اللاعنف والمقاومة
نيسان
2018
April
|
ذهب غاندي إلى جنوب أفريقيا وهو محامٍ خجولٌ، قلقٌ، وغير ناجحٍ.
وغادرها إلى الهند في العام 1914 وهو واثق بنفسه، فخور، عميق التديُّن،
وزعيم سياسيٌّ له شهرته. لم تكن أسباب مغادرته جنوب أفريقيا واضحةً
تمامًا. وعلى الرغم من اعتقاده، وقد عبَّر عن ذلك بطريقةٍ ما، بأن
نجاحاته هناك كانت محدودة إلى حدٍّ ما، إلا أنه ربما وصل إلى قناعةٍ
بعدم قدرته على القيام بأكثر من ذلك. وفي المقابل، اكتسب اسمًا ذا معنى
وأقام صلاتٍ مهمَّةٍ في الهند، فلعلَّه وصل إلى اعتقادٍ بأنَّ له دورًا
مهمًّا يريد أن يلعبه هناك. ومهما كانت أسبابه، فإنه عاد إلى وطنه
مزودًا بطريقةٍ جديدةٍ للعمل وبرنامج دقيق للأجيال القادمة في الهند.
كان غاندي في تلك الأيام داعمًا متحمِّسًا للإمبراطورية البريطانية.
واعتقد بأنها وجدت لأجل أهدافٍ نبيلةٍ، وهي بالضبط الأهداف التي "وقع
في حبها"، الأمر الذي أُعطي من أجله تصريحًا مفتوحًا بدخول بريطانيا
وجنوب أفريقيا، وعرَّفه على أساليب حديثةٍ ومتعددةٍ للعيش والتفكير.
فمن غير المفاجئ أن يحثَّ مواطنيه في كلٍّ من لندن والهند على دعم
المجهود الحربي البريطاني، فأحدث في العام 1914 فرقة لتقديم الخدمات
الإسعافية في لندن، وزوَّد بها الجيش البريطاني الموجود في الهند عام
1918. وعلى الرغم من خياره اللاعنفي، فقد أصرَّ على أن ولاءه
للإمبراطورية البريطانية يُلزِمهُ بأن يقدم لها دعمه الكامل عند
الحاجة.
|
\
| |
|