|
الماتريكس:
الإنجيل بحسب نيو علماءُ اللاهوت
وخبراءُ ثقافة البوب يَرَوْنَ في فيلم الماتريكس
ظاهرةً تعيد تشكيلَ الرأي العام حول الدين الميتافيزياء على
طريقة ماتريكس: هواةُ الخيال العلمي
والفلاسفةُ والبوذيون والمسيحيون
الإنجيليون يجدون في الماتريكس أفكارًا
تَتَصَادى مع قناعاتهم لقد ولَّى ذلك العصرُ
السينمائي الذي كان الكتابُ المقدس فيه
عاملاً أساسيًّا. لقد لعب كلٌّ من تشارلتون
هِستون وجيمي ستيوارت دور البطولة في أفلام
مقتبَسة مباشرة عن ثيمات من تاريخ العهد
القديم والفداء المسيحي. أما
في أيامنا هذه فقد أضحت هوليوود تتعامل مع
الدين تعامُلاً مختلفًا بعض الشيء. فماعدا آلام
المسيح لمِلْ غبسون، لا نجد العديد من
مشاهير النجوم يتزاحمون على تأدية دور نجَّار
الناصرة. غير أن بعض أكثر أفلام الخيال العلمي
التي أنتجتْها هوليود خلودًا اقتبس من قصَّته
الكثير. اختيار
كيانو ريفز كشخصية شبيهة بالمسيح للتمثيل في
ثلاثية الماتريكس قد يبدو من قبيل
التجديف، لكنه ليس بالأمر الجديد. ففيلم حروب
النجوم، وإنْ لم يطرح فكرة يسوع جديد، فقد
أشعَرَ الكثير من الهواة أنه يخلط خلطًا
حرًّا بين الأسطورة والدين. وقد ذهب بعض
النقَّاد إلى حدِّ القول بأن فيلم E.T.
الكائن الفضائي قد عوَّل كثيرًا
على قصة آلام المسيح – الأمر الذي نفاه مخرج
الفيلم (اليهودي) ستيفن شبيلبرغ. ونجد أيضًا
أفلامًا أحدث، بدءًا من إشارات وصولاً
إلى تماس، تمرِّر، على خلفية خيال علمي،
نقاشًا حول مسائل إيمانية جادة. ولكن
في حين أن الأفلام السابقة اكتفت بإشارات
مبهمة إلى القصة المسيحية، فإن الماتريكس،
بحسب ما يذهب إليه بعضُ علماء اللاهوت، يخاطب
مباشرة لبَّ الهوية المسيحية. غير أن
السيناريو، كما يؤكد خبراء الدين، ينهل من
الفلسفة الأفلاطونية والميثولوجيا
الإغريقية والبوذية وما بعد الحداثة. بوستر الجزء الأول من
"الماتريكس" إن
خَلْطَه العالي الجودة بين كتب المغامرات
المصوَّرة والميتافيزياء الرفيعة قد ألهب
شبابيك التذاكر لتحقيق ربح يزيد عن الـ450
مليون دولار في العالم قاطبة سنة 1999. لكنه
خَلَقَ أيضًا، في المقابل، توترًا لاهوتيًّا
حول رمزية الفيلم. ومن شأن هذا النقاش أن
يتصاعد حول مختلف تأويلات الثلاثية بعد عرض
فيلم الماتريكس المعاد تحميلها (الجزء
الثاني). يقول
غلين يافث، ناشر كتاب تناوُل الحبَّة
الحمراء: العلم والفلسفة والدين في "الماتريكس":
"هناك طريقتان للنظر إلى الموضوع من منظور
مسيحي: الأولى هي أنه يعيد سَرْدَ قصة المسيح؛
والطريقة الثانية للنظر إليه هي أنه فيلم
عنيف جدًّا، محشو بتشكيلة واسعة من ضروب
التجديف التي تستغل تجاوُب الناس مع الرواية
المسيحية من أجل تمرير قصة ملحدة من حيث
أساسُها." لكن كلا الجانبين يرى في الفيلم
ظاهرة سينمائية تعيد تشكيل مفاهيم الجمهور عن
الدين، إيجابًا وسلبًا. فكأن
الماتريكس، على حدِّ قول الناقد الثقافي
ريد ميرسر شوخارت، "ترغم الناس على الفحص
عن تعددية الأديان مقابل وحدة الإيمان."
فكما يجاهد أبطال الفيلم لفهم ما هو حقيقي،
كذلك يأمل هواة ماتريكس، كما يقول خبراء
السينما، أن تساعدهم الدفعةُ الثانية من
الثلاثية على تفكيك خيوط رمزية الفيلم
المتشابكة. وقد
بدأ الجهد المضني لتفكيك الفيلم بتساؤل. ففي
أحد حلقات برنامج Superbowl
Sunday
في العام 1999، نكَّل صانعو الفيلم بمشاهِدي
التلفزيون، مستخدمين فيلمًا دعائيًّا قصيرًا
تساءل حول "ما هي الماتريكس؟" وبعد أن
حقَّق الفيلم انطلاقته الموفقة مع الفصح، بدأ
المشاهدون المولَعون به يجيبون على هذا
التساؤل التسويقي الذكي، كلٌّ حسبما فَهِمَه.
والنتيجة أن هواة أفلام الخيال العلمي
والفلاسفة والبوذيون، وحتى المسيحيون
الإنجيليون – جميعًا – وجدوا في القصة
أفكارًا تَتَصَادى مع قناعاتهم. ويضيف
السيد يافث: "توجد الآن مئات من [مواقع]
ماتريكس على الشبكة، ومضمونها ليس حول شكل
كيانو ريفز الظريف، إنما حول المتوازيات مع
المسيحية، حول الأسُس الفلسفية – هذا فيلم...
يستحوذ على مخيِّلة الناس الفكرية." غير
أن بعض المراقبين يشكِّك في قدرة الفيلم على
إيصال العمق. فقد أخذ عددٌ من نقَّاد الجزء
الأول من الماتريكس عليه كونَه شديد
الادِّعاء. كما أحبطتْ بعضَ المشاهدين تلك
المزاوجةُ بين مشاهد قتال الكونغ فو وبين
سيناريو من نوع كتاب الفلسفة للمغفَّلين. واللافت
للنظر أن صانعَي الفيلم – الأخوين لاري وآندي
فاشوفسكي – لم ينبسا ببنت شفة حول رؤيتهم
للثلاثية. لكن عاشقَي الكتب المصوَّرة هذين
أزاحا ما يكفي من النقاب للكشف عن مقاصدهما. فقد
صرَّح لاري لمجلة Time
في العام 1999: "نحن مولَعان بالميثولوجيا
وبالثيولوجيا، وإلى حدٍّ ما، بالرياضيات
العليا." وحين سُئلا عبر دردشة للشركة
المنتِجة على الإنترنت عن مقدار التعمُّد في
إيراد الإشارات إلى الأساطير والفلسفة في
الفيلم، أجابا: "كلها مقصود." والماتريكس
هو، ككلِّ الأساطير، أولاً وقبل كلِّ شيء،
قصة: قصة توماس أندرسون (ريفز) الذي يعمل إبان
النهار كمصمِّم برمجيات مشدود إلى مكعَّبه؛
لكنه يتحول إبان الليل إلى قرصان كمبيوتر
يُلقَّب بنيو، تقض مضجعَه تساؤلاتٌ مقلقة عن
الحقيقة. ثم تقوم مجموعة متمرِّدة يقودها
مورفيوس بتجنيد نيو وتقدِّم له فرصة الكشف عن
حقيقة الماتريكس. ويفلح
نيو في انتزاع نفسه من الماتريكس، ليدرك أن
البشر عبيد لإمبراطورية من الآلات الذكية
البشريةِ الصنع. فالماتريكس هي برنامج واقع
افتراضي مربوط إلى المخِّ البشري بهدف تضليل
البشرية والحيلولة بينهم وبين هذه الحقيقة.
ويقبل نيو على مضض رسالته لتحرير الجنس
البشري. وعلى
الرغم من أنه لا أحد يتعامل مع سيناريو الفيلم
وكأنه "عهد جديد جديد"، فإن قصة الماتريكس
حرَّضتْ سجالاً قويًّا في الأوساط المسيحية. فالكاتبة
والمسيحية المكرَّسة كريستينيا لافيل تأمل
أن يساعد تفسيرُها الكتابي للفيلم – الحقيقة
ضمن "الماتريكس" – على إلهام
المسيحيين لتطبيق رسالة الفيلم الإنجيلية
على حياتهم الخاصة. غير أن ردود الفعل على
كتابها جاءت مختلطة: فقد اتصل بها قسٌّ كندي
يستأذنها في استعمال الماتريكس كفكرة
أساسية لتبشير المراهقين بالإنجيل؛ لكنها
واجهت كذلك ردود فعل سلبية لدى حفل توقيع على
كتابها في مكتبة مسيحية. وهي
تعترف أن المزاوجة في الفيلم بين العنف
المسلَّح والتبذل في الكلام، من جهة، وبين
التأثيرات الدينية الشرقية، تنغِّص بلا شك
على بعض المسيحيين. لكن آمالها كبيرة في
العواقب: "إذا استطعتَ أن تتلمس طريقًا لك
من خلال ذلك الخليط وتستخلص فعلاً منه المادة
الجيدة... ففي وسع أيِّ مسيحي أن يطبِّق تلك
الأشياء على الحياة وينمو من خلالها." وتتابع
السيدة لافيل قائلة إن الماتريكس يعبِّر
عن الفكرة الأساسية للخلاص المسيحي: "الفكرة
برمتها عن حالة "اليقظة" أو "الانتزاع"
[من الماتريكس] هي إشارة إلى الخلاص." لكنها
تعترف بأن وجهة نظرها غير مقبولة من الجميع. وأستاذ
التاريخ والدراسات الدينية في جامعة نيو
هامشاير، ديفيد فرانكفورتر، مثلاً، لا
يوافقها على ذلك. يقول: "أعترض على المفهوم
القائل بأن [نيو] يمتُّ بصلة ما إلى يسوع. فهو
صورة البطل الكلاسيكي الوارد في الأدبيات
اليهودية القديمة." ويقول
السيد فرانكفورتر وغيره من خبراء الدين إن الماتريكس
لا يمثل المسيحية السنِّية بقدر ما يمثل
تمثيلاً تقريبيًّا المسيحية الغنوصية. فالغنوصية
لم تطوِّر أبدًا مذهبًا لاهوتيًّا محددًا
تحديدًا واضحًا، لكنها تصوِّر يسوع وكأنه بطل
يخلِّص الجنس البشري عن طريق "الغنوص"،
أو المعرفة الباطنية. ففي الفلسفة الغنوصية،
لا يشكِّل العالم المادي بعضًا من الخليقة
الإلهية، بل هو تجلٍّ لإله أدنى يُدعى "صانع
العالم"؛ إنه، على حدِّ قول الخبراء
الدينيين، واقع يشبه الكابوس ويأسر الجنس
البشري. لذلك، يعتقد الغنوصيون أنهم يستطيعون
تحقيق الخلاص، لا عبر التغلُّب على الشرِّ
والخطيئة بنعمة الله، بل بتحقيق "المعرفة
العليا" عن الحق. ولئن
وُجِدَت خيوط غنوصية حاضرة في العديد من
المنقولات الدينية، بما فيها التصوف
الإسلامي والبوذية، فإن هذه الخيوط، كما
يحيكها الماتريكس، تضفر همومًا معاصرة
بعضها إلى بعض بعقدة قديمة. يقول
روبرت تومبسون، أستاذ التلفزيون والثقافة
الشعبية في جامعة سيراكيوز في نيويورك: "ظلت
هذه المواد كلُّها تعتمل متقافزةً في الدماغ
البشري لقرون. وحين تصل إلى هذا التكرار
الجديد في العالم السيبري، تبدو هذه الأشياء
جميعًا مألوفة." وإذا
كانت سلسلة كتب متروكون عن يوم الحساب
التي حققتْ أعلى مبيعات تتلاعب بالمخاوف
السنِّية المسيحية عن مجيء المسيح الدجَّال،
فإن بعض المراقبين يذهبون إلى أن الماتريكس
يستعمل مفاهيم غنوصية لتصوير أفق لا يقل
رعبًا – ولعلَّه أكثر محسوسية: أفق سيطرة
التكنولوجيا على الجنس البشري. غير
أن نجاح كليهما عائد إلى القوة المُغْوِية
لنظريات المؤامرة. ويضيف فرانكفورتر: "سلسلة
متروكون تتعامل بوضوح كبير مع المخاوف
الثقافية العميقة حول المؤامرة المنظمة. و[في الماتريكس]،
تقع على المؤامرة المطلقة: حيث نحن جميعًا
خلايا بطارية تصوِّر حياتنا. وهو يستمد من خوف
المؤامرة المطلقة: الخوف من التكنولوجيا." مفردات ماتريكس بوذية: المشكلة الرئيسية
التي تواجهها البشرية، بحسب الفكر البوذي،
ليست الخطيئة أو الشر: إنها جهل الحق. وغياب
كائن إلهي صريح والإشارات إلى "التركيز"
و"الدرب" و"تحرير الذهن" تشي بتأثير
بوذي. ومتمرِّدو ماتريكس يعيدون تحميل
الحقيقة ويبرمجون أذهانهم لتحقيق الخلاص. توماس أندرسون: كان توما الرسول
يلقَّب بـ"ديديموس"، ويعني في اليونانية
"التوأم" أو "القرين". أما "أندرسون"
فيعني "ابن الإنسان"، أحد أسماء يسوع
الذي لقَّب نفسه به. وحَمْلُه لاسمين اثنين
يوحي بطبيعته المزدوجة: فهو، بوصفه "السيد
أندرسون"، غير حصين ضد قوى عملاء الشر؛ أما
بوصفه "نيو"، فإن له سلطانًا عليهم. ثالوث: هي Trinity
في الفيلم. تحيي قبلتُها نيو من الموت. عقيدةُ
أقانيم الله الثلاثة مركزيةٌ في السنِّية
المسيحية؛ ومع ذلك فكلمة "ثالوث" لا
تَرِدُ فعليًّا في الكتاب المقدس مطلقًا.
ونلاحظ كيف يعمِّق نيو سرَّ ماهية "ثالوث"
حين يقول لها: "ظننت فقط، م م م... أنكِ رجل." ترينيتي – ثالوث تحيي
نيو شر: يخبر العميل سميث مورفيوس
أن عالَم ماتريكس الأصلي قد "صُمِّم ليكون
عالمًا إنسانيًّا كاملاً". لكن ما من أحد
قَبِلَ البرنامج، على حدِّ تفسيره، لأن "البشر
يحدِّدون واقعهم من خلال البؤس والشقاء".
وهكذا، باقتباسه من فقرات من سِفْر التكوين
وبمقارنته البشر بفيروس، يقرِّر سميث أن
الشرَّ طبيعي وأنه حالة ملازمة للطبيعة
البشرية. شيفرة: اسم هذا الخائن،
الذي يتقن شيفرة ماتريكس، تحويرٌ لكلمة "صِفْر"
العربية... شخص أو شيء لا أهمية له ولا هوية...
منظومة كتابة سرِّية تستند إلى مفتاح. وشخصُه
يبدي الكثير من المتوازيات مع يهوذا. لذا نراه
في إحدى المرات يهتف: "واه، نيو، لقد أرعبتَ
الشيطان وأخرجتَه من داخلي." شيفرة – صفر صهيون: آخر مدينة بشرية. وفي
العهد القديم، يشير صهيون إلى عاصمة داوود
الملكية. وعملاء ماتريكس يرغبون في الحصول
على الكودات المفضية إلى صهيون فوق كلِّ شيء. العدد (علم): رقم شقة نيو هو 101،
مما يوحي بأنه "الواحد المقصود". ويُردى
نيو في الشقة رقم 303، وبعد 72 ثانية (72 ساعة =
ثلاثة أيام)، يقوم من جديد. كلمة: لعل شعار
الاستوديوهات المعدَّل في مستهل الفيلم ذو
مغزى عميق. فحرفا WB
وفق شيفرة ماتريكس قد يشيران ببساطة إلى "الأخوين
فاشوفسكي" اللذين زجَّا بأنفيهما في شركة
"الأخوين وورنر" السينمائية. لكن تعديل
الشعار logo
– من كلمة logos
اليونانية التي تعني "كلمة" – في مستهل
الفيلم يحقق غايتين: الأولى، هي تحريف إنجيل
يوحنا، الذي يبتدئ بـ"في البدء كان الكلمة..."؛
والثانية، هي التأكيد على أن المعنى
الميتافيزيائي يمكن لملمتُه بالتنقيب عميقًا
في الكلمات، أو الكود. الله: في الماتريكس
يبرز الله كصورة ناتئة على حجر كريم فقط
كمتمِّم للثالوث. غير أن كلمة "معجزة"
تُستعمَل في حالات واضحة للتعبير عن الحاجة
إلى تدخُّل إلهي – أو بوصفها واقع هذا التدخل.
ولكنه لا يحمل ضمنًا معنى "العهد" بين
الله والإنسان. ما بعد الحداثة: يخبِّئ نيو برامجه
الممنوعة ضمن فصل بعنوان "في العدمية"
ضمن كتاب بعنوان الصور المزيفة والمحاكاة
لجان بودريار. إن هذا الكتاب [الفرنسي] الأصيل
في ما بعد الحداثة يطرح فكرة وجود نسخة من
دون أصل. وقد كلَّف الأخوان فاشوفسكي كيانو
ريفز قراءةَ هذا الكتاب قبل البدء بتصوير
الفيلم. ماتريكس: حرفيًّا، برنامج
مستعمَل لسَجْن الجنس البشري. وبحسب قاموس
وبستر، فإن كلمة "ماتريكس" تعني 1) الرحم؛
2) ذلك الشيء الذي في داخله، أو في داخله ومنه
ينشأ شيء ما، يتشكَّل، أو ينمو. والماتريكس
هي، في الجوهر، قصة عن الولادة والخلق. مورفيوس: معلِّم نيو. يطابق
بعض المراقبين بينه وبين يوحنا المعمدان، بما
أن الرجلين مكلَّفان بالتمهيد لمجيء مسيح.
وفي الميثولوجيا الإغريقية، كان مورفيوس،
ابن هيبنوس [النوم]، هو إله الأحلام. موسيقى: أغنية النهاية،
تعزفها فرقة روك "غضبٌ على الآلة"، هي
"استيقظ". نبوخذنصَّر: هي سفينة نيو. وهذا
الشخص المُشار إليه في سِفْر دانيال كان ملك
بابل القديمة الجبار، الذي عانى من أحلام
مضطربة. والاسم حرفيًّا يعني "نبو، حامي
التاج". نداءات هاتفية: بالتوافق مع التراث
النقلي النبوي، "يُنادى" نيو للقيام
بمهمته، ليس بعلَّيقة متَّقدة [كالنبي موسى]،
إنما عن طريق أحد موظفي فيديكس. وحواريتهما
الموجزة – –
توماس أندرسون؟ –
أجل،
أنا هو. – تعكس لغة الكتاب
المقدس المستعمَلة للتبليغ عن هوية خاصة. نيو: المسيح. هو اسم توماس
أندرسون الافتراضي، الذي يعني حرفيًّا "جديد"
Neo.
ويشار أيضًا إلى نيو بوصفه "الواحد" One
(والكلمة مؤلَّفة من الحروف نفسها مع تغيير
ترتيبها). ولادة: يشبه نيو لدى "انتزاعه"
من ماتريكس مولودًا جديدًا. لذا نراه، بمجرد
إزالة "حباله السُّرية"، يمسي أصلع،
مشوشًا، ومغطَّى بنوع من السائل الأمنيوسي.
وهو يسقط في أنبوب طويل، يوصِلُه إلى حوض ماء.
وبعد هذه المعمودية المفترَضة، يُرفَع،
وجسمُه الخائر يرسم شكل صليب. فقد كان على نيو
أن "يولد من جديد" قبل مباشرة رسالته. يسوع المسيح: كثيرًا ما يَرِدُ
اسم يسوع مترافقًا مع نيو، وكأوضح ما يكون حين
يشكر شوي، متعاطي المخدرات، نيو حين يؤمِّن
له برمجيات ممنوعة: "هلِّلويا! أنت
مخلِّصي، يا رجل. يسوعي المسيح الشخصي." *** *** *** ترجمة:
أكرم أنطاكي مراجعة
وتدقيق: ديمتري أفييرينوس *
جوزيف بورِك كاتب في طاقم The
Christian Science Monitor. |
|
|