|
اليوطوبيا أو
الطوباوية Utopia من
اليونانية u-topos، أي
"ليس في أيِّ مكان" – وهو التعبير الذي
استخدمه بالمعنى نفسه توماس مور
(في كتابه يوطوبيا: أو حول الدستور الأمثل
للجمهورية، 1516) ليصف مدينة مثالية وخيالية
في نفس الوقت؛ حيث نجد أن ما يتضمَّنه هذا
الكتاب من أوصاف – ومنها بعض ملحوظات أفلاطون
– إنما يستعملها لنقد النظامين الملكيين
الإنكليزي والفرنسي آنذاك؛ وفي نفس الوقت،
لرسم لوحة لمجتمع بالمقلوب: حيث يُحتقَر
الذهب ويحيا الناس نوعًا من الشيوعية السعيدة.
ونستنتج من هذا المثال، أول ما نستنتج، أنه
ليس بوسع هذا البنيان اليوطوبي أن يقوم إلا
على جزيرة محمية ومنعزلة في الوقت نفسه. كذلك،
إن وسَّعنا المفهوم، فإنه يصير بوسعنا أن
نشمل فيه كلَّ مجتمع خيالي غير قابل للتحقيق
– مع التأكيد أنه يمكن أن تكون اليوطوبيا، في
الوقت نفسه، محرِّضًا للفكر السياسي (كمدينة أفلاطون
الفاضلة، ومدينة الشمس لتوماسو
كامبانيلا، وفالانستير شارل
فورييه، مثلاً). وبوسعنا
هنا أيضًا، وتحديدًا، أن نميز، من جهة، بين
اليوطوبيا التي تُستعمَل لوصف نظام سياسي
يعمل وفق ميكانيكية الساعة، لكن على حساب
الفرد وحريته، ومن جهة أخرى، بين اليوطوبيا
المضادة التي تبني هي أيضًا مدنها المثالية،
لكن على أساس الرغبة والحلم. *** ملاحظة:
تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي،
تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل. تعريب:
أكرم أنطاكي. مراجعة:
ديمتري أفييرينوس.
|
|
|