|
لستَ
ساحراً
أميرة
سلامة
1
الوقت
في
الوقتِ المحدَّد يأتي
فرسٌ زنجي يحكُّ
ظهرَه بأغصانِ المكان على
سطحِ ماءٍ يرمي أغنية يسرِّحُ
ضفائرَ النجوم راكضاً يسوِّي
وجهَ القمر في
الوقتِ المحدَّد تأتي
فرسٌ مَرهاء من
شعرِها سقطتْ آخرُ نجمة تُحَمْحِمُ
لنهضةِ السهول على
مَهَلٍ تفكُّ أزرارَ أثوابها ما
لا يُقال تقول تحت
عزيفِ السَّنابك 2
الشعر
أقوى
من الوحل أقوى
من ريحٍ ناقلةٍ غبارَ الطَّلع من
كوكبٍ تائه يرضعُ
المعنى من ثدي الأشياء هي
طفلةٌ قادمةٌ من بعيد كنتُ
أواريها منِّي وأستسرُّ
فيها خرجتْ
إلى الولادة من الماء جبيناً
غاضباً يتوثَّب كمَوْج يقدح
الشَّرَر ترتدي
كوخَ دهشتِها مقلِّبةً
بين راحتيها نزيفَ
جرحٍ وطَرَفَ رغيفٍ يابس تبحثُ
عن الشمس ونظرتُها
الخفيفة كشفٌ
يبهرُ أغوارَ النَّفْس تتنوَّر
منه أجسادُ الكواكب 3
انتعلْ
رياحَك أيها
الغبار بَعْثِرْ
قلقَك وتمرَّدْ 4
جسدٌ
عارٍ يغطسُ يرسمُ
فيكَ المعنى فلتتَّخذْ
أيها الماء شكلَه 5
بعضُ
الأفكار لم يولدْ بعد بعضُها
أخرس يستعيرُ
الألسنَ، الأجسادَ، الرؤوسَ، لا
حاضرَ لها، ببطءٍ
تسير، على
جدارٍ مائلٍ تتوكَّأ بعضُها
كالأهرام جامدٌ لا يتغيَّر بعضُ
الأفكارِ يخاصرُ الشمس حيناً
يشعشع حيناً
يجرح أو
كفضاءِ ماء يحوِّل
ويتحوِّل بعضُها
نيران تتنكَّر لبنات الماضي وثوبِ
الرَّماد تلتهبُ
بالآن فقط بعضُها
عاصفٌ يعلو
بالأشياء يهبطُ
فيها لا
يعرفُ الثبات بعضُ
الأفكارِ يرفضُ النوم تحت
الحجرْ إليها
يطيرُ الورق كراقصِ
باليه يخطو
فوقها المطرْ يُطبِقُ
عليها الضوءُ بحنانه من
كلِّ الجهات مازجاً
سُكَّر الشمس بِرِيْق
القمرْ لا
لن تبقى هناك وحيدة تحت
الحجرْ! 6
إلى
أدونيس
لستَ
ساحراً لكني
أصغي لتمائمِك وتعاويذِك تقرصُ
خدَّ البحار تتزوَّجُ
الجزر لستَ
ساحراً بل
ملاكُ شيطان يلبسُ
قامةَ الجبال يفترش
الهاوية لستَ
ساحراً لكن
أصابعك تمزجُ
الليلَ والشمسَ في قِدْر تشطرُ
الغيم تصنعُ
من الهمومِ زبيباً توزِّعه
على البشر ما
الغرابة إن كانتْ خيامُك من الدَّمع؟ أو
كان كرسيُّ السلطانِ من الوحل؟ لستَ
ساحراً بل
شكُّ يقين يفرشُ
الجسدَ بالحروف بالإشارات
والرُّقُم غبارٌ يوحِّد
الوجوه بيانُ
ضياعِ الطريقِ تحت الخطوة لستَ
ساحراً بل
بهلوانُ المعنى على
حبلِ الحياةِ والموتِ يتأرجح لستَ
نبياً بل
وردٌ على أكتافِ البيوتِ يطلَع يدلِّي
أعناقَه على الدروب يرمي
ألغازَه يقرأ
عطرَه ضوءٌ على
عتبة بيتي يجلس يقلِّب
في كفَّيه جواهرَ العتمة كتابُك دماءٌ
حارَّة لوَّثتْ
ضفائرَ النجوم تقمَّصتِ
المطر كتابُك جنِّيةٌ
عبثتْ بالخزائن كسرتْ
الأقفال قلبتْ
السماءَ أرضاً لو
يكون أثراً
على الرمال يغزوه
الموج للرَّحابةِ
يرجع قلْ
عشباً أو
قشاً وتغدو
أهدابي رياحاً لا تهدأ لا...
لستَ ساحراً بل
راقصٌ لنرجسِ السَّحاب حلمُ
الجذورِ تتنفس لا
أدري أيَّ امتدادٍ يذكِّرني بك؟ أيةَ
سفينة؟ هل
كنتَ في ذاك الزمنِ حجراً؟ أم
كنتَ حديداً؟ أيَّ
جنونِ إدراكٍ مزجتْ
مياهُ عينيك لتصيرَ
أنت؟ 7
قلمي
سفينة خيالاتي
أشرعة صفحاتي
من أمواه تتذاءبُ
كلماتي الريح من
ذؤاباتها يتطايرُ الزَّبَد والبحرُ
بين دفَّتي الدفتر يخبِّئ
رأسَه مبهوراً
يتنصَّت 8
تائهين
نمشي فوق التراب رافضين
الموت عارفين
تحته نمشي نتقلَّب نتعلَّم
كيف الموتَ نتقبَّل إنها
اللعبة 9
عيد
رأس السنة
مفرقعاتٌ
تثقبُ الهواء مهدورةٌ
هي الطاقات أماني ووعودٌ
تائهة اقتربت
الثانية عشرة فجأةً تعتصمُ
بغرفتي ذبابة تركتْ
خيامَ الفضاءِ الملوَّنة الموسيقى
الصاخبة احتفالاتِ
رأسِ السنة لتحتفل...
برأسي أنا 10
لم
يزدْني غيابُ الشتاء إلا
مطراً لم
يزدْني صوتُ الصيف إلا
خَدَراً كيف
لي أن أزيد... هو
ذا العصفور ببطء
ينزل تتخطَّفه
وريقاتُ النخيل يشعلُ
النارَ في تنُّور القمر 11
زنابقُ
بيضاء تمتصُّ
حتى الذبول... صمتَها! 12
صمَّاءُ
هي الريح قدرةٌ
هائلة على
محاكاةِ الأشياء يحاكيها
شجرٌ أبكم 13
يناديني صديقةً...
لا تغلقي النافذة مدِّي
الوسادة وخذي
وردة إنه...
القمر 14
صحنٌ
من عتْمة لقمةً
لقمة أكلَ
نفسَه... القمر 15
عند
الظهيرة بدويةٌ
بلون البنِّ تلوِّح
بعصاها كيف
لا يعشقُها الأنسُ والجنُّ كيف
لا تولدُ الطريقُ تحت خطاها؟ ولا
ينطقُ الحجر؟ 16
على
ضفيرتين أوَّلهما
ماء آخرُهما
شَرَر تتأرجحُ
دهشتي 17
ويحبُّها...
لكنْ في
موسمِ العنبِ... فقط! 18
ما
بين حضورِ غيابكِ وشيءٍ
من غيابِ حضوركِ تأسرني
غيبوبةُ السَّفر 19
القمر؟ ربما
لا يحبُّنا قدرَ ما نحبُّه هو
ذا يرفضُ الكلامَ يسدُّ
بالغيمِ أذنيهِ من الضَّجر! 20
"أتخاصمينني؟ أترفضين
النظرَ في عينيَّ؟" يعاتبني
بحرارة مُطبِقاً
ذراعيه حولي قرصُ
الشمس 21
لخشبٍ
يتشقَّق يلتئم بقلقِ
يقينِ الدَّم أنحني لنبضِ
معناه المعلَّق بالماء أنحني لجذرٍ
نديٍّ أورقَ يباسَ الحلم أنحني هو
ذا الخشب يزيدُ سِراً إلى سِرِّه ترى
الكلَّ بعضاً منه تراه
بعضاً من كل كطيفٍ
أخضرَ ترتفعُ الصرخة محطِّمةً
ساعةَ الرَّمل لنُعمى
اشتياقاتِه وأحزانه تحملُ
للشمسِ رائحةَ آهاتها والجمرَ
لنفسي أنحني لمسمارِ
غيبٍ ومعرفةٍ ملكتْ يمينه لمسمارِ
برقٍ تفتَّقَ من يسراه في الظلمة أنحني *** *** ***
|
|
|