأسرار المنبثقة من الموروث الشامل للإنسان[15].

وأخيرًا، نقترح أن نختم مع ج. - ل. ماكسانس متوقفين عند رمزية أعمدة الهيكل الماسوني، حيث في قلب هذه الصورة يعكس فرويد مبدأ بوعز Boaz [العزيز] الذي يرمز إلى "من فيه القوة"، بينما يعكس يونغ مبدأ ياكين Jakin الذي يرمز إلى "من سيدعم". إن صوت طبيب الروح ينال منذ سنوات حظوةً كبيرة لأنه يقدم ربط النظام والفوضى ووحدة الفصل واللافصل، ورؤيا الأُخوَّة وتجاوز العقلاني ضمن منظور انسجام أسمى، بواسطة عمل استبطاني مستمر. فمن خلال ترابط المسؤولين في تجمُّع المحافل [الماسونية] الوطنية بعضهم ببعض، ومن خلال الاهتمام بتعليم علم نفس الأعماق؛ سيساعدون الناس على مواصلة التحول الفردي والجمعي الذي تسعى إليه الماسونية.

*** *** ***

ترجمة: محمد عبد الجليل

تدقيق: أكرم أنطاكي

المراجع:

1.    بربارة حنا، يونغ، حياته وأعماله. ديرﭭـي، 1989.

2.    ريتشارد نول، يونغ، المسيح آريين، ﭙلون 1999.

3.    جان-لون ماكسانس، يونغ مستقبل الماسونية، ديرﭭـي، 2004. نحرص على الإشارة إلى قرائنا أن هذا العمل يفيد كموجِّه لهذا البحث وأننا غالبًا ما نشير إلى هذا المؤلِّف خلال هذا النص مع ذكر صفحات عمله.

4.    هرمان هسِّه، المكتبة العمومية، خوسيه كورتي، 1995، ص 385.

5.    فرانسواز جيرو، دروس خاصة، فايار، 1990، ص 110.

6.    جان مورج، الماسونية مجتمع تسارري في الأزمنة المعاصرة، ديرﭭـي 2002.

7.    ميغل سيرانو، ك. غ. يونغ وهرمان هسِّه، جورج، 1991، ص 57.

8.    إيسيه تاردان-ماسكولييه، ك. غ. يونغ، قدسية التجربة الداخلية، دروغيه وأردان، 1992.


 

horizontal rule

[1]  محاضرة ألقيت في محفل ألبينا ولم يرد في نصّها، المنشور على الإنترنت، اسم من ألقاها.

[2] J.-L. Maxence, intitulé Jung est l’avenir de la Franc-Maçonnerie, paru aux Editions Dervy, 2004.

[3] Barbara Hannah, Jung, sa vie et son œuvre, Dervy, 1989

[4] Richard Noll, Jung, le Christ Aryen, Plon 1999.

[5]  محاولة سبر الخافية [اللاوعي]، ك. غ. يونغ، دينويل، 1964.

[6]  فرانسواز جيرو، دروس خاصة، فايار، 1990، ص 110.

[7]  ك. غ. يونغ

[8]  هرمان هسه، دميان، ص 95.

[9]  هرمان هسه، دميان، ص 119، 1925

[10]  ك. غ. يونغ، محاولة سبر اللاوعي، دينويل، ص 118، 1964

[11]  ميفيستوفيليس Méphistophélès هو تجسيد للشيطان في كتاب فاوست لغوته حيث يبيع الساحر فاوست نفسه للشيطان ميفيستوفيليس لقاء حصوله على المعرفة والخيرات الدنيوية. (المترجم)

[12]  المبدأ المؤنث l'anima والمبدأ المذكَّر l'animus - ص 99 و100، النماذج البدئية ص 101

[13]  تكلم ﭙيير كورثيون عن لقائه بيونغ في كتابه ﭙيير كورثيون من لوحة إلى أخرى، لاباكونيير/Ats، 2004، ص 167-168.

[14]  129، ص 233-253، ألـﭙينا 10/2003

[15]  ميغل سيرانو، ك. غ. يونغ وهرمان هسه، حكاية صداقتين، جورج، 1991، ص 133.

 

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود