ندره اليازجي: المشروع الفكري

يتلخص موقفي الفكري – وهو مجرد مشروع نظريٍّ يتمثل في وجهة نظر فلسفية وعلمية وأخلاقية، سعيتُ، ومازلت أسعى، إلى تحقيقها – في المبادئ التالية:

  1. محبة الإنسانية جمعاء، بغضِّ النظر عن الجنس واللون والعنصر والمعتقد.
  2. توحيد نطاقات الفكر الإنساني ووجهات النظر العديدة في دراسة مقارنة ترمي إلى القيام بوحدة تأليفية بين الدين بمفهومه الروحي، والفلسفة بمفهومها الإنساني والمثالي، والعلم بمفهومه النظري والطبيعي والكوني.
  3. تعمقٌ وتوسعٌ في دراسة القوانين الطبيعية والإنسانية–الاجتماعية بهدف الولوج إلى القوانين الكونية التي تشملها.
  4. الشعور الكامل بالوجود، أي المعرفة التي تشير إلى وجود وعي كوني يشمل جميع المبادئ والقوانين.
  5. التجربة النفسية أو الروحية المختبَرة التي تنتهي إلى عرفان يتجلَّى في تحقيق الشعور الأسمى بتكامل الوجود الإنساني والطبيعي والكوني.
  6. واقع الحضارات والثقافات والإنجازات الرائعة مقولة تؤكد وجود تنوع ظاهري وحقيقة باطنية جوهرية واحدة وعقل إنساني جمعي شامل.
  7. تمثُّل العالم والكون في نسيج واحد متداخل خيوط الحياكة.
  8. العقل المنفتح والقلب المنفتح سبيل إلى لقاء الحضارات والثقافات وتفاعلها وإلى تآلف العقل الخاص مع العقل العام في قاعدة واحدة مشتركة بين العقول الفردية.
  9. تأسيس بنية عقلية منفتحة ومكوِّنة تصلح لإجراء حوار بين بنات وأبناء الإنسان لقبول الآخر والاعتراف به وتتجاوز الأطُر المحدودة والمناهج الأحادية البعد.
  10. الإعلان العالمي لـ"وثيقة واجبات الإنسان" التي تشتمل على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتدعو إلى تربية إنسانية تجعل من الواجب أمرًا أخلاقيًّا وروحيًّا ملزِمًا.
  11. المثالية بوصفها تطويرًا للواقع كما يجب أن يكون، أي التحول من الوجود إلى الوجوب.
  12. السعي المثابر والهادف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية الملازمة لكرامة الإنسان وحريته الماثلتين في الوعي.
  13. توطيد التفكير المنطقي الرامي إلى بلوغ محاكمة سليمة تحرر العقل من قيود الإشراطات العديدة التي تحول دون تطويره.

في هذا المنظور، أدركتُ أن ثقافات العالم وحضاراته تلتقي، التقاءً مباشرًا أو غير مباشر، لتشكل مركزًا تتكامل فيه الوقائعُ الظاهرية والحقيقةَ الواحدةَ التي نعاينها ونحن نتوغل إلى أعماق الحكمة التي تتوطد عليها القاعدة الأساس للوجود الإنساني. وهكذا علمتُ أن شخصيتي مركز لقاء لجميع التيارات الفكرية والعلمية والأدبية والفلسفية والفنية والروحية والاجتماعية والاقتصادية التي تتجه من مراكز إشعاعها لتجتمع في كياني وتتآلف في وحدة الحقيقة. إذ ذاك أدركت أنني حصيلة لقاء فروع المعرفة المتآلفة في داخلي، مثلما أن الحضارات والثقافات هي روافد تصب في نهر الحضارة الإنسانية الذي يحمل تراث الإنسانية بكامله ليصب في محيط الوعي الكوني.

في هذا السياق الفكري، يمكن لي أن أشبِّه العقل الواحد والتنوع الثقافي بدائرة تصدر عنها وتعود إليها إشعاعاتٌ عديدة هي التنوعات العديدة للروح الإنسانية. فإذا كانت الحياة، في ظاهراتها، واحدة، والعقل، في جوهره، واحدًا، والحكمة، في تجلِّياتها، واحدة، والعلم، في منظوراته، واحدًا، والروح، في كيانها، واحدة، فإنها تنبث وتتشتت عبر إشعاعاتها المتنوعة، لتعود إلى التآلف في دائرة الحقيقة الواحدة. وبالمثل، أستطيع أن أشبِّه العقل الواحد والتنوع الثقافي والفكري بالضوء الذي يتشتت إلى قوس قزح: فالحق إن ألوان قوس القزح تمثل الضوء الذي تبدَّد أو تشعَّب إلى تنوعاته. فإذا استطعتُ أن أعيد هذه الألوان من خلال الموشور، الذي يتشتت الضوءُ عبره إلى تنوعات ألوانه، أجدها تعود إلى ما كانت عليه من اتحاد: إنها تعود إلى الضوء الذي جمع أنواع ألوانه في وحدة لا تنفصم هي حقيقة واحدة لا تناقُض فيها.

في هذا النطاق التوحيدي، أستطيع أن أشبِّه العقل المنفتح بحديقة واسعة تُزرَع فيها زهورُ العالم وورودُه كلها. وفي هذه الحديقة تجتمع تنوعاتُ الأزاهير والورود كافة؛ وتُبقي هذه الحديقة على وجود فسحة قابلة لاحتواء نوع جديد من الزهور والورود يُضاف إلى التنوعات المتوافرة أصلاً. وتشير هذه الحديقة الشاملة إلى أن جمال التنوع أروع وأبهى من جمال التفرد. وبالمثل، أستطيع أن أحيا جمال التنوع الذي تتميز به حديقةُ حياتنا وفكرنا وإنسانيتنا.

في هذه الرؤيا، تحافظ الأمةُ أو الأممُ على مشعلها الحضاري – على إبداعها الثقافي والعلمي وعلى عمق خصوصيتها وقدرتها على الامتداد إلى الآخر – ليضيء هذا المشعلُ في المحيط الروحي الذي يغلِّف الوجود الإنساني كخلفية تسجَّل عليها ما تدوِّنه الشعوبُ والمجتمعاتُ والأفرادُ من مآثر وإنجازات حضارية وثقافية وعلمية. وعلى هذا الأساس، تكون الإنسانيةُ جامعةً شاملة، وكذلك الإنسان: فهي تمتد وتتسع إلى الكون المادي والروحي. وشمول الإنسانية يجعل البشرية بأجمعها أسرةً واحدةً تنعم في نطاق محبة الكل الشامل – فإذا الناس جميعًا إخوة يلتقون في كيان الإنسان الواحد – بوجودٍ واحدٍ وصورٍ وأشكال كونية متعددة ومشخَّصة على صعيد الظاهر. لذا كانت المحبة تعني أن شمولها العالمي، الإنساني والجامع، إنما ينطوي في مبدئها الأعظم بأن جميع الناس، على اختلاف أعراقهم وألوانهم وأممهم، يؤلِّفون جسما واحدًا – مادةً واحدة وروحًا واحدة لا تتناقض في ذاتها. وهكذا تتحقق الإنسانية في شعور الكائن الإنساني بعالميته وشموله. والحق إن آمال الإنسان المتصاعدة من أنحاء العالم كلِّه تشير إلى وحدة الوجود الإنساني وإلى تحقيقه في شعور واحد متكامل. جميع الناس يفكرون، يشعرون، يحسون، يتذكرون، يتخيلون، يتصورون، يدركون، إلخ، ضمن مبدأ واحد متنوع الظاهرات.

إن مبدأ عالمية الإنسان مبدأ يحثنا على احترامه وإعلاء شأنه: فلا يحق للإنسان أن يعتدي على إنسانيته أو إنسانية غيره، ولا يحق له أن يستغله أو يحقد عليه أو يكرهه أو يرذله. والإنسان الذي يتصف بالصفات السلبية يقترف شرًّا ضدَّ إنسانيته هو. فالإنسان الذي يكره نفسه يكره الآخرين؛ والإنسان الذي يكره غيره يكره الإنسان كمبدأ الوجود المشخَّص والمجرد؛ والإنسان الذي يكره غيره يكره المطلق الذي هو الخير المطلق والمعرفة والحقيقة والكمال والوعي الكوني.

في هذا المنظور، يشير التنوع إلى التكامل ويُسقِط التناقض – وهذا لأن محبتي للإنسانية، على تنوعها، تحثني على تجاوُز كلِّ ما يُعتبَر عائقًا أو حاجزًا يحول بيني وبين الإنسان الآخر. فإن كنت أعتبر غيري عبدًا، فأنا عبد مثله في مجالات عديدة؛ وإن كنت أعتبره زنجيًّا، فأنا أكثر سوادًا منه في داخلي؛ وإن كنت أعتبره متخلِّفًا أو فقيرًا لأسباب المعيشة أو اللون أو العنصر، فأنا أفقر منه وأكثر تخلفًا في أمور كثيرة.

إن عالمية الإنسان، كونه ينتمي إلى عالم واحد، والأخوة الإنسانية لا تتعارضان مع اجتماعيته، كونه ينتمي إلى وطن – وهذا لأن اجتماعية الإنسان هي إنسانيته، ولأن الإنسان يمثل المركز الذي يشع في اتجاهات ثلاثة:

-        أولاً: من كيانه إلى ذاته؛

-        ثانيًا: من كيانه إلى المجتمع الذي ينتمي إليه؛ و

-        ثالثًا: من كيانه إلى العالم.

في الاتجاه الأول، يشع الإنسان وفق قاعدة أخلاقية فطرية تعبِّر عن ناموس كونيٍّ روحيٍّ غير مكتوب بالحرف، نُحِتَ فيه منذ بداية وجوده في هذا العالم. لذا كان عليه أن يحققه أولاً. ومتى حقَّق هذا الناموس الكوني غير المكتوب بالحرف، استطاع أن يشع في الاتجاه الثاني، وهو المجتمع. أما الاتجاه الثالث، فإنه يتجلَّى في امتداده إلى العالم والكون. وهكذا يتجاوز الإنسان الواعي مركزيةَ الأنا إلى مركزية الأسرة والعائلة، ثم إلى مركزية الفئة والمجتمع، ثم إلى مركزية العالم، لينتهي إلى مركزية الكون.

تراودني هذه المقولة وأنا أتعمق في تأمل نفسي وفهمها؛ أتأملها، وأتأمل الكون والكيان الاجتماعي. وفي هذا التأمل الثلاثي البعد، أتساءل: كيف يمكن لي أن أكون كيانًا شاملاً؟ كيف يمكن للكون أن يكون شاملاً؟ كيف يمكن للمجتمع أن يكون شاملاً؟ ولا يدهشني أن أجيب بشمول الكون، وشمول الحياة، وشمول الكيان، وشمول الإنسان، وشمول المجتمع، وشمول المادة والطاقة، وشمول المعرفة. فإذا كانت الحقيقة السامية الشاملة غاية في ذاتها، تتجلَّى في الكل ومن خلال الكل، وفي الإنسان ومن خلاله، وفي المجتمع ومن خلال اجتماعيته التي هي إنسانيته، كانت العالمية أو الشمول – الكل – المبدأ الفاعل في الكون عامة وفي عالمنا الأرضي خاصة: القوانين العلمية، على سبيل المثال، واحدة في العالم.

إذا كان الشمول مبدأ الكون الفاعل، فلا بدَّ لي أن أجد التفسير الموضِّح للكثرة أو التعدد الماثل في عالمنا.

ثمة تعددية في وجودنا، وثمة وحدة أيضًا. والوجود، بكل تأكيد، تعددية في وحدة، كثرة في واحد. والمشكلة الرئيسة التي تطرح ذاتها تكشف عن ذاتها في سؤال يوجِّهه كل ذي عقل مستنير: كيف توجد الكثرةُ في الوحدة؟

إن تعارُضات الوجود الظاهرية الكبرى تبدو في حالاتها الثلاث وكأنها تشير إلى هذه الحقيقة؛ وفي استطاعتي أن أوجزها في مقولات ثلاث:

  1. سلسلة الوجود الكبرى
  2. التمايز واللاتمايز
  3. الكل الكبير والكل الصغير

أولاً: سلسلة الوجود الكبرى

عندما أنظر إلى الكون نظرةً فاحصة، تأملية وعقلية، تتراءى لي حقيقةٌ عميقة ومتسعة، تمتد من ذاتها إلى ذاتها إلى ما لانهاية له. وتبدو هذه الحقيقة وكأنها سلسلةٌ مُحكمةٌ من المستويات المتكاملة والمتصلة التي تبدأ من الأدنى وتنتهي في الأعلى، لتنطوي على ذاتها في دائرة. ومن جانبي، لا أستطيع أن أحدِّد "الأعلى" بأكثر من قولي: إنه لانهاية كبرى؛ كذلك، لا أستطيع أن أعرِّف بـ"الأدنى" بأكثر من قولي: إنه لانهاية صغرى.

بين هاتين اللاَّنهايتين توجد لانهاية ثالثة، هي عقدة لقاء هاتين اللاَّنهايتين في الإنسان. ففي الإنسان تلتقي هاتان اللاَّنهايتان.

في هذا النطاق ترتقي أدنى المستويات إلى أعلاها. وفي ارتقائها هذا تتدرَّج تراتُبيات الوجود المُحكَمة الاتصال، وهي تعبُر الإنسانَ الذي تلتقي في كيانه اللاَّنهايتان، الصغرى والكبرى، وتتعقدان بطريقة تعبِّر كل ظاهرة، من خلالها، عن وجودها وهي متصلة مع الأخرى. وفي هذه السلسلة، التي هي سلسلة الوجود الكبرى، ينطلق الوجود المادي من أدنى مستوياته في التأليف إلى أعلى مستوياته في التأليف. لذا كان الإنسان – ذروة التعقيد الأرضي – لانهاية تعقيد تعبُر من خلالها اللانهايةُ الصغرى إلى اللانهاية الكبرى: إنه جسر يصل بين اللاَّنهايتين.

ثانيًا: التمايز واللاتمايز

يعتقد كل من تِلار دُه شاردان أن الأشياء والأشكال جميعًا قد انطلقتْ من حالة لاتمايز متجانسة هي عجين مؤلَّف من دقائق أو حبيبات متناهية في الصغر، تمايزتْ إلى خمائر متنوعة تشكلتْ منها الأنواعُ المتعددة والمختلفة. والحق إن كل ما يشاهَد في كوكبنا الأرضي ليس إلا عجينًا واحدًا، مادةً أوليةً تمايزتْ إلى عدد كبير من الخمائر عُرِفَتْ بالأنواع، لتنتهي إحدى تلك الخمائر المميَّزة إلى الإنسان.

إذا كانت التمايزات الظاهرية العديدة قد انبثقتْ من حالة لامتمايزة أولية متجانسة، لتلتقي في الإنسان الذي يؤلِّف بين جميع التمايزات في جسمه، فإنها متضمنة في حقيقة واحدة.

ثالثًا: الكل الكبير والكل الصغير

لما كان الوجود في أكبره، أي في لانهايته الكبرى، يشتمل على ذاته في لانهاية صغرى، فإن كل ما يُرى وما لا يُرى في الكون الأكبر يُرى ولا يُرى أيضًا في الكون الأصغر. وعلى سبيل المثال، نقول: لا شيء في النظام الشمسي إلا وهو موجود في الذرة، أي في الكون الصغير. وعلى هذا الأساس، لا يُعَد أصغر ما في الكون الصغير "جزءًا" بقدر ما يُعَد تصغيرًا أو تقليصًا أو تكثيفًا للكون الكبير، وذلك لكي تكتمل سيرورةُ الحياة. فكل ما يقع بين هذا الحد الأدنى من الوجود، أي الكون الصغير، وبين الحد الأعلى الأكبر، هو سلسلة الوجود الكبرى التي تنتظم في مراتب متلاحقة أو مستويات متصلة، بحيث يتضمن المستوى الأدنى في المستوى الأعلى في كنف حقيقة واحدة تأليفية يمثِّل فيها الإنسانُ الحلقة الوسطى أو الجسر الذي يصل الأدنى بالأعلى. وهكذا يكون الأدنى ألف الوجود ويكون الأعلى ياءه.

في المستوى الأرضي، ندرك كيف يتفاعل الإنسانُ مع الكل. ففي جسمه، يتم اللقاءُ بينه وبين العالم المادي في عملية مباشرة: فهو يتحد مع العالم المادي ويشكل معه جسمًا واحدًا؛ وهو يتحد مع الغلاف الغازي ويتفاعل معه، تمامًا كما يتفاعل مع النور والحرارة والأشعة الكونية الأخرى؛ ويتحد أو يتفاعل مع الإنسان في أنواعه الإنسانية العديدة، ليمتد ويتسع في كيانه وفي الكيانات الإنسانية الأخرى، التي هي صور منعكسة لصورته في الحياة الاجتماعية والكونية. وهكذا يتماثل الإنسانُ مع نقطة الدائرة حيث تلتقي الدائرةُ كلها في نهاية صغرى، أو حيث يلتقي الكونُ كله فيها بالإضافة إلى المجتمع الإنساني.

في القديم، قال فيثاغوراس إن الكون نغم ورقم: نغم هو موسيقى ورقم هو نِسَب رياضية. ويشير هذا القول إلى مبدأ الانسجام والتناغم والتوافق والتناسق. لذا لا يخرج هذا الكون عن إطار معقولية الوحدة؛ فهو، في شموله وتعدده، وحدة قائمة بذاتها.

هكذا يستطيع العلمُ أن يتلمَّس الحقيقة الواحدة الشاملة والكلية عبر الظاهرات العديدة. فهو، في كلِّ استقراء، يؤكد على وجود القوانين الكلِّية الشاملة. وقديمًا قال أرسطو: لا علم إلاَّ بالكليات. وفي الوقت الحاضر، يبحث العلماءُ عن قانون كوني واحد شامل يشمل جميع القوانين الأخرى.

هكذا تتجلَّى الحياة في الشمول والعالمية – وهذا لأن كل عملية تجريد تقود في المآل إلى الكلِّية المطلقة، انطلاقًا من نسبة ظاهرية أو من ثنائية أو تعددية لا يوجد أحدُ حدودها في معزل عن الحدود الأخرى. لذا يسعى العقلُ المجرد إلى تضمينها في الكل الشامل.

أخيرًا، يجدر بي أن أقول: إن عالمية الإنسان تتحقق على صعيدين: الصعيد الاجتماعي في نطاق الوطن، والصعيد الاجتماعي الإنساني والعالمي. وعلى الصعيدين يمتد الإنسان في الإنسان امتدادًا لا يجيز للإنسان خلاصًا إلا في الإنسان ومن خلاله – وهذا لأن كل إساءة تصدر عني باتجاه الآخر تُعتبَر إساءةً للإنسانية جمعاء؛ وكل محبة تصدر عني نحو الآخر تُعتبَر تضحيةً وتقديرًا للبشرية جمعاء – وهذا أيضًا لأن الإنسان، في جوهره، يشمل الإنسانية كلَّها في كيانه.

في اجتماعية الإنسان، التي تختلف عن "تجمعية" الحيوان، نرى كيف أن الأنواع البشرية تلتقي أو تجتمع في دائرة واحدة هي الأنسنة. ففي أنحاء العالم مبادئ وآمال وأمانٍ تسعى إلى التحقق. وقد أصبح العالم وكأنه يتجه إلى تحقيق إنسانية أسمى من خلال وعي ذاته في اجتماعية وجوده الوطني والعالمي. وكما التقت عناصرُ الطبيعة في وحدة كيان الإنسان – ظاهرة الوجود الأرضي الكبرى – كذلك يتوزع الإنسانُ ويتمايز إلى أنواع تلتقي في وحدة إنسانية شاملة، كاملة في تآلُفها.

ندره اليازجي

* * *

 

المؤلفات العربية

  1. رسائل في حضارة البؤس 1961
  2. الاشتراكية ومفهوم العدالة 1963
  3. النقد الفلسفي للماركسية 1965
  4. بحوث فلسفية 1967
  5. رد على التوراة 1969
  6. رد على اليهودية واليهودية–المسيحية 1971
  7. مقالة في العقل والنفس والروح 1973
  8. دراسات في فلسفة المادة والروح 1980
  9. دراسات في المثالية الإنسانية 1981
  10. تنوع الحضارات ووحدة الفكر الإنساني 1985
  11. تأملات في الحياة النفسية والاجتماعية 1988
  12. فلسفة الإنسان الثائر 1988
  13. رسائل في مبادئ الحياة 1991
  14. المبدأ الكلِّي: لقاء الحكمة القديمة والعلم الحديث 1995
  15. الطريق إلى الحوار 2003
  16. هندسة الروح: أشكال صوفيا 2005

 

المؤلفات الإنكليزية

1.        Trans-cultural Understanding: Variety of Cultures and Oneness of Human Thought

2.        Christianity Reinstituted: Christianity Versus Judaism

3.        Philo-scientific Dissertations

 

الكتب المترجمة

  1. پيير تِلار ده شاردان، ظاهرة الإنسان
  2. پيير تِلار ده شاردان، موضع الإنسان في الطبيعة
  3. مجموعة من الباحثين، الواقع الاجتماعي
  4. س. رادهاكرشنان وش. مور، الفكر الفلسفي الهندي
  5. روبير لنسن، التطور النفسي في الألفية الثالثة
  6. يولاند ياكوبي، علم النفس اليونغي

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني