|
أسطورة
من الملفت للنظر أن الإنسان القديم كان يحن إلى العود الأبدي الذي كان واحدًا من أركان تصور الشعوب القديمة كلها، تقريبًا، لمصير الكون والإنسان. لكن الأديان السماوية أبطلت هذا المفهوم واضعةً مكانه الخلق من العدم، والزمان من حيث هو تتابع أوقات لا عودة فيها. رغم ذلك، نرى نيتشه مثلاً، الذي يكاد يكون من معاصرينا، قد جعل من فكرة العود الأبدي بعدًا أساسيًا من أبعاد فلسفته. فما هو العود الأبدي؟ وما مبررات فكرته وأصولها في الوجود الإنساني؟ هذا ما سيحاول كتاب أسطورة العودة الأبدية لميرسيا ايلياد أن يجيب عنه. ويطلعنا المؤلف في المقدمة على خصوصية هذا الكتاب: فبدلاً من اللجوء إلى تحليل الظاهرة التاريخية تحليلاً نظريًا، عمد الكتاب إلى تفحّص التصورات الأساسية الخاصة بالمجتمعات القديمة، تلك المجتمعات التي عملت قدر استطاعتها على استبعاد دور التاريخ، مع أنها عرفت، بدورها، شكلاً من أشكاله.
سؤال: ما هي أبعاد بحثك والغاية التي تهدف إلى تحقيقها؟ جواب: يقع موضوع سرّانية الأسطورة ونظرية الأدوار في ثلاثة أقسام متداخلة ومتّصلة، هي: - أولاً: أساطير الطوفان العالمية المتنوعة. - ثانيًا: الأصول الأسطورية الواحدة المعبّرة، عبر تنوعات سردها، عن أسطورة كونية واحدة، هي قصة كونية واحدة أفصح عنها كمون المعرفة الإنسانية، وهي تتمثّل الأنماط البدئية المنحوتة في اللاوعي الجمعي. - ثالثًا: نظرية الأدوار المعبّرة عن تجدّد الطبيعة وأشكال الموجودات نتيجة لحفظ وتطوير بذرة أو بذور الحياة.
|
|
|