|
قيم خالدة
في
حديثنا عن الوجودية، سيرتكز نقدُنا على
جانبها "السلبي"، لأنه الجانب الوحيد
الذي يرينا حقيقتَها وموقفَها من التيارات
الفكرية الأخرى، وسنغض الطرْف عن جانبها
"الإيماني"، مع أننا سنتحدث عنه
أحيانًا. فنحن نعتقد أن الوجودية، كما كانت
معروفةً في القرن العشرين، ليست من نتاج
ذلك العصر وحده، بل هي من نتاج العصور
الغابرة جميعًا: لقد وُجِدَتْ في كلِّ حقبة
من أحقاب الفكر الإنساني لأن الإنسان كان
يشك، أو يعلن ثورته، أو يتذمر من الوجود
ويتمرد عليه، أو يفكر فيه تفكيرًا سلبيًّا،
أو يرى عبثه ولاجدواه. ونحن نعتقد أيضًا أن
الوجودية السلبية قد نتجت من الصراع الذي
قام – ومازال قائمًا – بين وجهتَي النظر
المادية والروحية إلى الوجود، ومن التقدم
العلمي الهائل، ومن الآراء العلمية التي
تسود العالم، بنتائجها المادية التي لا
يُخضِعها الإنسانُ لتحليل فكريٍّ معمق؛
كما نتجت أيضًا من المساوئ التي وصلت إليها
البشرية ومن المآسي والويلات التي تركت
الإنسانَ في فوضى الفكر وظلامه وجحيمه.
"والحق
لا يضاد الحقَّ، بل يوافقه ويشهد له." –
ابن رشد
|
|
|