|
ورشة عمل إيجابية إجمالاً. لقد ساهمت طبيعة المكان وتنوع المشاركين، على اختلاف "مبادئهم" أو "عقائدهم"، في خلق مناخ عملي ميداني لفكرة ضبط النفس. كما أغنى المحاضرون المواضيع بطرح مفاصل أساسية، شاملة وتفصيلية. ربما كان هناك تكثيف، نوعًا ما، خصوصًا في بعض الأفكار الجديدة والتمارين العملية. فهل هذه خطوة أولى لبداية مشروع طويل الأمد، أم هي مجرد محاولة لتجربة نوع نشاط كهذا؟ على كلِّ حال، كل شيء كان مفيدًا بنظري. ومجرد تسمية "ورشة عمل" هي آلية عمل جديدة في واقعنا. لقد أطلقتُ نفسي في مسار عملية ضبط النفس. لذا أتمنى في مرات قادمة أن تكون هناك تمارين عملية أكثر. حميدة تعمري * * *
لم يساورني شك مطلقًا، لا من قبل ولا من بعد، في جدوى مثل هذا العمل الميداني (ورشة العمل). ملاحظتان: 1. قد يكون المستوى الفكري للمحاضرات أعلى سوية من مداخلات بعض المحاوِرين. لكن ما شاب المحاضرات من نقص هو بعض الاسترسال بعيدًا عن لب الموضوع، مما خلق نوعًا من التشويش لدى قسم من الحضور تجلَّى في مداخلاتهم. كان من الممكن تجاوُز هذا الأمر باعتماد المحاضرات مطبوعةً مسبقًا وموزعةً قبل فترة على المدعوين، مع حرية المحاضر في الشرح والتفصيل لإغناء الموضوع. 2. فيما يخص المشاركين، أقدِّر كثيرًا هذا التنوع، المطلوب أصلاً، وهذه "المحاولة" الجادة من هذا الطيف المتنوع لـ"تحييد" الإيديولوجيا ما أمكن. لكن حدث خلل في لقاءات الورشة مبعثه إيديولوجي "تبشيري"، تمثَّل في محاولة قلة من المشاركين الاستئثار بوقت أطول في عرض "وجهات نظرهم". اقتراحات: 1. تشكيل إطار ما (وليس "تنظيمًا" لكي لا تُثار حساسية بعضهم) للعمل على الارتقاء بالورشات بالاستفادة من التجارب الأخرى (عالمية، عربية) ومن الخبرات الشخصية. 2. تفصيل العنوان الرئيسي لورشة العمل في عناوين فرعية (إن كانت هناك صعوبة في توزيع المحاضرات مكتوبة)، مرفقًا بأسماء مراجع يمكن الاعتماد عليها لإغناء الموضوعات. 3. من الممكن أن تكون هناك محاضرات صباحية وحوارات مسائية حولها، اقتصادًا في الوقت وتجنبًا للسجالات المباشرة، من جهة، وإتاحةً لفرصة التأمل فيما وَرَدَ والرد عليه، من جهة ثانية. 4. زيادة جرعة التمارين العملية. 5. تنظيم رحلة جماعية للمشاركين داخل منطقة الورشة جغرافيًّا لإفساح المجال للتعارف الفكري أكثر وتجنبًا للاصطفافات "اللاواعية". عمومًا: تجربة حديثة العهد في بلدنا، لا بدَّ لها من المراعاة والصون وحسن الفهم. وأعتقد أنها، بما كانت عليه، أكثر من ممتازة، على الرغم من بعض الملاحظات. استمرار هذه التجربة سيبلورها أكثر، أما التقاعس – لأيِّ سبب كان – فسيُذهِبُ ما حصل هباءً. غياث جازي * * *
الورشة، هل كانت تعريفًا باللاعنف أم بـ"ضبط النفس"؟ نود أن نسجل، أولاً، تقديرنا الكبير للجهود المبذولة في التنظيم الناجح جدًّا لفعاليات الورشة اليومية، ونخص بالذكر السيدة منى هلال. كانت الورشة جيدة، والتحضير لها يعكس جهدًا واضحًا بُذِلَ في صمت جميل متواضع لإنجاحها. ملاحظات: 1. جودة المادة المقدمة وإدارة الحوارات التي عكست روحًا ديموقراطية فعلية، راغبة في أوسع مشاركة، وقدرة على الاستماع الصبور المتأنِّي والمدقِّق، على الرغم من الشطط الذي أبداه بعضهم (وهذه ميزة هامة قد لا تتوفر في الكثير من الأعمال المشابهة). 2. التنظيم اليومي لفعاليات الورشة، خصوصًا فيما يتعلق بتوزيع الوقت بين المحاضرات والنقاش والاستراحات، مما أتاح للمشاركين هوامش للتعارف والتفاعل الإيجابي فيما بينهم، فشكَّل علامة بارزة للورشة أعطت للمشاركين فرصًا نادرة لعقد صداقات جديدة ومميزة مع أفراد من مناطق مختلفة ومروحة عمرية واسعة. 3. لم يُتَح المجال لمنظِّمي الورشة لإرسال المحاضرات إلى المشاركين قبل انعقادها. فلو حصل ذلك لأتاح فرصًا أكبر لهم للمشاركة الفاعلة الإيجابية فكريًّا، مما يجعل الحوار أعمق وأكثر إنتاجية. 4. المشاركة مع جماعات لها التوجه نفسه قد تتيح الفرصة للتشبيك فيما بينها لتكون أكثر فاعلية وتأثيرًا في الواقع السوري. إذ إن مشاركة الأفراد مازالت متواضعة، وعددهم قليل بالنظر إلى عمر معابر وإلى المادة الفكرية المتميزة التي تقدمها. لذا نقترح اعتماد الرسالة الدورية إلى عدد من الناس من المؤمَّل أن يكونوا مهتمين، كما درج العديد من المواقع على اتِّباعه، تعريفًا بالموقع ولفتًا للنظر إلى جديده ونشاطاته. 5. أخيرًا، لا يمكن لنا إغفال جمال مرمريتا وسحرها الخاص في إنجاح هذا العمل. نأمل في المزيد من جهودكم، المفيدة والممتعة في الوقت نفسه. مع الشكر الجزيل. زينب نطفجي وزهير وفا * * *
بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الكرام في مجموعة معابر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا آسف جدًّا على التأخر في الكتابة إليكم. فقد أفقدتني الأيام التي خلت أعذب العبارات التي تعبر عن أدفأ المشاعر تجاهكم، وأعظم السرور بصحبتكم، وعميم الفائدة التي عادت عليَّ بمشاركتكم ورشة العمل. هذه رسالة شكر سريعة، للأستاذ ديمتري، على محاضراته، وأدبه الجم، وصبره النادر الذي يليق بلاعنفيٍّ حقيقي، ولرفيقة دربه، ومثيلته في الحضور، الروائية أميمة. وأشكر حوارات الأستاذ أكرم، وصراحته النادرة، واستثناءاته الحازمة، التي تخفف من وقعها بشاشةُ وجه السيدة منى وابتسامتُها العذبة. وكذلك أشكر الإصرار والعناد والحزم اللطيف للآنسة دارين، التي تريد أن تخلق عالما أنثويًّا، له من الذكورة معالمها كلها، إلا أنه مؤنث الجنس! أشكر أيضًا الأخت حميدة وزوجها غياث، اللذين تركت معاناتهما عندنا مشاعر لا تنسى. لقد علمتنا تجربتهما المريرة التعاطف مع الألم الإنساني المجرد. أشكر للأخ زهير مداخلاته المفيدة وصمته الطويل، كما أشكر السيدة زينب على جرأتها اللافتة، وإن كنت، من منطلق ذكوري – جكرًا بدارين! –، أتحفظ على بعض ما قالته لي. ولذلك سأكرر طلبي منها أن تعيد كتابة المحاضرة عن الصوم عشر مرات عقابًا! وأشكر للسيدة رندة مشاركتها الصامتة، راجيًا ألا تكون مداخلاتي من أسباب صمتها، ولذلك أشكرها شكرًا خاصًّا. كما أشكر الحضور المتميز للأستاذ ندره ع. (طبعًا ليس الفيلسوف)، على الرغم من أن الفيلسوف ندره يستحق كل الاحترام والتقدير لحضوره ومحاضرته وتهذيبه العالي وفكره الإنساني الرفيع. كما أشكر السيدة السلامية المهذبة سحر أبو حرب – أشكرها، بشكل خاص، على طلبها مني أن أعطي الفرصة لشركاء الورشة بالحديث. كما أشكر الآنسة الودود الدافئة لانا، راجيًا أيضًا أن نراها مذيعةً أو مراسلةً لقناة في مستوى "الجزيرة". ولا بدَّ من توجيه شكر خاص لرفاق السكن المتميزين: الشيخ أبو رعد، كثير الصمت، عميق الفكر، المطوِّف في عالم الأديان والمذاهب والأفكار بحثًا عن الحقيقة تطواف سلمان الفارسي، والصيدلاني اللطيف الأنيق، جوني، والعقل اليافع المتحفز الذي نرجو له كل التفتح والازدهار، غيث. كما أشكر الصديق المهذب، القديم الجديد، محمد عبد الجليل. وأشكر أيضًا سفيرة الاتحاد الأوروبي إلى ورشتنا الآنسة نتالي – وإن كنت مازلت مصرًّا على أن الاعتداء على "لعبتي" والصبر عليه هو موقف لاعنفي! إذا إن الناس عبر التاريخ لم يتنازعوا إلا على "الألعاب"، وإن تكن الألعاب في حجم أصحابها! وفي النهاية لا بدَّ من شكر خاص متميز لرفيق سفري الطويل من درعا، إلى دير مار موسى، إلى الرستن، إلى مرمريتا، للقاء هذه الكوكبة المتميزة بالفكر والاهتمام والمقصد، الصديق عبد الرحمن الشاغوري (أبو موسى). ختامًا، أعتقد أني مدين للجميع بالاعتذار وبالشكر لصبرهم عليَّ في كل ما تكلمت به، ولأنهم ربما آثروني، أدبًا، على أنفسهم فلم ينازعوني الكلام، وكان في وسعهم ذلك. وأشكر مجددًا، بهذه المناسبة، سعة صدر المحاضر الرئيسي المتميز، ديمتري (أو "ديمي"، كما يحب الأستاذ أكرم أن يناديه). لكم جميعًا حبي واحترامي وامتناني لما تركتموه في عقلي وقلبي من طيب الأثر وجميل الذكرى. وأرجو أن يتكرر هذا اللقاء.
د. محمد العمار * * *
الإخوة الأعزاء في هيئة تحرير معابر، أشكركم جزيل الشكر على إرسالكم ما دار في ورشة اللاعنف إلي، وأشكر اهتمامكم. لقد كان النقاش مفيدًا فعلاً. وأظن أن النقاش حول قضية العنف واعتماد اللاعنف كمنهج للحياة صار أمرًا ضروريًّا هذه الأيام. فقد أصبح العنف سيد الموقف في حياتنا وأصبح شائعًا ومدعومًا بثقافة تمجِّده وتسمِّيه "جهادًا"! لكننا، حتى نتبنى نهجًا لاعنفيًّا، نحتاج إلى الكثير من العمل وتغيير المفاهيم ونشر ثقافة موازية تؤكد أن اللاعنف منتهى القوة، وأنه ليس رديفًا للضعف. وقد جاء في الحديث أن الرسول الكريم قال: "ليس القوي بالصرعة، إنما القوي مَن يملك نفسه عند الغضب" – بمعنى أن القوي ليس مَن يقدر على صرع الآخرين، إنما القوة في الحلم وملك النفس عند الغضب. وأظن أن هذا هو جوهر اللاعنف، وهو خطاب ديني يجب إشاعته لنحارب به الخطاب الديني الآخر الذي يمجّد العنف ويُعلي من قيمته. كنت أتمنى المشاركة حقًّا في تلك الورشة، ولكن فليكن في مرات قادمة. أكرر شكري لكم وأتمنى تزويدي بالمزيد من المعارف في شتى المجالات الإنسانية.
انتصار عمر * * * |
|
|