|
أميركا...
أميركا...
حياة أبو فاضل أميركا...
أميركا... كم جميل لو بقينا... أصدقاء؟ وهل كنا
يوما حقاً أصدقاء؟ ليتك
تسمعين اليوم ما يقوله الناس عنكِ – الناس
البسطاء، لا الحكام الخائفون في عالمنا
العربي، في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية،
وفي أوروبا، أمِّك التي مشيتِ على خطاها،
أوروبا التي اجتاحت في القرون الماضية كل
أصقاع الكوكب، مستبِدَّة بسكانه الأضعف،
آخذة معها لقمتهم وكنوز أراضيهم وحرياتهم،
محوِّلة الإنسان إلى عبد بلا كرامة. واكتملتْ
حكايتُك مع أمِّك عندما أنجبتما ابناً
يشبهكما تماماً، تحرَّر منكما وبدأ اليوم
يرعبكما: ابنكما إسرائيل الذي تفوق في بثِّ
الباطل والإرهاب والموت. وأنتِ
اليوم تعترضين على الإرهاب بعدما وصلت الموسى
إلى ذقنك من حيث لا تدرين، أم أنك تدرين؟
وأُصِبتِ في كبريائك وهيبتك وسلطتك. وها أنت
الآن تنتقمين. كل هذا بسبب الخوف. وما حصل لكِ
كان سببه الخوف الآتي من جذور أنانية
الإنسان، من قايين وهابيل، إلى توأمي نيويورك...
ملايين الضحايا، من كل بقاع الأرض، على مرِّ
العصور، دفعت حياتها ثمناً للعنف المتبادل
والإرهاب. فهل في إمكانك نسيان سلاحك الفتاك
المتطور، وبكثير من الوعي والتواضع، معالجة
العنف والإرهاب بغير العنف والإرهاب؟ فكما
أنت قادرة على إغراق الشعوب في مستنقعات
صحراء جديدة، فيبقى الحقد والبؤس والإرهاب،
كذلك أنت قادرة على فتح صفحة مدهشة، غير
تقليدية، في تاريخ الجنس البشري الحديث، صفحة
يكتبها وعيُ أن كل شعوب الأرض ماضية في مسيرة
تطورٍ Evolution
تأخرت كثيراً بسبب الخوف، المصدر الدائم
للحروب والتسلِّط والعنف. لو أنك في مواجهة
نكبتك الغامضة تكسرين حلقة الإرهاب وتلجئين
إلى الصدق في القول والفعل، وتزيلين الخوف
بإزالة الباطل والظلم والجوع والفقر، لكنت
قوية وعادلة بحق، ولاستحققتِ منصب قيادة
مسيرة الإنسان نحو وعي جديد. وأنت وحدكِ قادرة
على لعب هذا الدور خارج سلبيات الأنانية
والاستعلاء والاستقواء باستعراض قدرتك على
التدمير. فهل
تفعلين؟ هل تغيِّرين وجه تاريخ الجنس البشري
إلى الأنبل والأسمى... أم
أنك مسيَّرة لا مخيَّرة؟ أميركا،
أميركا... كم جميل لو... *** *** ***
|
|
|