|
الحرِّية
هي حالة الفرد الذي لا يفعل إلاَّ ما يريد بغض النظر عن أي تأثير خارجي. من هذا المنظور، يمكن القول إن الإنسان الحرَّ هو نقيض الإنسان العبد. من المنظور السياسي، تشمل الحرِّية مجالات مختلفة منها ما هو مادي، ومنها أيضًا حرية التعبير، وحرية الاعتقاد، وحرية التفكير، والحرية الدينية. وهي مجالات لا يفترض أن يخضع الفرد فيها لسيطرة الدولة حين يتعامل باحترام مع قوانين هذه الدولة. من هذا المنظور تعاطى القدماء مع مفهوم الحرية. فأن يكون المرء حرًا بالنسبة لهم يعني أن يتمتع بالميزات التي تقدمها له مؤسسات المدينة، أي – مرة أخرى – أن لا يكون عبدًا. وبالتالي فلسفيًا، يمكن القول إن الحرية هي حال الشخص غير الخاضع لتأثيرات الجهالة والأهواء؛ والذي يتصرف بوعي استنادًا إلى مفاهيم الحقيقة والعدل، محققًا بذلك بشكل كامل ما ينسجم مع طبيعته الخاصة. مما سبق، يمكن فهم تلك الحرية الأخلاقية التي بنى عليها كانط استقلالية الإرادة التي هي أساسها الروحي. ما يعني، من منظور كانط، أنه لا يمكن الإعلان عن هذه الحرية إلاَّ كمسلَّمة من مسلمات المنطق العملي. أمَّا بالنسبة للفكر الوجودي، فإن الحرية هي مكون أساسي من مكونات الطبيعة الإنسانية. فالإنسان، حسب سارتر، "محكوم عليه بأن يكون حرًا". وهذا يعني أن على كلِّ إنسان، من منطلق المفهوم المطلق لحرِّيته، إعادة اكتشاف قيمه الخاصة؛ الأمر الذي يحِّمله أقصى درجات المسؤولية الأخلاقية. *** *** *** ملاحظة: تمت ترجمة هذا النص من قاموس ناثان الفلسفي، تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل. تعريب: أكرم أنطاكي
|
|
|