لعلنا
لسنا بحاجة لكي نعلم ولا لمن يقول لنا إن ماسونية اليوم هي أبعد ما تكون عن
ماسونية الأمس كما كانت في تأسيسها الأصلي. وأعمالها الحالية كلها ليست أكثر من
تذكير بالمساررة القديمة في أسرار أوزيريس، وتلك التي للدرويد (كهنة الطبيعة)
القدماء، جاعلين منها مثلها مثل الديانات كلها مؤسسة جرى تحديثها من زمن إلى
زمن وفقًا لضرورات الظروف.
يكمن هدف الديانات كلها في روحنة الإنسان وجعله "السوبرمان" مفكر وروحاني،
ويتمتع بسلطة أعظم على التحكم بذاته، نافضًا عنه الجهل والأنانية والخوف.
فالوصول لـ"السوبرمان"، أو المعلم إنما هو الوصول إلى مواجهة الرب. ومع الشعلة
الإلهية، ومع اللهب المشتعل من عليقة على جبل حوريب، والإصغاء للصوت الداخلي
الذي يصرخ إليه قائلاً:
"اخلع حذاءك من قدميك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه هو
أرض مقدسة".