طبابة بديلة
|
|
|
نيسان
2013
April 2013
|
في هذا الإصدار
|
|
مبدأ
اللذة
تسعى الحياة إلى اللذة، ولا تسعى أبدًا إلى الألَم. فهذا توجُّه بيولوجي لأن اللذة
تتيح على هذا المستوى الشعور الجيد للكائن الحي وللحياة ذاتِها. والألَم يُعَاش كما
نعلَم كتهديد لتكامل الكائن الحي، وبالتالي، فنحن ننفتِح ونخرج بشكل عفوي باحثين عن
أمرٍ ذي طبيعة هي اللذة. إننا ننكمِش ونهرب من مواقف مؤلِمَة. وعندما يحتوي موقف ما
على وعدٍ باللذة، ولكنها ممزوجة بتهديد بالألَم فإن ما ينتابنا هو الشعور بالقَلَق.
لا يناقِض مفهوم القلق هذا عرضَنا السابِق لأن الوعد باللذَّة يستحضِر دافعًا ينحو
إلى خارج الكائن الحي باتجاه ينبوع اللذة، بينما يُجبِرُ تهديد الألَم الكائن الحي
على خنق هذا الدافع مولِّدًا حالة من القَلَق. أظهرَ عمل بافلوف الانعكاسات الشرطية
بوضوح عند الكلاب، كيف أنه من الممكن للقَلَق أن يظهر وذلك من خلال توافق بين تحريض
مؤلِم مع آخَر للذَّة في الحالَة نفسِها. كانَت تجربةُ بافلوف بسيطةً جدًا، فهو قد
قام بإشراط الكلب أولاً للاستجابة إلى جَرَس بتقديمِه له طعامًا على الفور بعد
سماعِه لضوضاء. وبعد قليل من الوقت، توَصَّلَ صوتُ الجَرَس وحدَه إلى جعل الكلب
يُستثار ويسيل لعابُه قبلَ لذَّة الطعَام.