|
أسطورة
1. بلا مقدِّمات... سنتناول
في هذه المحاولة قصةً من نوع خاص. سنحدثكم عن
موضوع من أكثر المواضيع غموضًا في التاريخ
الباطني لأوروبا وللإنسانية بعامة: قصة "جمعية"
يقال إنها وُجدت، ونُسِبَتْ إليها كتابات،
وكُتِبَ حولها الكثير، كما نُسِبَ إليها عددٌ
من خيرة فلاسفة هذا العالم وعلمائه وأدبائه.
لكن، في الوقت نفسه، ليس في وسع أحد إلى الآن،
ولن يكون في وسع أحد في المستقبل، أن يثبت في
دقة حقيقة وجودها و/أو صحة ما و/أو مَن يُنسَب
إليها. فالموضوع مازال، إلى يوم الناس هذا،
إشكاليًّا من حيث "واقعيته"... لأن
هذه القصة أسطورة، كما قال بعضهم ومازال
يردد. وهذا صحيح ربما، ومنطقي إلى حدٍّ كبير.
فهي، كما يقال، أسطورة اخترعها بعض النوابغ
من العظماء المستورين في عالمنا – قصة ذكية،
جميلة، ومحكمة في ترابطها وعمقها، إلى حدِّ
أنْ صدَّقها الكثيرون بعيد اختراعها، وباتوا
يتعاملون معها كحقيقة وكواقع قائم، كان ولم
يزل... من الأمثلة
التي تخيَّرتُها على التحول النفسي رمزٌ
يلعب دورًا كبيرًا في التصوف الإسلامي، وأعني
به "الخضر" الذي يظهر في السورة الثامنة
عشرة من القرآن، سورة الكهف. يستأثر بالسورة
كلِّها سر الولادة الثانية أو الجديدة، و"الكهف"
هو مكان هذه الولادة: ذلك التجويف السرِّي
الذي يُغلَقُ فيه على المرء حيث تتم حضانتُه
وتجديدُه. ويصف القرآن الكهف بالقول [الآية 17]: وترى الشمسَ إذا طلعت تَزاورُ عن
كهفهم ذات اليمين وإذا غَرَبت تَقرضُهم ذات
الشمال وهم [أهل الكهف السبعة] في فجوة منه [في
وسطه]. |
|
|