|
مسكين
يا ألله!
لمى الأخرسمسكينٌ
يا الله! أحببناك
فجرَّحناك مسكينٌ يا
الله! حمَّلنا
اسمَك ما لا يحتمل قيَّدناه
بسلاسل فولاذية الويل لمن
يلمسها فقد أصبحتْ هي
القدسية مسكين يا الله! فضنا بمحبتك فوضعناك على
المذبح نستبيحك
جميعاً عالماً
وجاهلاً مؤمناً
وملحداً قاصياً
ودانياً نذبح... نشرِّح... نحلِّل... نعترف وننكر ينسج كلٌّ منا
حولك وعنك قوانين وشرائع ويحلف بك أنها
منك له... له وحده ... يعلو الضجيج يعلو الخلاف تتشابك
الأصوات تتشابك الأيدي
وتُزهَق النفوس دوامات
ودوامات... ... ودمُك... يسيل
بحنان ودمعَك يسقيان الأرض
الصامتة فتُنبِت
زهوراً بيضاء لا تراها إلا
فتاة صغيرة برِداءٍ أبيض تنحني عليها...
تقبِّلها فتبتسم... ويفيض قلبُك
محبة فنُخلَق من
جديد ... تكاد تُغلَق
دائرة فتبدأ دائرة ودمُك أبداً
يسيل وعينُك أبداً
دامعة وقلبُك أبداً
مُحب مسكين يا الله... *** يا أرض... أحبك...
فترفعينني للسماء لأراكِ كوكباً
أزرق يتألق بالجمال تداعبه الغيوم تحيط به
النجوم يدور حولها
وتدور حوله في لعبة سحرية... ... أحبك...
فتصحبينني للغابات لشجرة عالية
عاليةْ تحمل الطيور
والثمار تظلل الغزلان تحنو على فطر
دقيق جار الجذور تحتضن شرانق
الفراش الملون البريء تُطعِم ورقها دودة خضراء
نهمة تتراقص مع
النسمات وتغني... ... أحبكِ... فتصعدين بي
لجبل شاهق يجلِّل قممَه
الثلج والضباب لا يكشف عنها
إلا للعاشقين
التائقين جبلٍ بصخور
جبارة تنبض الحياةُ
في ثناياها زهوراً وأعشاب
دقيقة تفيضُ صلاتُها ينابيع مياه
شفافة باردة نقية تحتضن
تجاويفُها النسَّاك
والزُهَّاد... ... تحبينني...
فتحكين لي عن أسرار
الولادة يوم كنتِ ذرات
وذرات جمعَها التوق فدارت ودارت... لحمة دوران ... ويتَّقد الشوق
لهيباً كرة مستعرة جذابة محمومة أشفقت عليها
السماء دموعاً مدرارة تجلِّلها
تبردها تهدئها تملأ شهقاتها فيهدأ الوجه
ويسكن والقلبُ أبداً
متقد يبحث عن منفذ يبحث عن برد
وسلام فيلد الحياة خلية فخلايا فكائنات تتوسع تتمدد تتعقد تتكامل ... وتصمتين يا
أرض بخشوع وهيبة لتحدثيني عن
سرِّ أسرارك عني... تراب ماء هواء... نار ونور عقل ونفس وروح نوافذ خمسة سماء غابة جبل ذرَّات دوران ولهيب خلية فخلايا تتوسع تتمدد تتكامل حتى البرد
والسلام... *** غيابك... شوق
ونارْ حضورك... توق
ونورْ شكراً لك شكراً لمحبتك في غيابك
والحضورْ *** كيف يُكتَب
النورُ يا قلمي؟! يا كلَّ
الأقلام! كيف يوصف
التوق... المحبة؟! لا تحزن يا قلم! لا تحرْ يا عقل! فها هو القلب
يتمدد يتفتح ليضم كل
الأشياء... *** يعتصر الألمُ
قلبَها يضغط على
رئتيها وفي غمرة
الاختناق تزفر صلاة... "حنانك يا
رب الأكوان إليك رفعتُ
صلاتي" ... يلامس ألمَها
وصوتَها ملاكٌ صغير فيشدو معها ترنيماً وغناء بحروف متلعثمة بالبراءة
والصفاء تضمه... تهدهده
مع اللحن فيتحرر قلبها وتهب عليهما نسمة من
السماء فتتنفس وتدمع عيناها لأنها أيقنت بأن صلاتها لمست حنان رب
الأكوان... *** رنَّمتْ
صلاتها في داري ورحَلََتْ... وطيفُها أبداً
باقٍ يرنِّم... يصلي... *** تهم بإطفاء
شموع عيدها وعيناها
مغرورقتان بدموع الامتنان نتقافز من
حولها تمهَّلي...
تمنَّيْ أولاً فتدعو لنا
فرداً فرداً تتمنَّى أحلى
ما في قلبها وتنسى الدعاء
لها... تذرف عيناها
الدموع تضمنا...
تقبِّلنا وتنسى الشموع... تلك هي أمي...
دائماً *** رغم نور البدر والغيوم
الكثيفة تلألأتْ نجمة
وحيدة في السماء *** لماذا يفيض
الحزن والألم فجأة؟! أسألك يا نفسي! فخلفك لا حزن
ولا فرح خلفك لا شيء
سوى الصمت منكِ مشاعري...
وخلفك توقي... *** الطرقات...
مختلفة الاتجاهات والأنواع أما طريقي
فوعر وصاعد الأبواب...
مختلفة الأشكال والأحجام أما بابي
فعتيق وضيِّق فهل تريدني؟! *** أرى وجهك يملأ
السماء... أتراك تملؤها أم قلبي الذي
ملأت؟! *** أين أنتَ؟! أغمض عيني فأراك أمامي قريباً جداً... أفتح عيني أقرب يدي من
وجهي أقربها حتى
تلامسه لكنك أقرب... فأين أنت؟! خلف العينين! في وسط الدماغ! في القلب! في الكل! لعل السؤال
غريب لعله غير هام حمداً لأنك
هنا... حمداً لأنني
أراك... أينما كنت *** أرى دربك
الصاعدة أراكَ فيها نوراً غبطة
محبة... ... -
اقتربي! - خائفة أنا... - اقتربي! - دربك ضيقة... ستتكسر
أضلعي دربك
وعرة... ستدمى
قدماي دربك
مقفرة... سأجوع
وأعطش -
اقتربي... أريدكِ
لي - توقي
أن أكون لك... تسحرني
حتى لا أطيق الجسد تغمرني...
تملؤني حتى
الشهيق حتى
اللهاث -
اقتربي اقتربي... أسلمي
قيادك -
وأضلعي وقدماي؟! جوعي
وعطشي؟! -
ستعتصر أضلعُك القلبَ ليفيض
بلسماً ستدمى
قدماك لتشفى
جراح نفس ستعطشين ليُروى
ظمأ قلب ستجوعين ليُسَدَّ
رمقُ تائق -
خائفةٌ خائفة أحبك...
أعشقك... توقي أن
أكون لك لكني
خائفة... -
اقتربي... ثقي بي... ثبِّتي
عينيك على جبهتي... تبصرين
الحقيقة أمسكي
يدي... تعرفين
القوة ذوبي
وأسلِمي... أحلُّ
فيكِ فتكوني
يدي وعيني
ولساني ويصبح
ألمك حلماً ووحدي
أنا... الحقيقة *** يدهس فيلٌ
زهرة يموت هيكلُها وتُنبِت
بذورُها عشرات الزهرات *** فراشة يُسكِرُها
نورُك يلتهب جناحاها تطير... تحلق يتقد لهيبُها حتى لا تطيق
الجسد لكنها لا
تترمَّد ولا تطلب ذلك فلهيبها ينير ليلَ أخواتها *** لا تضربه لا تجرحه لا تقتله إنه أخوك *** يكتب لي صديقي رسائل عن حبه
"له"... يُشرِكُني معه
جوهر الحياة يأخذني من يدي
وقلبي لسمائه
العالية سمائه الصافية فنصغي معاً
للصمت نحلِّق في فيض
نوره نذوب في
محبَّته ... يعيش صديقي
أفراحي وأحزاني يستمع
لثرثراتي وأسراري يمسح على
جراحي يصفعني عند
إغمائي يهذِّب أنيابي
ومخالبي يروي براعمي
ويحميها يفتح عيني
الثالثة يعلِّمني
المحبة وتدمع عيناه
فرحاً لكل حرف
أتعلَّمه... ... صديقي الحاضر
أبداً... ماذا أهديك في
عيدك؟! حار العقل لكن القلب
الصغير فاضت محبته فساد الصمت... *** صلَّيت على
الجبل وفي قلب
الوادي عند البحر وتحت الشجر في الجامع
والكنيسة في صوامعَ وفي غرفتي في وضح النهار وفي قلب الليل على ضوء شمعة وتحت ضوء
القمر... في كلِّ مرة في كلِّ مكان أجدني أصلِّيك
في قلبي... *** *** ***
|
|
|